بعد التجربة الفرنسية: «الخماسية» إلى «رباعية» فـ«ثلاثية»؟ (جورج شاهين – الجمهورية)

الخميس ٢١ آذار ٢٠٢٤

بعد التجربة الفرنسية: «الخماسية» إلى «رباعية» فـ«ثلاثية»؟ (جورج شاهين – الجمهورية)

تواجه المجموعة «الخماسية» العربية والدولية» في خطتها الجديدة لمقاربة الأزمة الدستورية اكثر من استحقاق. فإلى المهمّة الصعبة التي سبقها اليها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان سعياً الى قواسم مشتركة، تواجه معضلة شبيهة، في التوصل الى آلية واضحة تقود الى جلسات متتالية لانتخاب الرئيس. فهي إلى فقدانها رؤية واحدة وشاملة زادت من حدّتها ازمة المنطقة وحرب غزة وانعكاساتها على أداء حكومات بلدانها. وعليه هل ستنجح في مهمّتها ام انّها تبحث عن إنقاذ نفسها؟

مهما تعدّدت الروايات التي تتحدث عن موقف واحد لسفراء «الخماسية»، وما يُبنى عليه من تفاهم عميق بين اطرافها، فإنّ الشكوك تحوط بها، وخصوصاً لجهة سبل الحدّ من تطورات الأزمة الداخلية ولجم انعكاساتها، كما بالنسبة الى أولويات الخطوات المطلوبة من اللبنانيين للدفع في اتجاه إتمام الاستحقاق الدستوري، المتمثل في خطوته الأولى بانتخاب رئيس الجمهورية واستكمال عقد المؤسسات الدستورية، قبل ان تنحو الى مزيد من التعقيد. ولذلك لن يكون صعباً إبراز العكس امام المتابعين لأدق التفاصيل. ذلك انّ من بينهم كثراً ممن ينتظرون لبعض الوقت لـ«تكذب المياه الغطاس»، وتحديداً عند ظهور كل النتائج التي انتهت إليها جولتها الاولى على القيادات السياسية والحزبية والروحية، بحيث سيكون هناك مزيد من الوقت في انتظار الجولة الثانية منها المؤجّلة الى أوائل نيسان المقبل.

على هذه الخلفيات تعمّقت مراجع سياسية وديبلوماسية، تتعاون في إطار المساعي الجارية لترتيب مخارج يمكن تنفيذها، في قراءة المشهد السياسي الداخلي، فرأت في الجولة الأولى من تحرّك السفراء الخمسة أنّها جاءت تكراراً لتجربة فاشلة سبقهم إليها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، عندما وجّه في الرابع عشر من آب 2023 رسائله الشهيرة عبر الأمانة العامة لمجلس النواب، الى القيادات اللبنانية وفق تصنيف فرنسي دقيق، حصر من خاطبهم بـ15 شخصية من رؤساء الكتل النيابية، دعاهم فيها الى اعطاء «أجوبة خطية» عن مجموعة من الاسئلة «المفاتيح» التي تمكّنه من رسم مبادرة تجمع اكبر مقدار ممكن من القواسم المشتركة التي يمكن استخراجها تمهيداً للانتقال الى مرحلة جديدة.

وفي النظر الى ما انتهت اليه «التجربة الفرنسية» وما اصابها من فشل، تتطلّع هذه المراجع الى المبادرة الجديدة للخماسية وتتوقع لها النتيجة نفسها. فلودريان الذي حصل على مجموعة من الردود اكتفى بها طالما انّ من لم يجبه كان على مقدار واضح من الصراحة معه من قبل. فاعتبر نفسه انّه حصل على اجوبة الجميع، ولكنه لم يتمكن من إتمام المهمّة لعدم توافر ما يمكن الانطلاق منه والتأسيس عليه للمستقبل. فزار بيروت مرّة واحدة عقب تلك المحطة وغاب عنها مقتنعاً بعدم جدوى اي محاولة.

ومردّ هذه المقارنة ـ تضيف المراجع عينها – انّ سفراء الخماسية طرحوا على كل من زاروهم في الايام القليلة الماضية الاسئلة عينها التي جمعها لودريان في رسائله السابقة، ولم يجترحوا اي تفصيل او سؤال جديد. ذلك انّ الأزمة ما زالت تراوح مكانها منذ الجلسة الثانية عشرة في 12 حزيران العام الماضي، وانّ المواقف ما زالت على حالها ولم تتبدّل في الاتجاه الذي يمكن ان يُبنى عليه اي جديد. لا بل فإنّ من بين الشخصيات التي زارتها المجموعة الديبلوماسية كان أكثر صراحة من قبل، فأصرّ على ضرورة البحث عن الحل في مكان آخر. وفي الوقت الذي اشار بعضهم الى انّ الحل الدستوري يقول بالعودة الى تطبيق المادة 49 من الدستور، التي تتحدث عن آلية انتخاب الرئيس في «جلسة نيابية عامة تليها دورات متتالية الى حين انتخابه» ولا حاجة لطاولة حوار او تشاور ولا الى التوافق المسبق على اسم الرئيس ليتمّ إسقاطه في صندوقة الاقتراع. كما توجّس البعض من محاولة استغلال طاولة الحوار لفرض شروط جديدة لا مجال للبحث فيها، في ظل فقدان التوازن الداخلي نتيجة إصرار البعض على استثمار ما يسمّيه انتصارات قد تحققت في المنطقة، ولا بدّ من ترجمتها لبنانياً بخطوات دستورية.

كان ذلك طبيعياً، ذلك انّ الجولة التي قام بها سفراء الخماسية وباستثناء لقائهم بالرئيس نبيه بري، اقتصرت على مجموعة من لون واحد. فلم يتمكنوا من نيل اي تغيير في موقف البطريرك الراعي الذي كان أكثر وضوحاً من قبل لتمسّكه بالدستور ورفضه كل أشكال الأعراف والسوابق التي يسعى البعض الى تكريسها. كما بالنسبة الى اللقاءات الأخرى مع كل من الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، كما الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط الذي عبّر في شكل من الأشكال عن انّ القرار في كتلة «اللقاء الديموقراطي» التي يرأسها نجله النائب تيمور جنبلاط.

وعليه فقد تعزّز الاقتناع لدى بعض أعضاء المجموعة الديبلوماسية، بأن لا تقدّم يمكن ان تحرزه، بعدما عبّروا عن مخاوفهم مما يمكن ان تقود اليه الجولة الثانية التي أُرجئت حتى مطلع نيسان المقبل. ومردّ قلقهم انّ الوفد لن يبقى خماسياً. وهو يستند في اعترافاته الى ما هو معلوم لدى جميع المتعاطين بالملف، فعند اصرار بعض اعضائها – ويعتقد انّه السفير الفرنسي ومعه المصري ضمناً – على أهمية ان تكون الجولة كاملة بزيارات تشمل كلًا من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، لقي اعتراضاً من الجانب الاميركي على الزيارتين، ومن الجانب السعودي على زيارة الضاحية الجنوبية، وبات على «الخماسية» ان تتحول الى «رباعية» في زيارتها الى «البياضة» وثلاثية في زيارة «الضاحية الجنوبية».

وعلى الرغم من مجموعة الملاحظات التي تعدّت الشكليات، ثمة مشكلة حقيقية لا بدّ من التوقف عندها، فإنّ بعضاً من أعضاء اللجنة يخشى من مبادرات تُنسج من خارجها. وان لم يدخل في الأسماء فهو يتوجس من التحرك الاميركي الذي أوحى بموافقته على الربط بين وقف النار في غزة والوضع في لبنان، بما فيه الشق الرئاسي بعد الأمني، وهو يتلاقى الى حدّ بعيد من نظرة «الثنائي الشيعي» الى طريقة مقاربة الاستحقاق من دون ان يخفي قلقه من الحراك القطري السرّي والمتفرّد في بعض الخطوات. وكلها عناصر تؤدي الى إضعاف جبهة «الخماسية» التي ومهما أبدى اعضاؤها من حرص على إنجاح مسعاها، وتعددت تصريحات السفير المصري الذي يبدو انّه يتحمّل مسؤولية الناطق الرسمي باسمها.

وما زاد في الطين بلّة انّ الحراك قد جُمّد لاسباب تتصل بمغادرة سفراء المملكة العربية السعودية وقطر ومصر بيروت في اليومين المقبلين، لقضاء عطلة عيد الفطر في بلادهم، وهو ما سيعطي فرصة اضافية لتقييم النتائج المرتقبة على مستوى «إنقاذ وحدتها» قبل «إنقاذ اللبنانيين» علماً انّه وان واصلت اللجنة جولتها، فما الذي يمكن ان تجنيه من لقاءاتها مع «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» والكتل النيابية الاخرى، فهي ما زالت على مواقفها المعلنة التي لا تنبئ سوى بمزيد من الإنتظار، وربما كان انتظاراً طويل الأمد، إن فشلت المساعي في ترتيب وقف للنار في غزة. ومن قال انّ هذا الاتفاق سينعكس ايجاباً على الوضع الأمني في جنوب لبنان قبل ان يشمل الاستحقاق الدستوري.

شارك الخبر

مباشر مباشر

06:35 pm

المندوب الصيني الأممي: على إسرائيل الانسحاب من الأراضي اللبنانية والسورية من دون تأخير

06:33 pm

رئيس الوزراء الهندي يمنح الجيش “حرية التحرك” للرد على اعتداء كشمير

06:26 pm

حادث تصادم داخل نفق العدلية باتجاه جسر الفيات يودي بحياة شخص

06:20 pm

بالصور: موكب نتنياهو يتعرض لحادث سير أمام مكتبه ولا اصابات

06:18 pm

إعلام العدو: موكب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لحادث سير في القدس

06:16 pm

“القرض الحسن”: لا علاقة لنا بصناعة أو توزيع هذه الأونصات

06:14 pm

بصعوبة… شفيونتيك تبلغ ربع نهائي دورة مدريد

06:02 pm

مجلس الوزراء السعودي: أمن الشرق الأوسط يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية

05:55 pm

توقيف 24 شخصًا في مناطق مختلفة ضمن إطار التدابير الأمنية

05:52 pm

بيكيه ينفصل عن صديقته… وامرأة جديدة في حياته!

05:45 pm

جابر: خطوات ستنعكس نتائجها إيجاباً في خدمة عودة القطاع المصرفي

05:41 pm

وسائل إعلام يمنية: 6 غارات أميركية على مديرية برط العنان

05:37 pm

سلام ترأس إجتماعًا للهيئة الوطنية للمياه والصدي: آلية عملها أقرت ودورها استشاري

05:32 pm

مسؤول إيراني يكشف عن سبب انفجار ميناء رجائي!

05:29 pm

اردوغان: تركيا وإيطاليا ستواصلان تعزيز التعاون في مجال الدفاع

05:24 pm

غوتيريش: الوضع في قطاع غزة من سيء إلى أسوأ

05:17 pm

بعد سنتين من الزواج… طلاق ماريتا الحلاني وكميل أبي خليل

05:14 pm

تكريم أحمد حلمي في حفل افتتاح مهرجان مالمو للسينما العربية

05:07 pm

وزير الخزانة الأميركي: الصين قد تفقد 10 ملايين وظيفة بسبب الرسوم الجمركية

05:07 pm

الوفد القضائي الفرنسي التقى الحجار والبيطار وبحثٌ في قضية انفجار مرفأ بيروت

04:59 pm

وزير مالية تركيا: النمو الاقتصادي في تركيا يواجه خطر التباطؤ

04:54 pm

بيان قطري بريطاني: نؤيد التقدم المحرز في عملية الإصلاح في لبنان

04:49 pm

هذا ما بحثه وزير الدفاع مع زواره

04:49 pm

الحد اليومي للجلوس الذي يُنذر بآلام الرقبة

04:43 pm

الأمير وليام وزوجته كيت يحتفلان بذكرى زواجهما في اسكتلندا

04:41 pm

إعلام العدو: عائلات قتلى الجيش الإسرائيلي تقاطع خطاب نتنياهو وتتهمه بأنه يسحق الإسرائيليين

04:39 pm

توقيف شخص داخل فندق في الحمراء… هذا ما اعترف به

04:33 pm

ميلوني: نهدف للوصول إلى تبادل تجاري بقيمة 40 مليار دولار بين إيطاليا وتركيا

04:32 pm

اختتام دورة جامعة سيدة اللويزة الرياضيَّة المدرسية لعام 2024-2025 برعاية وحضور وزيرة الرياضة والشباب

04:31 pm

الخارجية الفرنسية تندّد بإلغاء إسرائيل تصريح سفر لوفدين فرنسيين

04:20 pm

الصين تعزّي ايران

03:55 pm

الأمم المتحدة: أكثر من 72 ألفا لقوا حتفهم أو فُقدوا على طرق الهجرة منذ 2014

03:45 pm

القناة 12 العبرية: نتنياهو قد يعلن خلال أيام عن رئيس الشاباك الجديد

03:39 pm

شيخ العقل التقى وزير الخارجية والنائب حنكش وقائد الدرك: لقيام حوار وطني جدّي ومسؤول يعالج القضايا الشائكة

03:19 pm

الأردن يدين إغلاق سلطات الاحتلال صندوق ووقفية القدس

03:14 pm

رئيس الوزراء العراقي يجري مباحثات هاتفية مع العاهل الأردني

03:13 pm

الحكومة الإسرائيلية تلغي قرار إقالة رئيس الشاباك رونين بار بعد إعلانه عزمه التنحي عن منصبه في 15 حزيران المقبل

03:04 pm

الرئيس عون غدًا في ابو ظبي تلبية لدعوة رسمية

03:02 pm

طريقة جديدة للتنبؤ بمخاطر أمراض القلب

03:00 pm

أبو حيدر بحث مع بخاري الاتفاقيات القائمة بين البلدين ومذكرات التفاهم الموقعة