بلدة الخيام، هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية، ويبلغ عدد سكّانها 30 الف نسمة، وعدد المقيمين فيها خلال فصل الصيف يصل الى 18 الف وقد نزح ابناؤها بسبب العدوان الاسرائيلي إلى اغلب المناطق اللبنانية، فيما غادر بعضهم إلى سوريا والعراق.
الا أنّ الاحتلال لا يزال ينتقم من الخيام وأبنائها ، مُمعناً في استهدافها بمدفعيته وطائراته الحربية، في انتهاك متواصل لاتفاق وقف اطلاق النار في لبنان، وجيشه يتنقّل بين أحيائها، مانعاً أبناءها من العودة الى بلدتهم، بعدما دخل اليها، وفق رئيس البلدية عدنان عليان، من محورين: محور جنوبها الشرقي، ومحور شمالها الشرقي، إثر معارك عنيفة وقوية على مدى شهرين استخدم فيها الطائرات والدبابات والاحزمة النارية قبل أن يتمكّن من الوصول اليها.
وفيما يتعذّر على الاهالي الدخول الى الخيام بموجب التفاهم مع الحكومة اللبنانية قبل أن يدخل الجيش اللبناني اليها وينسحب العدوّ الاسرائيلي منها إلى الخط الازرق، يشير عليان الى “أنّ الاحتلال يعمد، ويا للأسف، الى قصف البلدة بشكل يومي ونسف منازلها ومبانيها بهدف التقدّم الى مواقع في داخلها فشل في الوصول إليها بفِعل المواجهات العسكرية البطولية التي خاضها ضدّه رجال المقاومة. كذلك عمد العدو الى اطلاق النار على المدنيين العزّل في أثناء تشييع مواطنة خيامية بالرغم من الحصول على موافقة مسبقة والتنسيق مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفل، وإن دلّ ذلك على شيء، فإنّه يدلّ على همجية العدو وعدم احترامه لكل القوانين الدولية وحقوق الإنسان”.
رئيس البلدية للأهالي: سنعود قريباً لنحمي ونبني ما دمّره المجرمون
الخسائر في مدينة الخيام جسيمة بفعل الغارات الاسرائيلية، ويستحيل تقديرها حالياً قبل العودة وإجراء مسح شامل للأضرار، ويتحدّث عليان عن “تدمير كبير في المنازل والمباني السكنية والمؤسسات التجارية والزراعية والصناعية والعيادات ودور العبادة والمعاهد والمدارس والثانويات، وضرب البنى التحتية وانهيار أجزاء كبيرة من الطرق والشوارع الاسفلتية بسبب جرفها بالجرّافات ومرور المجنزرات والتسبّب بحفر كبيرة ، بالاضافة الى قلع الأعمدة الكهربائية، في تصرّف عدواني همجي كبير للقضاء على امكانية عودة الحياة الى الخيام”.
الا أنّ رئيس البلدية يؤكد إعداد العدّة مع العمل البلدي في منطقة جبل عامل الأولى، وتمّ إعداد خطة لإعادة إعمار المدينة للبدء فيها فور العودة بغية تأمين مستلزمات الإنماء رويداً رويداً لتسهيل عودة الأهالي وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وطالب عليان المسؤولين والمعنيين بالعمل على تأمين الأموال من الدول المانحة لدفع التعويضات للمتضرّرين مادياً وجسدياً، وكذلك دفع التعويضات لأهالي الشهداء، والعمل على تأهيل شبكات الكهرباء والمياه الطرقات وتعبيدها والتعويض على المزارعين واصحاب المؤسسات والمصالح المتضرّرة”.
ويؤكد عليان “أنّ الخيام هي أرزة لبنان وبوابة جبل عامل على فلسطين والجولان وقلعة الصمود التي تكسّرت وانهزمت على اعتابها كل الجيوش التي حاولت أن تحتلّها بفضل جهاد وصبر أهلها المقاومين الذين لا يهابون الموت ويرفضون الذلّ والمهانة والاستعمار”.
وأخيراً، حيّا عليان “المقاومة التي صمدت وقدّمت الغالي والنفيس من أجل الدفاع عن الخيام والجنوب ولبنان”، شاكراً لها تضحياتها، كما شكر لأهالي الخيام “احتضانهم لها وحمايتها وصبرهم الكبير ، واعداً اياهم بالعودة قريباً “لكي نحمي أرضنا ونبني معاً ما دمّره العدو الصهيوني