رئيسٌ ضامِن للتسوية الجنوبية (جوني منيّر – الجمهورية)

الإثنين ١٩ شباط ٢٠٢٤

رئيسٌ ضامِن للتسوية الجنوبية (جوني منيّر – الجمهورية)

سبق وأن خذلت حرب غزة جميع الذين راهنوا على وقفٍ لإطلاق النار وفق مواعيد عدة سابقة. وها هي تخذلهم من جديد اليوم حيث تؤشّر كل المعطيات الى استمرار آلة القتل الاسرائيلية في تنفيذ مجازرها للأسابيع القادمة.

وهذا ما أعلنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي فصل بين أي اتفاق حول الأسرى وبين استكمال الهجوم على رفح.

ولا شك أنّ نتنياهو الذي يرفض بالمطلق أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية، يشعر أنه يسبح مع التيار الشعبي. فوفق آخر الاستطلاعات الاسرائيلية تبيّن أن 47% من اليهود الإسرائيليين يؤيدون أولوية تدمير حماس في مقابل 25% فقط يعطون الأولوية لتحرير الأسرى.

وثمة نتائج أخرى تدفع بالحكومة الاسرائيلية للاندفاع أكثر في حمام الدم وهي بأن 63% من الاسرائيليين يؤيدون حصول انتخابات مبكرة، مع الإشارة الى أنّ خيار إجرائها في غضون ثلاثة أشهر هو الأكثر شعبية.

لكن الأكثر مَدعاة للغرابة هي الادارة الأميركية التي تعلن مواقف معارضة لاستمرار الحرب ثم ترسل لإسرائيل شحنات الاسلحة والذخائر في إشارة الى منحها الضوء الأخضر لاجتياح رفح. في الواقع، عدا الضعف الذي بات يصبغ موقف إدارة بايدن الغارقة في صراع انتخابي عنيف، ثمّة من يقرأ ازدواجية في تعاطي البيت الأبيض مع حرب غزة. وهنالك من يقول انّ إدارة بايدن تؤيّد «حرب إسرائيل» لكنها تعارض «حرب نتنياهو». لذلك، هي تتفق مع اسرائيل في سعيها للقضاء على الآلة العسكرية لحماس، لكنها تختلف مع نتنياهو في قناعاته وفي ذهابه «لطرد» الفلسطينيين من غزة.

وخلال الشهر الماضي عرضت إدارة بايدن لمحة موجزة عن خطتها للشرق الأوسط عبر مقال لتوماس فريدمان في صحيفة النيويورك تايمز. والمعروف عن فريدمان قربه من البيت الأبيض.

وكتب يقول إننا على وشك رؤية استراتيجية جديدة تدعى «عقيدة بايدن» من خلال إيجاد حلول للحرب الدائرة على جبهات عدة في المنطقة. وأضاف أنه إذا نجح هذا التصور الضخم، فهذا يعني أن «عقيدة بايدن» ستصبح أكبر خطة لإعادة ترتيب استراتيجي للمنطقة منذ معاهدة كمب ديفيد 1979.

ووفق فريدمان فإن الخطة مكونة من ثلاثة أجزاء:

– إقامة دولة فلسطينية.

– تطبيع اسرائيلي-سعودي سيتضمن تحالفا أميركيا أمنيا وعسكريا مع السعودية.

– التعاطي بحزم مع شبكة إيران الإقليمية.

الواضح أن ادارة بايدن تعمل على إغراء اسرائيل بالتطبيع مع السعودية لإقناعها بالقبول بالدولة الفلسطينية وهو ما لم يحصل حتى الآن. ففي قمة ميونيخ الأمنية قال بلينكن انّ هناك فرصة غير مسبوقة لإسرائيل لتكاملها الإقليمي في الشرق الأوسط: «تقريباً كل دولة عربية تريد دمج اسرائيل في المنطقة وتطبيع علاقاتها معها».

وبشيء من التدقيق يمكن ملاحظة حركات مريبة على مستوى روسيا. فالجبهة العسكرية في أوكرانيا لَحظت تقدما عسكريا مهما للجيش الروسي للمرة الأولى منذ فترة طويلة، في وقت اشتكى فيه الرئيس الأوكراني من أنّ النقص في الاسلحة أدى الى سقوط أفدييفكا. وبالتزامن، أعلن عن موت المعارض الروسي الأبرز ألكسي نافالي بعد سنوات على احتجازه. وإذا صحّت الاتهامات باغتياله فإنّ لاختيار التوقيت معناه البليغ، وهو أنّ الكرملين ليس قلقاً من العواقب. وثمة إشارة ثالثة تتعلق بما يُحكى عن لقاء تمهيدي للفصائل الفلسطينية في موسكو نهاية هذا الشهر للبحث في تشكيل الحكومة وضَم حماس والجهاد الإسلامي الى منظمة التحرير. وإذا أضفنا ذلك على «التعاون» الحاصل في سوريا والقاضي بتحجيم نفوذ ايران، فيمكن التكهن بوجود تفاهمات في الكواليس حول الترتيبات المتعلقة «بعقيدة بايدن».

وانطلاقاً ممّا سبق يمكن استنتاج بعض أوجه التقاطع لإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل باتجاه رفح. لكن السؤال الأهم هو حول التسوية السياسية الموعودة، والتي تقوم على قيام الدولة الفلسطينية، وهو ما يرفضه نتنياهو على الأقل حتى الآن.

ولذلك هنالك من يعتقد (ومن بينهم «حزب الله») بأنّ الحرب ستستمر لأكثر من شهر في أقل تعديل وربما لشهرين، وأن واشنطن متفاهمة مع اسرائيل على ذلك، وأن مصر ستدخل الى هذه التفاهمات ولكن بعد تحسين عروض المساعدات المالية لاقتصادها المتهالك. وتجري الاشارة الى انّ الأعمال الجارية في القسم المصري من رفح تؤشّر الى احتمال فتح الحدود أمام الفلسطينيين عند اشتداد القصف ولدوافع انسانية. لكن المساحة الجاري معالجتها في رفح المصرية لا تتسع لأكثر من مئة الف شخص، ما يعني أن اسرائيل ستكون مرغمة على القبول بمخيمات سيجري نصبها عند الساحل الممتد من جنوب غزة الى وسطها.

ووفق ما سبق فإنّ الجبهة اللبنانية ستبقى مشتعلة طوال الأسابيع المقبلة. لكن هنالك ما هو أخطر ويستوجب الحذر الشديد. فوفق استطلاع صحيفة معاريف الاسرائيلية أبدى 71% من الاسرائيليين تأييدهم لشن حرب على لبنان في مقابل 12% فقط أيدوا سياسة الاحتواء. وهذه النسبة تعتبر عالية جدا في ظل الحرب الدائرة والتي تجاوزت الأربعة أشهر، وهي تترافق مع تهديدات مستمرة لقادة الإحتلال مقرونة بتحذيرات جدية من كبار المسؤولين الأوروبيين. وبشيء من التدقيق ميدانياً، يتبيّن أن الانتشار العسكري الاسرائيلي ما يزال طابعه دفاعي، رغم أن القيادة العسكرية الاسرائيلية عملت على إعادة تنظيم القوى الهجومية التي جرى سحبها من غزة قبل أن ترسلها الى الجبهة مع لبنان. الأمر الذي يدفع للحذر من وجود نوايا عدوانية لدى الإسرائيليين، وهو ما يظهر مع التوسيع المتعمّد للاستهدافات الاسرائيلية. إحدى التحذيرات الأوروبية تحدثت عن وجود توجّه اسرائيلي للقيام بقصفٍ عنيف ضمن مساحة محددة، على أن يكون التحرك البري في المرحلة الأخيرة، وهو ما يفسّر إبقاء الانتشار العسكري الاسرائيلي وفق صيغة دفاعية في المرحلة الراهنة.

وكما أن في غزة برنامجين، واحد إسرائيلي والثاني أميركي، يبدو أنّ هناك برنامجين في لبنان أيضاً إسرائيلي وأميركي يتقاطعان حول مفهوم تطبيق القرار 1701. على أن يشكل ذلك جزءاً من «عقيدة بايدن» وفق تعريف توماس فريدمان.

فتطبيق القرار الدولي من المفترض أن يشكل فك ارتباط عسكري إضافي (باستثناء مزارع شبعا) بين اسرائيل وإيران. وسيجري إلحاق ذلك بالتسوية السياسية اللبنانية الداخلية من خلال جهود اللجنة الخماسية. وهذا ما يفسّر تراجع حركة اللجنة بعدما تحركت بقوة مطلع العام بدفعٍ سعودي واضح. فالوقت المناسب لم يَحن بعد. وفي وقت تحدثت مصادر إعلامية عن تواصل مصري مع «حزب الله» لطمأنته حول عدم وجود نية لفتح الحدود أمام الفلسطينيين، يجري التحضير لأن تكون الأسابيع المقبلة عامل إنضاج للذهاب الى التسوية اللبنانية. على أن يشكّل انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمانة للإشراف على تطبيق التسوية والتي سيكون عمادها القرار 1701، والاتفاق على حكومة مهمتها الانقاذ والنهوض الإقتصادي وقادرة على أن تحوذ على الدعم الخارجي المطلوب.

وقد يكون من هذه الزاوية يمكن قراءة الحركة الناشطة للرئيس سعد الحريري، والتي حملت رسائل عدة أبرزها قدرته على مواجهة التطرف في الساحة السنية، وهو ما يشكل أحد هواجس ما بعد حرب غزة.

لكن قبل كل ذلك يبدو أنّ دماء كثيرة ستسيل، وانّ إنضاج الطبخة ما يزال بحاجة الى مزيد من الوقت، ومع عدم الاغفال بأننا في الشرق الأوسط حيث المفاجآت غير المحسوبة واردة كل حين، ما قد يقلب الأمور فجأة.

شارك الخبر

مباشر مباشر

10:16 am

لويس لحود للمطران سفر: 20 عاما من القيادة المميزة بالتواضع والمحبة والحكمة

10:11 am

3 جرحى في حادث سير في صيدا فجرا

10:08 am

سلام: ندعو الشباب إلى الترشح والاقتراع في الانتخابات البلدية فنحن بحاجة إلى دم جديد

10:02 am

الشاي أم القهوة… أيهما المشروب الأفضل لتعزيز طاقتك الصباحية؟

10:00 am

بعد تأكيد كوريا الشمالية.. بوتين يشكر كيم على مشاركة جنوده في القتال بكورسك

09:59 am

العدل الدولية تفتتح اليوم جلسات استماع مخصصة لالتزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين

09:57 am

مقتل 68 وإصابة 47 مهاجراً أفريقياً في حصيلة غير نهائية للعدوان الأميركي على صعدة

09:55 am

هكذا علّقت أصالة على منحها عضوية نقابة الفنانين السوريين

09:53 am

وزير خارجية إيران ردا على تهديد نتنياهو: لا حل عسكريًا وأي ضربة ستقابل بالمثل فورا

09:50 am

فادي خلف: برنامج صندوق النقد يُشكّل منطلقاً عمليًا لاستعادة الثقة وإرساء الاستقرار

09:48 am

كرسي غامض وحوار سري.. كواليس “أغرب لقاء” بين ترامب وزيلينسكي

09:44 am

كرادلة الفاتيكان يناقشون انتخاب البابا الجديد!

09:42 am

تبادل إطلاق النار بين الهند وباكستان عبر حدود كشمير

09:38 am

إعلام العدو عن ضباط وجنود بجيش العدو: تململ في صفوف الجنود بسبب أمر بتمديد الخدمة الإلزامية 4 أشهر

09:38 am

المفتي قبلان: التاريخ لمن يقوم بحماية لبنان

09:33 am

وزير الخارجية القطري: في لبنان يمثل انتخاب رئيس للدولة وتشكيل الحكومة فرصة لإعادة إحياء المؤسسات

09:29 am

بيان صار عن حزب “القوات اللبنانية” ردًا على النائب علي فياض… هذا ما جاء فيه

09:27 am

سلام يشارك في إطلاق غرفة العمليات المركزية الخاصة بالإنتخابات البلدية والإختيارية

09:26 am

مستشار خامنئي ردا على نتنياهو: لا يمكن تصور ردنا على أي تدمير لمفاعلاتنا النووية

09:24 am

بكين: واشنطن تكثف دعمها لطموحات تايوان الانفصالية

09:23 am

اليكم حصيلة خروقات العدو الاسرائيلي على لبنان منذ وقف إطلاق النار

09:22 am

غارات أميركية على صعدة وعشرات الشهداء والجرحى من المهاجرين الأفارقة

09:19 am

توقيف مطلوب بجرم سلب وطعن بالسكّين

09:06 am

تفجير ذخائر في منطقة الحدت – بعبدا

09:03 am

الإنفاق العسكري العالمي في 2024 سجل أكبر زيادة منذ الحرب الباردة

09:02 am

بالصور: البيت الابيض يحتفل بعيد ميلاد ميلانيا ترامب

08:52 am

رسوم ترامب الجمركية على الأدوية ترفع الأسعار 12.9% في أميركا

08:50 am

أميركا تضرب أكثر من 800 هدف في اليمن!

08:49 am

الدفاع الروسية : إسقاط 115 مسيرة أوكرانية خلال الساعات الماضية

08:49 am

محمد صلاح يسجل رقمًا قياسيًا جديدًا في الدوري الإنكليزي

08:47 am

أساطير هوليوود يجتمعون لتكريم فرانسيس فورد كوبولا

08:45 am

أنشيلوتي يكشف وجهته الجديدة لنجوم ريال مدريد

08:43 am

ترامب يطالب بوتين بوقف إطلاق النار

08:42 am

إيران تحبط هجومًا إلكترونيًا كبيرًا

08:41 am

إعلام حوثي: انتشال 30 جثمانا بعد قصف أميركي استهدف إصلاحية السجن الاحتياطي في صعدة باليمن

08:40 am

ارتفاع حصيلة الحرب على غزة إلى 52243 شهيدا

08:38 am

بيع رسالة كتبت على متن “تيتانيك” في مزاد علني

08:33 am

بتر ساقها… وفاة نجمة الدراغ الأميركية جيغلي كالينتي

08:31 am

وسائل إعلام عبرية: “الجيش الإسرائيلي” يواجه نقصا حادا في عدد الجنود

08:29 am

كوريا الجنوبية.. 6 إصابات بعملية طعن في مدرسة