بعد بلبلة استمرت ساعات بين معظم الكتل النيابية، يبدو ان ما اعتبره البعض بالـ «التعليمة» وصل الى بيروت فنال القاضي نواف سلام 84 صوتا في استشارات تسمية رئيس الحكومة، بعد ان كان «البوانتاج» ليلا يمنحه في افضل الحالات 31 صوتا.
هذا «الكمين» بحسب توصيف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، حجب الميثاقية عن اول رئيس حكومة مكلف في عهد الرئيس جوزاف عون، بعد امتناع النواب الشيعة عن التسمية، ما يطرح اكثر من علامة استفهام حيال انعكاس ما حصل على عملية التأليف التي ستتضح معالمها بعد وصول الرئيس المكلف ظهر اليوم، حيث سيلتقي في لقاء ثلاثي مع الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سيكون له الكثير من الكلام المباح في حضرة الرئيسين، على الرغم من غضبه الشديد ازاء ما حصل، لانه يفتح الابواب امام التشكيك في كل ما اتفق عليه، او ما يمكن التفاهم عليه في المستقبل.
واختصر بري المشهد بالقول امام زواره «ليس هذا ما اتفقنا عليه، ونرفض التسليم بالامر الواقع»، ولم يخف عتبه الشديد على جنبلاط، ولفت الى ان ميقاتي لم يقصر مع الحزب التقدمي طوال وجوده في الحكومة.
ووفق مصادر «الثنائي»، فما حصل خديعة سياسية من العيار الثقيل، ولم تحسم بعد مسألة الانضمام الى الحكومة الأولى للعهد، أو التوجه الى المعارضة، مع العلم ان الرئيس عون سيعمل جاهدا لعدم «عزل» المكون الشيعي، لان عدم ترشيح اي من الوجوه المحسوبة على «الثنائي» سيضع عليه وعلى الرئيس المكلف عبء اختيار اسماء شيعية لتوزيرها في الحكومة، لكن هذا لن يكون حلا للازمة؟! وحتى مساء امس التوجه الغالب لدى حزب الله هو الذهاب الى المعارضة، الا اذا حصل ما يمكن التعويل عليه خلال التشاور للتاليف.
(الديار)