“ما يحصل في الفترة الاخيرة ليس بحرب بين طرفين وفق الوصف المتعارف عليه، بل بات أبعد بكثير، هي حرب تدميرية، وقتل لكل مقوّمات الحياة وفق خريطة مُعدّة سلفاً، وبالتالي لم يعد هناك من محرّمات، والدليل ما حصل في غزة، وما نشهده اليوم في قرى المواجهة الأمامية على الحدود”.
هذا ما أكده ابن بلدة الصرفند الجنوبية الوزير السابق محمد جواد خليفة لـ”المدى”، مذكّراً أنّه “في الحروب الماضية ونتيجة القصف كان يسقط مدني وتتضرّر سسيارة إسعاف، أما اليوم فالمدنيون يسقطون بالجملة، وسيّارات الاسعاف والمسعفون والأطباء والمستشفيات، تحوّلوا هدفاً إسرائيلياً”، ورأى أنهّ “تمّ وضع معايير جديدة للحروب، فالحرب تستهدف كل شيء، وهذا ما يحصل اليوم”.
وشدّد خليفة على “أنّ الاستقرار السياسي هو شرط للاستقرار الأمني، والمؤسسات الدولية، من أمم متحدة ومجلس أمن أُنشئت في الأساس من أجل حلّ النزاعات، وبالتالي الحلّ لا يصنعه أفراد”.
ورأى أنّ “الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب والاعمار أمر سابق لأوانه، علماً أنّ أرواح الشهداء لا تعوّض، ولا أعتقد أن أحداً سيبني مجدّداً إلا وفق شروط واضحة بأن ما جرى لن يتكّرر”.
ولم ير خليفة أي حل مطروح في الأفق، فالحرب في غزة طالت، والأفرقاء الذين يحاولون معالجة الأزمة فيها هم نفسهم الذين يحاولون معالجة الأزمة في لبنان”.
واعتبر أنّ ما يحصل على الأرض جنوباً يتعدّى إنشاء منطقة عازلة، بل هو تنفيذ مخطط لاحتلال المناطق ضمن سياسة التوسّع الإسرائيلي”. وقال: “ما يجري على الأرض هو تدمير كامل، أما الى أين تصل الأمور فلا أحد يعلم”. وأكد تمسك لبنان بالقرار الاممي 1701وشدّد على وجوب تنفيذه برعاية دولية وليس من جانب طرف واحد”.