حضن الشمال النازحين اللبنانيين من مناطق الجنوب والبقاع والضاحية، وأوى نحو 55 الف منهم خارج مراكز الايواء، و14 الف داخل 110 مدرسة رسمية، ورفع محافظ الشمال رمزي نهرا أمامهم لاءين: لا لرفع الشعارات واللافتات الحزبية على هذه المراكز كونها مقرّات رسمية أو في محيطها، ولا لحمل الأسلحة الحربية.
نهرا شرح لـ”المدى” أن المحافظة شهدت موجات نزوح عدّة، على اعتبار أن الشمال يُعدّ منطقة آمنة نسبياً، لبعده الجغرافي عن مناطق استهداف العدو الاسرائيلي، بالرغم من غاراته الأخيرة على البترون وزغرتا والبداوي، لكن موجة النزوح الكبيرة بدأت في اليوم الثالث من العدوان. إلا أن لجنة الحدّ من مخاطر الكوارث في المحافظة كانت استعدّت لاستيعاب أي كارثة نزوح منذ أشهر، عبر إجراء مناورة تدريبية حيّة تحاكي سيناريو قصف المنطقة بالطيران الحربي الاسرائيلي، وقد شاركت فيها الاجهزة الأمنية والادارية، وطبيعي أن نواجه صعوبة في الأيام الثلاثة الأولى قبل أن يتم استيعاب الكارثة سريعاً، بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الدولية والأهالي”.
واكد نهرا أن مراكز الايواء “لم تعد تستوعب أي موجة نزوح لبنانية جديدة” ، مشيراً الى أنّ “النازحين السوريين توزّعوا على 7 مدارس، ولكن توقفنا عن استقبالهم مع اقتراب العام الدراسي، وأيّ نازح سوري يصل الينا نرسله إلى مخيمات في عكار كخطوة أولى، تمهيداً لإعادته الى بلاده بالتنسيق مع مخابرات الجيش إذا كانت عودته لا تشكّل خطراً عليه، وقد أرسلنا ما يقارب 60 الف شخص إلى سوريا”.
وأوضح نهرا “أن المساعدات الى النازحين تصل إلى مراكز الايواء عبر الصليب الاحمر، أما خارجها، فقد أوكلت الى البلديات مهمّة تسجيل أسماء من يحتاج فعلاً للمساعدة، إذ إنه يجوز أن البعض من النازحين ليسوا بحاجة للمساعدة، وقد تسلّمنا جداول بهذه الاسماء”.
وتحدّث نهرا عن “استلام دفعتين من المساعدات عبارة عن 1400 حصّة غذائية و800 حصّة مواد تنظيف ونظافة شخصية، وقد تم توزيعها على مراكز الايواء في المناطق وفقاً للاحتياجات الاولية، واستناداً الى آلية التسليم المقرّرة، هذا أضف الى مساعدات تصل عبر الهيئة العليا للاغاثة والمنظمات الدولية”.
وإذ طمأن الى “احتواء الوضع حتى الآن”، تمنّى “أن لا تطول فترة الحرب على اعتبار ان الاحتياجات مستمرّة خصوصاً على ابواب فصل الشتاء وما يتطلّبه من محروقات للتدفئة وتأمين