“سيناريو خطير يتمّ تنفيذه في ادلب وحلب، لإنجاح المشروع الصهيوني القاضي بتدمير سوريا التي تخوض حرباً مزدوجة؛ واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب، ولدى انهماكها بجبهة الشمال تضعف جبهة الجنوب فتتسلّل اسرائيل عبرها. كما يقضي هذا المشروع بتطويق روسيا وتحجيمها في سوريا، ومن ثمّ في روسيا”.
هذه قراءة عسكرية لأحد العمداء المتقاعدين الذي رفض الكشف عن اسمه، مبدياً اعتقاده بأنّ “تحريك جبهة سوريا جاء بعد توقّف جبهتي غزة ولبنان”، ورأى أنّه “مثلما نقضوا إتفاق مينسك في العام 2014 واستهدفوا روسيا، نقضوا اليوم الإتفاق مع سوريا عندما دقّت الساعة”. وإذ تخوّف “من إمكانية تسلّل المسلّحين إلى لبنان، تحدّث “عن تنفيذ مشروع إسرائيل الكبرى بعد تحييد الجيوش العربية، والمضي في ضرب حركات المقاومة، للسيطرة على الشرق الاوسط برمّته، من موريتانيا حتى الهند”، ولفت الى الأطماع الخارجية بـ”إزالة النظام في سوريا والقضاء على فكرة الصمود فيها وإلحاقها باسرائيل وتنصيب والٍ عليها تابع لها، كما في أيام السلطة العثمانية”. ووفقه، فـ”إنّ الهجوم السوري ـ الروسي المعاكس هو بهدف السيطرة على الوضع مجدّداً بعد قطع الإمدادات العسكرية عن المسلحين”، آملاً في فشل المخطط الإسرائيلي “لكي لا تقع الكارثة”.
ويؤكّد المحلل المذكور “أنّ الجيش اللبناني بعقيدته وبحماسته وبوطنيته يدافع عن أرضه حتى الموت، لكنّ الحرب اليوم هي حرب أسلحة”، وتوقّف عند “المحاولات الخاطئة لإلغاء دور “حزب الله” الذي يقع اليوم بين عدوّين: عدوّ في الخارج أي إسرائيل، وعدوّ في الداخل”، وأكّد “أنّ اسرائيل ترفض وقف إطلاق النار بينها وبين “حزب الله” ، وقد قبلت بالإتفاق على مضض بعد الضغوط التي مورست عليها”، مُشكّكاً “في إمكانية صمود هذا الإتفاق”، وداعياً الى العودة لأساس المشكلة، “فكل ما يحصل قد تمّ التخطيط له مسبقاً، ومهمّة لجنة الإشراف الخماسية لمراقبة إتفاق وقف إطلاق النار تأتي في سياق التدابير الموقّتة في الوقت الضائع” . أما “المسألة بالنسبة الى “حزب الله” فهي مسألة حياة أو موت، والحرب علينا كلبنانيين جميعاً هي حرب وجود وليست حرب حدود، فوجودنا مهددّ”.
ويختم المحلل المذكور بالقول:” لقد قتلوا المسيح وحاولوا القضاء على أتباعه لتغيير عقيدتهم لكنهم استمروا وقضى شهداء مسيحيون كثر وانتشرت المسيحية في العالم، والمسيح قال لا تخافوا ممّن يقتل الجسد، بل خافوا ممّن يقتل الجسد والروح معاً، لذلك يستطيعون تدمير البشر والحجر لكن هيهات أن يدمّروا روحنا المقاومة في سبيل الحقّ، ومن المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً”. فإذا استمرّينا في هذه العقيدة، سنربح”.