وجدي العريضي – النهار
استرعت زيارة السفير السعودي وليد بخاري لدارة خلدة ولقاؤه برئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان، اهتماماً لما انطوت عليه من إشارات ودلالات، تؤكد عمق العلاقة بين دارة خلدة والرياض، كما بات جليّاً أن المملكة عادت إلى لبنان بقوة، والسفير بخاري بصدد القيام بسلسلة جولات، دون إغفال لقائه في بنشعي برئيس تيار المرده النائب السابق سليمان فرنجيه ونجله طوني، ما يعني انفتاح الرياض على مختلف المكونات السياسية. وهذا يحمل في بعده مرحلة جديدة ستعتمدها المملكة في سياستها تجاه لبنان، ولن تحصر العلاقة بأيّ مكوّن في هذه الطائفة وتلك، وبناءً على ذلك جاءت زيارة خلدة، خصوصاً ما سبقها من موقف لطلال أرسلان ندّد خلاله بدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية في السعودية، إلى كل ما تتعرّض له المملكة من حملات، وصولاً إلى الإشادة بكل ما تقوم به تجاه لبنان من دعم سياسي واقتصادي، ما يدل على عمق الروابط التاريخية، حيث ثمة صولات وجولات لهذه العلاقة بين خلدة والسعودية.
أما ماذا عن مواضيع البحث؟
فتشير المعلومات لـــ”النهار”، إلى أنه كان هناك ودّ ومجاملة واستذكار للعلاقة القديمة التي ربطت العائلة الأرسلانية بالمملكة، وخصوصاً مع الأمير المجيد أرسلان وعلاقته بالعاهل السعودي، وكان هناك سرد تاريخي وجولة على الصور التي تزيّن الجدار في دارة خلدة، وتجمع الأمير المجيد مع زعامات وقيادات والمسؤولين السعوديين، وكان هناك شكر من رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني للسفير بخاري على جهود المملكة وما تقوم به تجاه لبنان من دعم، فهذا موضع تقدير من كل اللبنانيين، فيما ثمة ثناء من السفير بخاري على دور أرسلان ومواقفه الداعمة للمملكة. كذلك جرى التطرق إلى الوضعين الإقليمي والعربي والاتفاق على استمرار التواصل، بحيث هناك أجواء تشي بمواصلة المملكة انفتاحها على الجميع إلى زيارات أخرى سيقوم بها بخاري في الأيام المقبلة.
في السياق عينه علمت “النهار” أن السفير بخاري، بعد نيل الحكومة الثقة، سيلتقي بالرئيس نواف سلام الذي قد يتوجّه إلى المملكة العربية السعودية بعد زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، إذ تشير دوائر القصر إلى أن ثمة انكباباً على التحضير لهذه الزيارة من خلال إعداد ملفّ كامل متكامل، وبمعنى آخر، ستفتح الآفاق نحو حقبة جديدة للبنان في إطار العلاقة المتقدمة مع السعودية وكذلك مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيث ستكون فاتحة خير للبنان عبر دعم غير مسبوق ستقدّمه المملكة خلال الزيارة المرتقبة.
وعلى خط آخر، يبقى أنه بعد لقاء خلدة، سيواصل السفير بخاري جولاته ولقاءاته على المرجعيات والقيادات السياسية والروحية في سياق الانفتاح السعودي على كل المكونات اللبنانية مع ترقب مفاجآت لناحية الدعم الذي سيحظى به لبنان من الرياض.