أما عن إمكانية زيارة البابا لاوُن الرابع عشر لأوكرانيا، فردّ الكاردينال بارولين أن الحديث عن ذلك لا يزال “سابقًا لأوانه”، رغم الدعوة التي وجّهها له الرئيس فولوديمير زيلينسكي هاتفيًا صباح الإثنين. وأكد أن البابا، الذي أطلق نداءات قوية من أجل الشعوب المتألّمة، سواء في صلاة “افرحي يا ملكة السماء” يوم الأحد، أو في خطابه صباح الأربعاء بمناسبة يوبيل الكنائس الشرقية، “سيواصل تجديد دعوته لوقف الحرب، كما فعل مرارًا منذ بداية حبريته”. وأضاف: “نحن دائمًا على استعداد لتوفير فسحات، ولو لم يكن من باب الوساطة بالمعنى الصريح، فعلى الأقل من خلال تقديم تسهيلات وتقريب وجهات النظر”، مشيرًا إلى أن الكرسي الرسولي لا يرغب في التدخّل في المبادرات الأخرى الجارية.
وأكد بارولين أن “موقف الكرسي الرسولي هو السعي إلى التقريب بين الأطراف، لا إلى تعميق الانقسامات”، مضيفًا أن آلية إعادة الأطفال الأوكرانيين المرحّلين إلى روسيا بالقوة لا تزال فاعلة، وقد أُعيد عدد منهم إلى ديارهم بفضل جهود بعثة الكاردينال ماتيو زوبّي، وذلك عبر تبادل الأسماء من خلال السفارات البابوية، ثم التحقق على الأرض، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة. وأشار إلى أن أعداد هؤلاء الأطفال “محل جدل واسع”، لكن الأهمّ، بحسب تعبيره، “أن يعودوا تدريجيًا إلى عائلاتهم وبيوتهم وأحبّائهم”.
وشدّد بارولين على أن البابا والكرسي الرسولي سيسلكان نفس النهج الذي تبنّاه البابا فرنسيس، في الدعوة الدائمة إلى “وقف الحرب في غزة”، و”إطلاق سراح الرهائن”، و”ضمان وصول المساعدات الإنسانية”. وقد وردت هذه النقاط بقوة خلال الاجتماعات العامة التي سبقت الكونكلاف، مرفقة “بقلق بالغ من تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه”، ما يستدعي، بحسب أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، “إيجاد حلول لهذه المعضلة الكبيرة”.
و.وعن وجهة الزيارة الرسولية الأولى للبابا لاوُن، أجاب الكاردينال بارولين: “أفكّر في نيقية”، وأضاف: “إنه موعد مهم بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية، وله بُعد مسكوني كبير. وكان من المقرّر أصلًا أن يذهب إليه البابا فرنسيس، وأتوقّع أن يسير البابا لاوُن على الدرب نفسه”.