خطة الطوارىء الحكومية لمواجهة التصعيد؟

الثلاثاء ٢٧ آب ٢٠٢٤

خطة الطوارىء الحكومية لمواجهة التصعيد؟

ابراهيم بيرم – النهار

تتصرف حكومة تصريف الأعمال برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي في الآونة الأخيرة تصرف الواثق بقدراته والإجراءات التي اتخذتها في اجتماعاتها، على مواجهة التداعيات الصعبة المحتملة إذا ما ازدادت الأوضاع احتداما وتصعيدا في الجنوب ولامست حد الحرب الموسعة البلا حدود.

ويبرز السؤال الملح: هل يمكن هذه الحكومة أن تدعي أنها “أدت قسطها للعلى” وقامت بما يتوجب عليها في موقف على هذا المستوى من السخونة والتعقيد والتصعيد؟

منذ الأيام الأولى لاندلاع المواجهات على الحدود الجنوبية في 8 تشرين الأول الماضي، بادرت الحكومة إلى إطلاق النفير، فسارعت إلى الإعلان عن حزمة تدابير وإجرءات تمخضت عن اجتماعات ولقاءات عقدتها، تحت عنوان المساهمة في معالجة الأوضاع الإنسانية والإغاثية التي يمكن أن تنشأ في حال احتدام المواجهات وارتفاع منسوب النزوح السكاني، خصوصا في ما صار يعرف بقرى الحافة الأمامية، وهي البقعة الجغرافية التي كانت تسمى في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات قرى الشريط الحدودي.

الأمر احتاج بداية إلى ورش عمل ولقاءات جانبية شارك فيها ممثلون لجهات حكومية معنية ومنظمات وهيئات دولية وجمعيات أهلية.
وبالفعل، انبثقت خلية أزمة مركزية برئاسة وزير البيئة ناصر ياسين حدد لها سلسلة مهمات وأعطيت حق الإشراف والتنسيق مع جهات وإدارات معنية وذات صلة بأعمال الإغاثة والإيواء وما إلى ذلك، وفي المقدمة برز مجلس الجنوب الذي كان قبلا نسيا منسيا. وقد اقتطع هذا المجلس لنفسه مهمة الإشراف على مراكز الإيواء التي استحدثت خصوصا في صور (نحو خمسة مراكز) وكانت عبارة عن أبنية مدرسية لجأت إليها نحو ثلاثة آلاف عائلة من القرى الحدودية.

وقد نجح المجلس رغم إمكاناته المحدودة في تأمين حاجات الإيواء الأولية من فرش وأدوات مطبخية ومواد تنظيف، إضافة إلى توفير وجبات وحصص غذائية وتأمين الطبابة والاستشفاء والأدوية. وثمة فرق متخصصة فرزها المجلس للإشراف مدى 24 ساعة على شؤون النازحين وتأمين مطالبهم. كذلك كانت له نشاطات أخرى خارج هذه المراكز، ومنها حيال الأهالي الذين آثروا الصمود في قراهم ورفضوا الالتحاق بمن سبقهم من النازحين.

وفي العموم، كان ثمة شبكة أمان وإغاثة أمنت لرعاية النازحين من جهة وللتواصل مع الصامدين في القرى الأمامية من جهة أخرى، مضافا إليها فرق الأسعاف والدفاع المدني المستعدة على مدار الساعة والمستنفرة لإسعاف المصابين ونقلهم وإطفاء الحرائق ورفع أنقاض البيوت التي هدمها العدوان.

ولم تكن الجهات الرسمية المعنية هي المتصدية الوحيدة لهذه المهمة الشاقة، بل شاركتها فيها جهات حزبية وجمعيات إنسانية وهيئات إغاثة دولية، وإن اشتكى الجميع من قلتها وندرتها وتواضعها قياسا بتجارب سابقة.

وفي كل الأحوال، ثمة من يرى أن كل ذلك هو ما حال دون أن ترتفع الأصوات الشاكية والمعربة عن استيائها من الفوضى والشح، نسجا على تجارب سابقة، على رغم ما خلفه العدوان الإسرائيلي من نتائج كارثية وخسائر ضخمة. وثمة سبب آخر منع الجهر بالشكوى، هو أن القوى التي تواجه هي عينها تلك الممثلة في الحكومة وتساهم في اتخاذ قراراتها.

لكن الوضع تبدل بعيد الأجواء والمناخات المحتقنة والمتوترة التي سرت إثر اغتيال إسرائيل القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، والتي أنذرت بدورة جديدة تصعيدية من العنف، خصوصا أن الحزب توعد بالثأر والانتقام من تل أبيب على فعلتها، وردت هي بوعد برد موجع على رد الحزب، بل توعدت بهجوم استباقي على معاقله، وهو ما أعاد إلى الأذهان صورة حرب تموز عام 2006.

على الأثر، وجدت الحكومة نفسها أمام مهمة إيجاد مساحة أكبر من الاهتمام ومواجهة الاحتمالات السلبية التي بدأت تلوح في الأفق وتبدو كأمر حاصل.

وبناء على هذه الوقائع، دعا ميقاتي أعضاء حكومته ليكونوا جميعا بمثابة “خلية أزمة” أوكل إلى معظم أعضائها وخصوصا الوزراء ذوي الاختصاص (الصحة، الشؤون الاجتماعية، الداخلية، التربية والتعليم)، مهمات محددة وطلب منهم النزول فورا إلى الميدان لإثبات حضورهم كدولة إلى جانب الأهالي والتحضير للقيام بما هو متوجب عليهم لتخفيف معاناة الناس. وبالفعل سجلت جولات ميدانية للعديد من الوزراء المولجين ولاسيما وزير الصحة.

واللافت أن الحكومة ضخمت، في الاجتماعات المتتالية التي عقدتها لهذه الغاية، المهمات المتصدية لها ووسعت حجم وعودها. وذكرت في بيانها في هذا الإطار أن المناقشات والأبحاث التي أجراها أعضاؤها “تركزت على الخدمات الطارئة على الصعد الصحية والإيوائية والتموينية والغذائية والمحروقات، إضافة إلى جهوزية خلايا الطوارىء في المناطق، ونتائج الاتصالات بالمنظمات الدولية المعنية وهيئات المجتمع المدني الشريكة في تنفيذ خطة الطوارىء”، وهي الخطة التي أقرت عموما.

وأبلغ وزير شؤون المهجرين في الحكومة عصام شرف الدين إلى “النهار” أن التدابير التي أعلنت الحكومة أنها اتخذتها أخيرا “كان لا بد منها وهي تدابير استباقية في حال اتساع رقعة المواجهات في الجنوب إلى حدود الحرب، وتخطي عديد النازحين من الجنوب ال200 ألف”. وأضاف ردا على سؤال: “لقد وزعت المهمات على كل وزير، فقد نيطت مهمة إيواء النازحين بوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، لكون عدد من المدارس والمعاهد الرسمية سيكون من ضمن مراكز الإيواء. وكان بديهيا أن تناط مهمة تأمين الاستشفاء والطبابة والأدوية والمستلزمات الطبية ومعالجة الجرحى مجانا بوزارة الصحة العامة، فيما أوكلت إلى وزارة الاقتصاد مهمة تأمين المواد الغذائية والخبز.

أما وزارة الداخلية فقد أوكل اليها التنسيق مع المحافظين لأن الاعتمادات التي ستصرف ستكون عبارة عن سلف مساعدات، وهو أمر يحتاج إلى التنسيق مع المحافظين الذين ستوكل اليهم مهمة الإنفاق وتوزيع المساعدات المادية والعينية”.

وخلص شرف الدين: “يمكن أن يكون لدى البعض ملاحظاته على بعض بنود هذه الخطة، ولكن أعتقد أنها أفضل الممكن ضمن الظروف والمعطيات المعروفة، والمهم أن الحكومة لا تتهرب من مسؤولياتها”.

شارك الخبر

مباشر مباشر

11:18 pm

أميركا لمجلس الأمن: هجماتنا قلصت قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي

11:16 pm

المندوب الروسي في مجلس الأمن: هجوم أميركا على إيران غير مشروع وانتهك أراضي دولة ذات سيادة

11:14 pm

إعلام العدو: الاستخبارات الأميركية تقول إن أجهزة الطرد المركزي الإيرانية بقيت “سليمة إلى حّد كبير”

11:12 pm

“نيويورك تايمز”: القصف الأميركي عطل البرنامج النووي الإيراني بضعة أشهر فقط

11:10 pm

بالصورة: قادة الدول والحكومات المشاركين في قمة الناتو في هولندا

11:08 pm

السفير الإيراني: ايران كسرت منطق الغطرسة والعنجهية

10:59 pm

قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا: حان وقت الدبلوماسية مع إيران

10:51 pm

لقطات تكشف مصير قائد فيلق “القدس” الإيراني اسماعيل قاآني

10:45 pm

الحرس الثوري الإيراني: نشاط للدفاع الجوّي في تبريز للتصدي لمسيّرات صغيرة

10:31 pm

القناة “الـ13 العبرية”: الأهداف التي وضعها نتنياهو للعملية ضد إيران لم تتحقق

10:30 pm

كاتس: إسرائيل ستحترم وقف النار طالما يلتزم به الجانب الآخر

10:03 pm

قاليباف: بفضل القيادة الحكيمة انكفأ العدو من دون تحقيق أهدافه

09:59 pm

نتنياهو: دمرنا أرشيف إيران النووي بالكامل

09:57 pm

اعلام العدو: الكمين في خان يونس يصعب استيعابه

09:34 pm

الجيش يوقف أحد أبرز قياديي تنظيم داعش الإرهابي

09:33 pm

البيان الختامي للاجتماع الوزاري الخليجي يدعو لاستنئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران

09:26 pm

بيسنت: الولايات المتحدة تقترب من “نقطة التحذير”

09:24 pm

مشروبات وأطعمة لتجنب خطر الجفاف في الطقس الحار!

09:18 pm

إعلام إيراني: المجال الجوي الإيراني سيفتح الليلة بعد 12 يوما من الإغلاق

09:03 pm

“يديعوت أحرونوت”: نحو 39 ألف طلب تعويض عن أضرار مادية بإسرائيل جرّاء صواريخ إيران

08:47 pm

نائب إيراني يدعو لمنع مدير وكالة الطاقة الذرية بدخول طهران

08:45 pm

أ.ف.ب: ترامب يصل إلى لاهاي للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي

08:45 pm

جيش العدو يعلن رفع قيود النشاط عن جميع المناطق

08:38 pm

“رويترز” عن مسؤول إيراني: المجال الجوي الإيراني لم يفتح بعد ولم يتخذ قرار في هذا الصدد

08:36 pm

غوتيريش يحضّ إسرائيل وإيران على “الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار”

08:35 pm

إيطاليا: نسعى لإجراء بين أميركا وإيران في روما

08:31 pm

بزشكيان في رسالة إلى الشعب الإيراني: كان العالم يراقب قوة إيران العظيمة التي حظيت بدعم شعبها

08:19 pm

مصر تطالب اسرائيل بالانضمام الى المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن

08:11 pm

المرشح لقيادة “سنتكوم” يحذّر من خطر صواريخ إيران وحلفائها على القوات الأميركية

08:04 pm

الرئيس الإيراني لولي العهد السعودي: مستعد لحل القضايا مع أميركا على أساس الأطر الدولية

07:58 pm

رئيس أركان العدو: وصلنا لنهاية فصل مهم لكن الحملة على إيران لم تنته

07:57 pm

قوى الأمن تنفي ما تم تداوله حول تفشّي فيروس في سجن رومية

07:53 pm

عرض عسكري صيني في ايلول بمناسبة ذكرى انتهاء الحرب العالمية

07:52 pm

البطريرك يازجي: الحكومة السورية تتحمّل كامل المسؤولية عن تفجير كنيسة مار إلياس

07:50 pm

بوليتيكو: استهداف منشآت إيران النووية لم يضعف قدراتها بل عزّز خيارها النووي

07:49 pm

ماكرون يخشى من خطر تزايد «تخصيب اليورانيوم» سرّا في إيران

07:45 pm

زوجة النجم التركي باريش أردوتش تحذف صورها معه!

07:43 pm

الفاتيكان: البابا يبرق معزياً بضحايا الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق

07:41 pm

أردوغان يصل إلى هولندا للمشاركة في قمة رؤساء دول وحكومات الناتو

07:40 pm

تركيا تعتقل 158 جندياً بتهمة الانتماء إلى «تنظيم غولن»