تصبّ قراءات المحلّلين في خانة استبعاد فرضية نشوب حرب واسعة، وعلى ما يقول خبير في الشؤون العسكرية رداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول الرسائل الصاروخية التي عبرت سماء المنطقة: «لا الولايات المتحدة تريد الحرب الواسعة، ولا ايران وحلفاؤها من اليمن الى «حزب الله» في لبنان، يريدون التوسّع في الحرب، فما حصل مما يسمّى رسائل صاروخية، اشبه ما يكون باستعراض قوة لا اكثر، او يمكن ان نسمّيه سجالاً بأوراق القوة في نهايات اللعبة قبل الانتقال الى مرحلة التبريد، والجلوس على طاولة البحث عن حلول ومخارج وتفاهمات».
وأعرب عن اعتقاده في «أنّ الامور بلغت السقف الذي بات يتوجب النزول تحته. وهنا ينبغي رصد الجهد الاميركي المكثف الذي يُبذل لتحقيق ما يسمّيه الاميركيون «احتواء التصعيد» في قطاع غزة او وخفض التصعيد او وقفه مع لبنان. وفي هذا السبيل صبّت واشنطن جهودها عبر الزيارات المتتالية لوزير خارجيتها انتوني بلينكن والوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى اسرائيل، لتحقيق ما سُمّيت «المرحلة الثالثة»، التي اعلن الجيش الاسرائيلي الانتقال اليها بسحب قوات قتالية اساسية من قطاع غزة، أي الانتقال من العمليّات العسكريّة الواسعة والقصف والغارات المكثفة إلى العمليات النوعية وتخفيف حدّة القتال والحرب. وهي بلا ادنى شك خطوة تراجعية، في موازاة الاهداف العالية السقف التي وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو في بداية الحرب، ويجب الّا نغفل في هذا المجال انّ اسرائيل، وباعتراف المحللين العسكريين والسياسيين الاسرائيليين، امام تحدٍ كبير يتهدّدها، بانفجار انتفاضة جديدة في وجهها في الضفة الغربية».