لم يكن إعلان اختيار الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله خلفاً للامين العام الشهيد السيد حسن نصرالله امس، مفاجئاً لعارفي الشيخ نعيم كما يكنى في الاوساط الحزبية والسياسية.
ويؤكد عارفو الامين العام الجديد لحزب الله، انه شخصية مرحة وصادقة وصريحة، ويتقن ملفه السياسي، ويتابع كل شاردة وواردة فيه عبر مسؤولي الملفات المكلفين من قيادة الحزب ومع صلاحية مطلقة لهم.
ويكشف هؤلاء ممن عاشوا سنوات طويلة الى جانب الشيخ نعيم، انه هو يمسك الملف التنظيمي للحزب، ويقوم بأدوار داخلية وشائكة غير معلنة، كما يقوم بأدوار داخلية تعنى بالحزب كتنظيم ومؤسسة. وهو يمتاز بدقة التنظيم للاجتماعات، وحرصه على حسن سير العمل، وتنظيم المواعيد وتنظيم الوقت بدقة “على الدقيقة والثانية».
ويؤكد هؤلاء ان هناك جوانب اخرى في عمل الشيخ نعيم المعلنة، ومنها ملف العمل السياسي والنيابي والحكومي، وهو مسؤول عن متابعة الملف النيابي والحكومي والانتخابات النيابية وادارتها، وادارة التحالفات السياسية والانتخابية واختيار المرشحين.
ويشير هؤلاء الى ان اسم الشيخ قاسم برز ايضاً كواجهة للحزب وممثلا لامين عام الحزب السيد الشهيد حسن نصرالله، والذي حالت اوضاعه الامنية الخاصة بعد العام 2006، من الحضور العام في الاحتفالات الحزبية، ولقاء الشخصيات السياسية والحزبية والنيابية والحكومية من الصف الاول، بسبب ظروفه الامنية المعقدة.
ويلفت هؤلاء الى ان اختيار الشيخ نعيم من شورى القرار في الحزب، اتى لحكمته في قيادة المرحلة الحالية، والتي شهدت خسارة السيد نصرالله، ولكونه يمتلك خبرة ادارية وتنظيمية وسياسية، اضافة لكونه نائب الامين العام. ويشدد هؤلاء العارفون بالشيخ نعيم، ان لكل شخصية اسلوبها القيادي، والشيخ قاسم يركز على البعد الثقافي والفكري والعقلي.
ويروى عن الشيخ نعيم وفي احد مجالسه قول احد كبار الزوار له : لماذا يكون هناك دائماً جملة مثيرة او عالية النبرة او موقف يثير الجدل في خطابه. فقال له بروح مرحة: هم يختارون من خطابي هذه الجملة كوني نائباً للامين العام، ولا يعرضون كل الخطاب، بينما يركزون على خطاب الامين العام بكليته وجزئيته، وهذا لا يعني ان هناك خطابين او لهجتين في حزب الله!
وعن بدايته في الحزب، يؤكد العارفون ان الشيخ قاسم بدأ مسيرته في الحزب من بوابة العمل الطالبي لحزب الدعوة، او ما عرف في الثمانينات بـ»اتحاد الطلبة المسلمين». ويشير هؤلاء الى ان الشيخ نعيم وطوال 42 عاماً في العمل الجهادي والنضالي والوطني والسياسي، كوّن صداقات واسعة وكبيرة، وعلاقته متينة وعميقة مع مختلف الشخصيات الوطنية والسياسية والحزبية.
وعن اختياره اميناً عاماً للحزب في هذا التوقيت الصعب، يؤكد عارفو الشيخ نعيم، انه اختيار موفق ودقيق من شورى القرار في الحزب، ويؤكد الثقة بشخصه وحكمته وحسن ادارته للملفات وللحرب، وفي توقيت دقيق ومشابه للظرف الذي تسلم فيه السيد الشهيد حسن نصرالله القيادة من الامين العام الاسبق السيد الشهيد عباس الموسوي في العام 1992 . فكان مثالاً للقائد الحكيم والجريء والصبور حتى حقق الانتصارات في الاعوام 1993 و1996 و2006 و2016، واليوم الشيخ نعيم قاسم امام تحدي اثبات الوجود وجدارته بتحقيق انتصار عريض وواسع على عدوان نتانياهو ايلول 2024.
وعن الهدنة التي يحكى عنها، ينقل عارفو الشيخ نعيم قاسم ان حزب الله مع اي وقف لاطلاق النار غير مشروط وغير مجتزأ، ويحقق وقف العدوان على غزة والجنوب من دون قيد او شرط، ولا يمس بأي معادلات سياسية او التوازانات الداخلية، وما لم يؤخذ في الميدان لن يؤخذ في السياسة.