بين إصرار العدو على تمديد جديد لمهلة انسحاب قواته حتى آخر شباط الجاري، ورفض لبنان الرسمي أي خطوة في هذا الاتجاه، بدأت ترتسِم معالِم توتّر على جبهة جنوب لبنان، بينما تعمل الولايات المتحدة على مقترح يشكّل، من وجهة نظرها، حلّاً يُتيح تهدئة الميدان وعودة «السكان» على جانبي الحدود.
فيما حاول العدو أمس التلويح بأن ما لا يمكن للأميركيين أخذه، أو فرضه، بالدبلوماسية، سيؤخذ بالقوة. ويُعدّ هذا الاختبار الجدّي الأول للعهد الجديد رئاسةً وحكومة، ومدى إدراكهما للمخاطر وقدرتهما على التعامل معها، واستعدادهما للدفاع عن سيادة لبنان، إذ لا مبرّر هذه المرة للموافقة على أي تمديد، خصوصاً أن إسرائيل لم تلتزِم بما يتعلق بها من الاتفاق، بدءاً من وقف الخروقات وصولاً إلى ملف الأسرى.
وفي هذا السياق، انطوى خرق جدار الصوت على مراحل فوق بيروت والبقاع، مساء أمس، على رسائل من العدو رداً على الموقف الرسمي اللبناني الرافض لتمديد احتلال قواته بعد انتهاء المهلة الممدّدة في 18 شباط الجاري.
وأتى هذا الخرق الذي سبقه خرق مماثل في سماء الجنوب، وسط تحليق مكثّف للطيران المعادي، بعدَ حوالي ساعة من صدور بيانين عن رئيسَي الجمهورية جوزف عون ومجلس النواب نبيه بري نفيا ما ذكرته قناة «الحدث» السعودية عن «اتفاق لبنان وإسرائيل على تمديد بقاء الجيش الإسرائيلي في الجنوب إلى ما بعد عيد الفطر».
فيما تؤكّد المعلومات تكثّف الاتصالات الدولية مع بدء العد العكسي لانتهاء الهدنة الثلاثاء المقبل، على وقع استحقاقات حساسة عشية تشييع الأمينين العامين لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله والشهيد السيد هاشم صفي الدين في 23 الجاري، ووسط ترقب في المنطقة لـ«سبت الجحيم» الذي لوّح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب بما يضع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على المحك.
وتُشير المعلومات إلى أن «العدو الإسرائيلي لا يزال يضغط لانتزاع موافقة أميركية على البقاء في خمسة مواقع يعتبرها حساسة جنوباً لإشرافها على المستوطنات»، وهو ما يرفضه لبنان بالمطلق.
وتقول مصادر مطّلعة إن «فرنسا دخلت مجدداً على خط الوساطة، وإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تواصل مع الرئيس عون، وأبلغ إسرائيل بالموقف اللبناني الرافض لأي تمديد وأي بقاء للاحتلال»، بينما أشارت مصادر مطّلعة إلى أن «المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي ستعود إلى بيروت الأسبوع المقبل ستُشهر ورقة المواقع الخمسة في وجه المسؤولين اللبنانيين».