تسير الأمور بسلاسة بين الأجهزة الأمنية وحركة “حماس”، بعد إقدام مجموعة من الأخيرة على إطلاق صواريخ من شمال الليطاني في اتجاه إسرائيل في 22 آذار/مارس الفائت و28 منه، وقد تعهدت بتسليم المتهمين الأربعة. وتسلمت مديرية المخابرات في الجيش اثنين منهم حتى ظهر أمس.
تقول مصادر متابعة إن لقاء ممثل الحركة في لبنان أحمد عبد الهادي مع المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي “كان جيدا، وأبدى عبد الهادي استعداد الحركة للتعاون مع الجيش وتسليمه كل المتهمين”. وتفيد أن هؤلاء نفذوا العمليتين ليس بهدف التلاعب بالأمن في لبنان أو تخريب مندرجات القرار الأممي 1701، بل بقرار فردي منهم وليس من القيادة. وقد أقدموا على هذا الفعل في لحظة غضب شديدة على المجازر الإسرائيلية المتواصلة في غزة”.
وتؤكد مصادر فلسطينية أن “حماس” لا تريد “أي مواجهة مع الدولة اللبنانية وخصوصا مع الجيش، وأن اتصالات قيادة الحركة مفتوحة مع المؤسسة العسكرية، فضلا عن مديرية الأمن العام. وتُعطى مسألة تسليم الشبان أكثر من حجمها، علما أن الاتصالات ستبقى مفتوحة مع كل المسؤولين الرسميين في لبنان”.
وتستغرب مصادر الحركة “كل هذا الهجوم الذي تتلقاه”، مع تشديدها على “أفضل العلاقات مع مؤسسة الجيش”. وترفض ما يقوله خصومها “وخصوصا الذين لا يلتقون مع خيار المقاومة من فلسطينيين وغيرهم. فنحن لا نملك مصانع للصواريخ أو أي ترسانات من هذا النوع”.
وإذ تعبّر عن انزعاجها من “حملات التحريض التي تتعرض لها من منظمة التحرير الفلسطينية في ظل المزايدات”، تكرر “للمرة المئة أن لا مشكلة مع الجيش وبقية الأجهزة، لأن جهات عملت على تصوير ما حصل وكأنه اشتباك بيننا وبين الدولة اللبنانية، فيما نحن على كامل الاستعداد للتعاون معها”.
أين “حزب الله”؟
قبيل صدور قرارات المجلس الأعلى للدفاع وبعده حيال “حماس”، تكثر أسئلة المراقبين: أين يقف “حزب الله” من هذه القضية ومن إطلاق الصواريخ؟
تفيد المعلومات أن الحزب واكب الموضوع عن بعد ولا سيما بعد الاتصال الذي أجراه القيادي في “حماس” خالد مشعل برئيس مجلس النواب نبيه بري ولم تلبّ الحركة ما طلبه منها لناحية تسليم الأربعة المتهمين، إلى أن جاء الطلب بـ”لغة حازمة من المجلس الأعلى للدفاع”.
ويؤكد قيادي فلسطيني ليس على خلاف مع “حماس” أن “كل الفصائل في لبنان عليها ان تتوقف جيدا عند جملة من التبدلات على الأرض في لبنان والإقليم، ولا سيما أن التوازنات فرضت نفسها ولا يمكن تخطيها، والاتكاء على “حزب الله” لم يعد متاحا على غرار ما كان قبل 7 أكتوبر”.
في غضون ذلك، تحذر جهات فلسطينية من أخطار التضييق على الفصائل في سوريا، معتبرة أن “تعويل البعض على الزيارة المقررة للرئيس الفلسطيني محمود عباس لبيروت ليس في مكانه لأن حركة “فتح” لم تعد تملك مفاتيح القرار في المخيمات وهي غير قادرة على التعهد بقبول الفصائل بالتخلي عن عتادها العسكري، مع التذكير بأن “حماس” هي أول من تمثل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان”.