بعث رئيس جمعية الهلال الأحمر في ايران بيرحسين كوليوند، رسالة إلى رئيس الصليب الأحمر الأميركي، أعرب فيها عن تعاطفه مع عائلات ضحايا الحريق الهائل في لوس أنجلوس، وأعلن استعداده لإرسال مساعدات إنسانية إلى هذا البلد.
وجاء في نص الرسالة: “إنّ أنباء الحرائق الواسعة النطاق في أجزاء كبيرة من بلدكم، والتي لم تدمّر المنازل والحياة الطبيعية فحسب، بل عرّضت أيضًا ارواح الآلاف من الأبرياء للخطر وحوّلت الطبيعة الجميلة لأرضكم إلى رماد، ليست مجرد أزمة محلية بل هي أيضًا أزمة إنسانية عالمية. إنها جرح لضمير الإنسانية وتؤذي ضمير كل الناس المسؤولين والمهتمين في كل أنحاء العالم.
إن المشاهد المؤلمة لأشخاص يكافحون من أجل التنفّس تحت سماء مليئة بالدخان والنار هي أكثر من مجرد صور تلفزيونية بالنسبة لنا؛ وهذه هي الدعوات إلى العمل. بالنيابة عن جمعية الهلال الأحمر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نؤكد لكم أنكم لستم وحدكم في هذه اللحظات الصعبة.
لقد أظهرت الحرائق الأخيرة أنّ احتواء هذه الأزمة يتجاوز القدرات المحلية ويتطلب مساعدة عالمية لإهماد الحريق. إن الانتشار السريع للنيران في قلب الطبيعة بسبب عمليات مكافحة الحرائق المطولة يشكل تهديدًا ليس فقط لحياة الإنسان، بل أيضًا لمستقبل الأرض والبيئة.
نحن في جمعية الهلال الأحمر في الجمهورية الإسلامية الايرانية، استناداً إلى خبرتنا الواسعة في التعامل مع الكوارث الطبيعية والإنسانية، على استعداد لإرسال فرق الاستجابة السريعة المتخصصة ومعدّات الإغاثة والموارد البشرية الملتزمة والمدربة إلى مكان الحادث بسرعة.
إن التزامنا بمبادئ الإنسانية والقيم الإسلامية والإنسانية النبيلة، والتمسك بمبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، دفعنا إلى الإسراع في مساعدتكم في هذه الأزمة، بغض النظر عن الحدود والثقافات واللغات. ونحن نؤمن بأن التعاون والتضامن العالميين فقط هو الذي سيمكننا من الحد من عمق هذه الأزمة. نحن مستعدون للعمل جنبًا إلى جنب مع قوات الإغاثة الأخرى لاستعادة السلام للأشخاص المحاصرين بالنيران والحزن.
إن إنقاذ الأرواح البشرية، وتخفيف معاناة الجرحى، وزرع الأمل في القلوب هي أسمى رسالتنا. ونحن على ثقة من أنه من خلال العمل معاً وتبادل الخبرات، يمكننا إنهاء هذه الأزمة وخلق مستقبل أكثر إشراقا للأشخاص الذين وقعوا في مرمى النيران التي لا ترحم اليوم.
وفي الختام، إذ نعرب عن تعاطفنا معكم والشعب المتضرر من هذه الأزمة، فإننا ننتظر ردّكم للتنسيق اللازم”.