فيما حطّ الرئيس السوري أحمد الشرع في تركيا آتياً من الرياض، كشف مصدر ديبلوماسي أنّ الزيارة المفاجئة التي قام بها كلّ من المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الرئاسي الخاص لشؤون التسوية السورية ألكسندر لافرينتييف على رأس وفد أمني الى دمشق الثلثاء الماضي، تمّت بتنسيق مع تركيا والغرب، وقد أتت لكسر الجليد بين الطرفين، على أن يتبعها لاحقاً مشاورات ومحادثات، ربّما عبر لجان مشتركة، للبحث في كل النقاط العالقة بينهما، وقد أبدت روسيا استعدادها للتعاون مع الحكم الجديد بما يحفظ مصالح الجانبين.
ووفق المصدر، فإنّ الخطوات التي اتخذها الشرع حتى اليوم، لاقت قبولاً روسياً، لكن هناك شكوكاً دائمة حول مستقبل سوريا، وتساؤلات عن طول مدة الفترة الانتقالية ووضع الدستور.
في المقابل، نفى المصدر أن يكون الوفد الروسي قد سلّم الشرع أي دعوة لزيارة موسكو، مؤكداً أنّه من المبكر جداً الخوض في هذا الحديث، وأوضح أنّ المسؤولين السوريين طرحوا، ولكن ليس بشكل رسمي، بل في سياق حديثهم العام مع الوفد الروسي، أن تعترف روسيا بالحكم الجديد، وأن تنظر في إمكانية التعويضات عن بعض الأضرار التي تسبّبت بها خلال الحكم السابق، وأن يتم تسليم “المجرم” بشار الأسد لمحاكمته، إلاّ أن بوغدانوف شرح أنّ هذا الأمر يتطلّب آلية قانونية وتحضير ملف شامل، من دون أن يدخل في أي التزامات أو وعود، بل إنّ الحديث كان في العموميات.
وفي السياق، استبعد المصدر أن توافق موسكو على تسليم الاسد كونها استضافته كلاجىء إنساني وليس كلاجىء سياسي، ورجّح أن يكون خروجه من موسكو بناء على طلبه بنفسه. وكشف عن فرض روسيا قيوداً صارمة جدّاً عليه وعلى عائلته، ومنعهم من الإدلاء بأي حديث سياسي أو القيام بأي نشاط.