د. فاديا كيروز – اللواء
لم تحجب شخصية الرئيس جوزاف عون العسكرية، وحضوره الديناميكي، وهج السيدة الأولى نعمت عون بوجهها البشوش، وإبتسامتها الدائمة، وأسلوب تعاطيها مع من تلتقيهم ببساطة وعفوية طبيعية، بعيدة عن أساليب التصنع والفخفخة الفارغة.
أداؤها المميز في مؤتمر الأمم المتحدة حول «وضع المرأة» لفت إنتباه العديد من الوفود العربية والأجنبية، التي تفاجأت بشخصية رئاسية متماسكة ولكنها متواضعة، وبإحاطة كاملة بمشاكل المرأة اللبنانية، عبرت عنها بأسلوب مركز، وبخطاب موجز، أوصلت بكلمات مختصرة، الرسالة التي تحملها، وتجسد طموح المرأة في العهد الجديد والحكومة في تحقيق الإصلاحات المنشودة لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل في الوظائف العامة.
بدأت بالإشارة إلى التقدم الذي أحرزه العهد الجديد في إختيار رئيس الحكومة خمس وزيرات في الحكومة، وهي أعلى نسبة نسائية في تاريخ الحكومات اللبنانية، ثم تطرقت إلى السعي لزيادة معدل مشاركة المرأة في الوظائف، من خلال التعيينات التي ستنجزها الحكومة لملء المراكز الشاغرة في الدولة.
وكم كانت موفقة وعفوية عندما خاطبت الحضور بالقول: «أتيتكم من لبنان ليس فقط كسيدة أولى تترأس الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، بل كزوجة وأم وجدّة وكموظفة وربَّة منزل، .. ضحّت من أجل أسرتها وطموحها. ونساء بلادي يصمدن في وجه الحروب التي أودت بحياة الآلاف من النساء والأطفال، وتركت إعاقات جسدية ونفسية، دون أن تؤثر على إرادتهن في الحياة».
كما أن إشارتها إلى صمود نساء لبنان بوجه الفقر والأزمات المعيشية وما يتفرع عنها من تحديات، لم تحل دون تحقيق خطوات إيجابية لمصلحة المرأة اللبنانية، وإصدار بعض القوانين بالتعاون بين الهيئة العليا والجهات المعنية.
والرهان على الإنتخابات البلدية والنيابية المقبلة لتحسين حصة المرأة اللبنانية في المشاركة بالمسؤوليات الوطنية، جسدت إندفاعة التفاؤل السائدة في الأوساط النسائية هذه الأيام، في إطار التحفز لخوض الإستحقاقات الدستورية المقبلة.
الواقع أن وجود نساء من بلادي مثل نعمت عون، يُعيد لبنان إلى ما كان عليه من ريادة وتميّز في الإعتراف بحقوق المرأة كاملة، حيث كان وطن الأرز في طليعة الدول العربية التي منحت المرأة حق الترشح والتصويت في الإنتخابات، فضلاً عن صون حريتها الشخصية في خوض غمار الأعمال الحرة والسفر والدراسة والتعليم.
فهل يكون العهد الجديد وحكومته على مستوى الآمال المعلقة عليهم وطنياً ونسائياً؟