بدا أن مشهد النزوح من مدينة بعلبك الى بلدة دير الاحمر ومحيطها، وسقوط صاروخ في محيط كنيسة سيدة البرج وسط صمت المسؤولين قد “استفزّ” راعي أبرشية بعلبك ـ دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة، فرفع الصوت عالياً، سائلاً: “أين هم؟ أين الدولة”؟
وفي حديثه عن واقع النزوح في منطقة البقاع، أوضح رحمة لـ”المدى” أنّ “عدد النازحين الى دير الاحمر في الأساس، قارب 11 الف نازح من الأخوة الشيعة، أما المسيحيون فقد نزح قسم منهم الى بيروت، والقسم الآخر مكث لدى أقارب له في دير الاحمر ومنطقتها، ومن ليس لديهم أقارب أمّنتهم الكنيسة” .
وأشار الى أن “بعض الاهالي الذين كانوا يصرّون على البقاء في منازلهم لحمايتها من أعمال السرقة، نزحوا في الأمس الى دير الاحمر بعد الانذارات الاسرائيلية، ونعمل على ايجاد أماكن لإيوائهم، كذلك نزح أكثر من 15 الف شخص جدد، ولم يجد الكثير منهم مكاناً يلجأون اليه فباتوا ليلتهم في السيارات”.
أضاف رحمة: “أستطيع القول إننا أنجزنا مع بداية أزمة النزوح عملاً بطولياً من خلال وقفتنا الى جانب النازحين وفتح أبوابنا لهم، ولكن مع تدفّق أعدادهم اليوم، نسأل أين المسؤولين؟ فالمساعدات بالكاد وصلت أمس الى المراكز الرسمية التي تأوي ما يقارب 3000 نازح ، لكن يبدو أنّ الدولة قد سها عن بالها وجود 9 الف نازح في المنازل والمؤسسات الكنسية لذلك نرفع الصوت اليوم أمام انعدام القدرة على تلبية كثرة الاحتياجات. فالعائلة الواحدة تستضيف أكثر من عائلة نازحة، وهذه مشكلة حقيقية، إذ إن قدرتها على الصمود لن تستمر طويلاً”.
وشرح رحمة “أن جهوزيتنا تجاه اخوتنا اللبنانيين نابعة من قناعة مسيحية ووطنية، وهذا أقل الواجب”، مشيراً الى “أنّ أهالي دير الاحمر وبلدات الجوار فتحوا منازلهم وقلوبهم أمام النازحين، والكنيسة احتضنتهم انطلاقاً من تعاليم الكنيسة فالانجيل واضح ويسوع المسيح يقول “جُعتُ فأطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيْتُموني، وكُنتُ غَريبًا فآوَيْتُموني، وعُريانًا فكَسَوْتُموني، ومَريضًا فَزُرتُموني، … كُلّ مَرّةٍ عَمِلْتُم هذا لواحدٍ من إخوتي هَؤلاءِ الصّغارِ، فلي عَمِلتُموهُ”. لم يقل المسيح إصنعوا هذا يا موارنة مع الموارنة، “بل مع إخوتي هؤلاء الصغار”.
وختم رحمة: “نحن نعيش زمن الانجيل اليوم ككل يوم، ولدينا مخزون مسيحي كبير في منطقتنا، والمسيحي ملزم بتطبيق تعاليم الانجيل ووضع كل الخلافات جانباً واحتضان أخوته الشيعة”.
