كتبت “الأخبار”: مع استمرار التهديدات والدعوات للهجوم على لبنان عقب تحميل حزب الله مسؤولية الهجوم على بلدة مجدل شمس السبت الماضي، بدأت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال سلسلة استعدادات لسيناريوهات مختلفة بالتنسيق مع شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة وسلاح الجو، فيما تقرر زيادة عدد الطائرات الحربية التي تحلّق في سماء الشمال، وإبقاء عشرات الطائرات المقاتلة في حالة استنفار، حسبما ذكر المحلل العسكري في موقع “واللا” أمير بوحبوط.
وتشمل سيناريوهات الجيش الإسرائيلي شن هجوم واسع ضد أهداف لحزب الله في لبنان بشكل غير مألوف ومختلف عن الغارات منذ بداية الحرب، كما لفت بوحبوط إلى أن جيش الاحتلال يستعد أيضاً لهجوم واسع مضاد يشنه حزب الله بالمقذوفات والصواريخ والطائرات المُسيّرة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
فقد هدّد المسؤولون الإسرائيليون في اليومين الأخيرين بأن “حزب الله سيدفع ثمناً بالغاً لقاء ما فعله، ومن الجهة الأخرى يعي كثيرون من هؤلاء القيود التي ستصطدم بها عملية الجيش الإسرائيلي العسكرية، ومنها تأخير الولايات المتحدة للذخيرة الجوية، العبء على الجنود النظاميين وفي الاحتياط وصعوبة اجتياح بري لجنوب لبنان”. ودعت صحيفة “معاريف” العبرية إلى النظر إلى حادث مجدل شمس “باعتباره فرصة استراتيجية لتغيير ترتيب الأولويات الإسرائيلية في الساحة الشمالية”.
في الأثناء، اتُّخذت في “إسرائيل” سلسلة تدابير احترازية تحسباً للأسوأ. ولم يقتصر إلغاء أو تأخير شركات طيران عالمية رحلاتها على لبنان فحسب؛ إذ ألغت “لوفتهنزا” الألمانية والخطوط النمسَوية رحلاتهما إلى مطار “بن غوريون” في تل أبيب. كما أعلنت “قطارات إسرائيل” أنه بدءاً من منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء وحتى الرابعة فجر الأحد المقبل، ستتوقف موقتاً حركة القطارات من محطات “نهريا”، “رمئيل”، عكا و”أح يهود” و”كريات موتسكين”، و”كريات حايم”، و”حوتسوت همفراتس” في خليج حيفا، إضافة إلى توقف الرحلات من حيفا إلى المحطّات المذكورة في شمالي فلسطين المحتلة.
ورغم أنه لم تصدر تعليمات خاصة من قيادة الجبهة الداخلية، طلبت عدّة مجالس محليّة في مستوطنات الشمال خصوصاً تلك القريبة من الحدود في الجليل والجولان، من سكانها البقاء بالقرب من الأماكن المحصّنة وعدم التجمهر والتزام التعليمات التي قد تصدر في وقت لاحق عن قيادة “الجبهة”.