بلدة يارون الحدودية الواقعة ضمن قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية، تحوّلت خط مواجهة منذ 8 تشرين الأول من العام الماضي، قبل أن تصبح منطقة اشتباكات عسكرية وتنتشر الدبابات الإسرائيلية في بعض أحيائها، فصارت منطقة منكوبة بنسبة 90 في المئة، وتحوّلت مدينة أشباح بعد نزوح سكانها ودخول قوات العدوّ إليها، وإحراق مساحاتها الخضراء بالقنابل الفوسفورية الحارقة.
ويتحدّث رئيس البلدية علي تحفة عن دمار هائل في البلدة وأعمال تجريف مستمرّة، بعد تجريف أحياء برمّتها، كحيّ الضيعة القديمة بمنازله الحجرية المتلاصقة، ويقول: “عندما كنّا ندخل إلى البلدة منذ شهرين أحصينا تدمير نحو 150 وحدة سكنية تراثية في الحارات القديمة بشكل كامل، وتدمير جزئي لمنازل بفعل القصف والتجريف. كما طاولت أعمال التدمير أماكن العبادة والمجمّع الرياضي، كذلك لم تسلم من الغارات الاسرائيلية قاعة الشهيد ناصيف نصّار الذي واجه أحمد باشا في العهد العثماني عام 1782 وتمّت تسويتها بالأرض بعدما كنّا أنجزنا اللمسات الاخيرة عليها استعداداً لتدشينها. كما تضرّرت الطرقات والشوارع والمرافق العامة وشبكات مؤسسة كهرباء لبنان والمولدات وشبكات المياه والانترنت، إنّه تدمير ممنهج للبنية التحتية”.
وعليه، يضيف تحفة “هذه هي طبيعة العدو، القتل والتدمير وإلحاق الأذية بالآخرين على اعتبار أنّهم ليسوا بشراً وأنّه المتفوق الوحيد على باقي الشعوب، لكن أينما حلّ لم يكن إلا هو المعتدي والمثير للازمات والفتن “. وذكّر تحفة بـ”أن ليارون مع الصمود حكايات وصولات وجولات، فهي أرضنا بعد أجدادنا ونحن راسخون فيها وثابتون عليها، وقد دحرت كل الاحتلالات والاستعمارات”.
وحيّا رئيس البلدية أهالي يارون في بلاد الاغتراب لالتفاتتهم الدائمة الى بلدتهم وناسهم وأقربائهم وأنسبائهم وبلديتهم “لكي نتمكّن من القيام بالمهام الملقاة على عاتقنا”، كما ثمّن “صبر الأهالي وصمودهم وتحمّلهم الضيق وأعباء النزوح”، شاكراً كل من احتضنهم وناصرهم واستقبلهم”.