استغرب الباحث الاقتصادي والمالي د. محمود جباعي في حديث لبرنامج “مانشيت” عبر اذاعة صوت المدى، المماطلة في موضوع تحديد سعر الصرف خاصة ان المصرف المركزي حدد في التعميم 167 سعرا واضحا هو 89500 ليرة، وطالما ان المصرف المركزي اليوم بميزانياته التي يضعها كل شهر، حتى موازنة الدولة اليوم فهي معظمها على 89500 وبالتالي المصرف المركزي قام بدوره وحدد السعر، وعندما طلب منه تحديد سعر للسحوبات كان الحاكم بالانابة وسيم منصوري واضح بأنه سيحدد سعر 89500 ليرة ولكن هذا الامر بحاجة الى أمور ثانية تساعد كي نقر الـ 89500 اولها وضع الكابيتال كونترول لتحديد كمية السحوبات للمودعين فاذا حددنا الـ 89500 ضمن ضبط للسحوبات سيحدث انفلاشا كبيرا في الكتلة النقدية بالليرة اللبنانية وبالتالي اختلال كبير جداً بسعر الصرف، ثانيا المصارف لا تستطيع الدفع فوراً على 89500 لذلك يجب ان يكون هناك كابيتال كونترول، من ناحية ثانية الحكومة اليوم تقول إنه من الصعب الخروج من سعر الـ 15000 مباشرة الى 89500 لان لا يوجد في الموازنة سعر دولار رسمي، ومنصوري كان واضحا وابلغ المعنيين من رئيس الحكومة ووزير المال ان تأخذ الحكومة القرار وتحدد السعر الذي تراه مناسباً، اما المصرف المركزي فلا قانوناً ولا منطقياً ولا عملياً يستطيع تحديد سعر اقل من السعر المعتمد بشكل رسمي داخلياً وأيضا دوليا”.
واكد جباعي ان “الكرة اليوم في ملعب الحكومة في الدرجة الاولى، والمفروض ان تأخذ الحكومة ووزير المال القرار بتحديد سعر السحوبات، والمصرف المركزي لن يعدل سعر السحوبات فهو امر مرتبط بالحكومة “حابين يعدل السعر مطلوب منكن تجيبولو قانون كابيتال كونترول في المجلس النيابي” ويضع سعر 89500، وبالتالي لن يصدر عن مصرف لبنان اي سعر غير 89500″.
وحول تقرير “بلومبرغ عن الليرة اللبنانية”، اوضح “اولا تقرير “بلومبرغ” اعتمد على انهيار العملة من 2019 الى 2024 اي 4 سنوات ونصف من الانهيار، نعم العملة كانت 1500 ليرة اصبحت 89000 اي انخفضت بنسبة 83 بالمئة وهو كمسار خمس سنوات ولكن اذا نظرنا الى مسار العملة من سنة لليوم الموضوع يختلف، فمن سنة 2023 الى 2024 لم يحدث لدينا اي اهتزاز في العملة الوطنية وبالتالي ليس دقيقاً هذا التوصيف والعملة الوطنية حالياً وبعد هذا الاستقرار اطمئن الى انه لا يوجد اي اهتزاز للعملة لا رقمياً ولا عملياً يكفي الشرح بالارقام للتأكيد ان الدولار مستقر، اولا الكتلة النقدية اليوم (دراسة للمصرف المركزي تتراوح بين 52 الف مليار و58 الف مليار)، والمصرف المركزي يضخ الليرات في الوقت الحالي وما يحدث في هذه الفترة هو استقرار مالي”، مضيفاً “سياسة المصرف المركزي تسيطر على الوضع النقدي بالدولار ولديه كتلة نقدية اكثر من مليار دولار زيادة عن الاحتياطي بينما كل الكتلة النقدية التي ذكرتها يستطيع شراءها بـ 600 مليون دولار وبالتالي منطقياً وعملياً لا يوجد اي خوف من اهتزاز في سعر الصرف الا اذا حدث نوع من الضغط السياسي، مضاربات غير متوقعة، حرب كبيرة في البلد وبالتالي اقول إن مصير الدولار ثابت ومستقر بل بالعكس المفروض “سعر الصرف ينزل لتحت مش يطلع لفوق” وبالتالي أُطمئن “ما في اي اهتزاز بسعر الصرف” على الرغم من كل ما شهدناه في المرحلة الماضية”.
وحول زيارة وفد الخزانة الاميركية الى بيروت، قال جباعي: “الهدف الاساسي لهذه الزيارة هو موضوع تمويل حركة “حماس”، اليوم وفد الخزانة الاميركية سيتوجة ليس فقط الى لبنان بل ايضا الى الاردن ومصر وغيرها من الدول المحيطة بفلسطين المحتلة لمراقبة اذا ما يتم تحويل الاموال الى حماس وهذا هو هدفها الاساسي وعندما اجتمع الوفد مع حاكم المصرف المركزي الاخير بيّن بكل الاثباتات ان المصرف المركزي والمصارف اللبنانية لا تستطيع التحويل الى فلسطين ولا يوجد اي رابط مع احد مرتبط بحماس، وهناك ارتياح لدى الوفد في هذه النقطة بالتحديد”، موضحًا أن “الخزانة الاميركية راضية على آداء المصرف المركزي وعلى السياسة المالية التي اعتمدها في المرحلة الماضية”.
أما في ما يتعلّق بإرتفاع الاسعار في شهر رمضان، فاعتبر ان “الموضوع لا يحل بالرقابة في موضوع الاسعار بل بكسر الاحتكار وكسر الكارتيلات وهو للاسف لم يحدث في لبنان وعندما نصل الى مرحلة تعزيز المنافسة في السوق بالتالي الاسعار تنخفض”.