في تقدير جهات دبلوماسية غربية بأن الظروف لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة بدأت تنضج تدريجياً لا سيما بعد انتخاب رئيس أميركي جديد وتطورات متسارعة على الصعيد الميداني لا سيما لجهة أن «إسرائيل» استطاعت تحقيق أهداف تكتيكية لكنها فشلت بتحقيق أهداف استراتيجية وبعيدة المدى. ولفتت الجهات لصحيفة »البناء» الى أن «الإدارة الأميركية الحالية قد لا يمكنها الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب، لكن قد تستطيع بالتنسيق مع فريق ترامب من فرض هدنة على جبهة الجنوب وربما في غزة، انطلاقاً من تقاطع مصالح بين إدارة بايدن التي تريد تحقيق إنجاز دبلوماسي في نهاية عهده يسجل للحزب الديمقراطي وبين إدارة ترامب المقبلة التي تريد الاستلام «على نظيف» من دون أن تتحمل إرث الأزمات والحروب، ولذلك قد يقدم نتنياهو على إرضاء إدارة الديمقراطيين بعد عام من الدعم المطلق في حربي غزة ولبنان، ويقدم أوراق اعتماده لترامب مقابل استمرار الدعم المالي والتسليحي والدبلوماسي لـ»إسرائيل»».
إلا أن مصادر في فريق المقاومة لفتت لـ»البناء» الى أن «المقاومة لا تكترث لمن يصل الى البيت الأبيض ولا لكل المتغيرات الخارجية، بل تركز على الميدان الذي وحده يغير المعادلات ويفرض نفسه على أي مفاوضات ويحبط الأهداف الإسرائيلية العسكرية والسياسية، وبالتالي إخراج «إسرائيل» من هذه الحرب مهزومة ما سيترك تداعيات كبرى على الداخل الإسرائيلي وعلى مستوى المنطقة برمّتها»، وأكدت بأن «المقاومة ماضية في معركتها حتى يصرخ العدو ويستجدي وقف إطلاق النار، وما عودة الموفد الأميركي الى المنطقة إلا بقوة الميدان بخاصة الأسبوع الأخير الذي كان أسبوع المقاومة بامتياز والأسبوع الأسود بالنسبة لكيان العدو».