رجّح خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية لصحيفة »البناء» أن يكون رد الحزب على اسرائيل قريباً لأن عامل الوقت حاسم في هذه الحالة، إذ أن «إسرائيل» خرقت أهم الخطوط الحمر منذ حرب تموز 2006 وهو أمنُ الضاحية الجنوبيّة الذي رسم السيد حسن نصرالله أكثر من معادلة وخطّ أحمر حولها وحذّر الاحتلال مراراً من مغبة تجاوزها لأن المقاومة لن تسكت، كما أن إطالة أمد الردّ على استهداف الضاحية بحسب الخبراء فإن العدو سيظنه ضعفاً من المقاومة وقبولاً بقواعد الاشتباك الجديدة ونسفاً للقواعد القديمة وانتهاكاً للمعادلة التي أعلنها السيد نصرالله في خطابه في آب الفائت، ما يشجّع العدو على تكرار عدوانه واستهداف قيادات أخرى في المقاومة الفلسطينية وربما في المقاومة اللبنانيّة ويصعب حينها لجم الاندفاعة الإسرائيليّة وإعادة حكومة الكيان الى قواعد الاشتباك السابقة. ولفت الخبراء إلى أن الأمر مرهون بالميدان واختيار الهدف الذي سيكون بوزن عملية اغتيال القائد العاروري ويؤلم العدو. ويضيف الخبراء أنه بحال احتوت حكومة العدو ردّ المقاومة ولم تقابله بردّ، فإن الحرب لن تتطوّر ولن تتوسّع، أما بحال رد العدو فسيدفع حزب الله للرد ونكون قد دخلنا في حرب مفتوحة بين حزب الله وجيش الاحتلال لا أحد يضمن أن لا تتوسّع الى حرب في المنطقة، لأن حزب الله وفق كلام السيد نصرالله مستعدّ للحرب الكبرى والشاملة إن أرادتها «إسرائيل».
وأشارت أوساط دبلوماسية لـ»البناء» الى أن احتمالات توسّع الحرب بين لبنان و»إسرائيل» ارتفعت أكثر من أي وقت مضى، وأن عدة سفراء أجانب وعرب «بعثوا برسائل الى دولهم لإبلاغهم نسبة المخاطر الكبيرة للتصعيد على الحدود وكذلك الأمر أبلغوا المسؤولين اللبنانيين بضرورة العمل على ضبط الوضع لمنع تفاقم الأمور واشتعال الحرب على نطاق واسع»، كما حذّروا من «نيّة «إسرائيل» بالتصعيد بسبب مأزقها في غزة وعلى جبهة شمال فلسطين، وتحدّثت الأوساط عن قرار في حكومة الحرب الإسرائيلية بتنفيذ أعمال أمنيّة لمواجهة حرب الاستنزاف التي تخوضها حركة حماس ومحور المقاومة». موضحين أن الأميركيين يدعمون هذا النوع من العمليات الأمنية الإسرائيلية لأسباب عدة، لكنّهم لا يريدون في الوقت نفسه توسّع الحرب بين حزب الله و»إسرائيل» ولا على مستوى المنطقة لأنها تهدّد مصالحهم الحيويّة وأمن الممرّات المائية الدولية وحقول النفط والغاز في المتوسط، ما يُضطرهم للدخول في الحرب للدفاع عن هذه المصالح، لذلك تسعى الدبلوماسية الأميركية وكذلك الفرنسية لاحتواء التصعيد عبر إرسال موفدين الى لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة.