يؤسس تكليف نواف سلام لرئاسة الحكومة، الى دخول لبنان مرحلة سياسية جديدة من تاريخه، ستشمل نواحي كثيرة في مقاربة الشأن العام وتطبيق الاصلاحات الضرورية وترسيخ معادلات جديدة في السلطة.
مصدر مقرب من عين التينة ل”الديار”: ما حصل «الاثنين» مراهقة سياسية عسى ألا تعتمد بالمرحلة المقبلة
من جهته، اختزل مصدر مقرب من عين التينة «احداث الاثنين» الماضي التي انتهت بتكليف القاضي نواف سلام رئاسة حكومة العهد الاولى بالقول ان الطريق الى تسوية الوضع ليست مقفلة، والمسألة هي مبدئية وباتفاقات جرى خرقها على نحو لا بد ان يثير التساؤلات حول خلفيات ما حصل. واشار هذا المصدر للديار الى عدم وجود اي تحفظات حول شخصية نواف سلام اطلاقا، بل ما حدث يعكس نوعأ من المراهقة السياسية التي اذا اعتمدت في المرحلة المقبلة لا بد ان تقود البلاد الى ازمات لا تحمد عقباها، في ضوء وضع اقليمي بالغ الدقة مثل ما هو بالغ الخطورة. واضاف: «نخشى ان يكون لهذا الوضع الاقليمي تداعياته على الساحة اللبنانية، وهذا يستدعي تحصين الجبهة الداخلية من خلال التوافق السياسي العام».
وحول ما اذا كان هناك وساطات لاعادة ضبط الايقاع، اجاب المصدر المقرب من عين التينة: ان المسألة لا تحتاج الى وساطات، اذ ان ثمة شخصيات عالمية وعربية على تواصل مع رئيس مجلس النواب بهدف شق الطريق امام لبنان الى مرحلة من الاستقرار والازدهار. وتابع ان الرئيس بري خاض معارك ديبلوماسية هائلة من اجل ايصال لبنان الى شاطئ الامان، وهو لن يتخلى عن هذه المهمة في هذه المرحلة البالغة الدقة.
انما في الوقت ذاته، رأى المصدر المقرب من عين التينة ان «احداث الاثنين» جعلت جهات داخل الثنائي تبدي تشددها حيال توزيع الحقائب الحساسة التي غالبا ما يتم التركيز على دورها من قبل جهات اقليمية ودولية، مؤكدا ان العلاقات بين عين التينة والسعودية ممتازة، كما ان هناك توجها من الطرفين من اجل التعاون لسلسلة الازمات التي تراكمت على مدى السنوات المنصرمة.
وبمعنى اخر، ان الرئيس بري الذي يدرك خطورة المشهد الاقليمي، تلقى تطمينات حاسمة بان عودة دونالد ترامب الى البيت الابيض لن يكون لها اي انعكاسات سلبية على المسار اللبناني، بل ان هناك تفهما لدقة ولحساسية هذا المسار.
ديبلوماسي عربي لـ«الديار»: انزعاج سعودي-فرنسي من زيارة ميقاتي لانقرة ولسورية!!!!
توازيا، الامر اللافت هو ما كشفه مصدر ديبلوماسي عربي لـ«الديار»، بان المملكة العربية السعودية انزعجت من زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لانقرة لتكريس بقاءه في السراي كما لو انه اعتراف بانتقال المرجعية السنية من السعودية الى تركيا برئاسة رجب طيب اردوغان. اما الجدير بالذكر، فهو ان ميقاتي لدى ترؤسه الحكومة المستقيلة، قال ان السعودية هي «قبلتي السياسية والدينية».
ولفت المصدر ذاته زيارة ميقاتي الى سوريا ولقاؤه الحاكم الجديد احمد الشرع، وابداء ميقاتي استعداده للتعاون مع الشرع تركت ذيولا سلبية لدى الفرنسيين الذين كانوا يؤيدون بقاءه رئيسا للحكومة في لبنان. وتجدر الاشارة الى ان علاقة الشرع مع فرنسا هي علاقة سلبية جدا، وقد اعلن في تصريح انه لن يقبل اي نفوذ فرنسي على سورية. وعليه، اثار لقاء ميقاتي بالشرع ريبة فرنسا التي «فرملت» دعمها لميقاتي واتخذت قرار التخلي عنه. وهنا يقول المصدر الديبلوماسي العربي ان تقاطعا سعوديا فرنسيا حصل حول استبعاد ميقاتي عن رئاسة الحكومة، والتوجه الى شخصية اخرى على غرار القاضي نواف سلام.
وامام هذه المعطيات، رأى المصدر الديبلوماسي العربي ان هذه المسالة المذكورة اعلاه، شكلت عاملا اساسيا في تجاوز تفاهم سابق حول بقاء ميقاتي في السراي الحكومية، بعد ان بذل الاخير جهودا ضخمة في الاشهر الماضية للحفاظ على اداء الدولة ضمن حدود معينة، لا سيما خلال الحرب بنتائجها الكارثية على المشهد اللبناني بشكل عام.
ولا يستبعد المصدر الديبلوماسي ان يقوم رئيس الحكومة المكلف بزيارة الرئيس نبيه بري في مقره في عين التينة، وان كان الاخير لا يريد للامور ان تأخذ هذا المنحى. ولكن في الحقيقة، الخروج من «احداث الاثنين» يستدعي نوعا من الاخراج الذي يعيد الامور الى مجراها ويحفظ كرامة الجميع. واذا تم ذلك، فعندئذ لن يذهب الثنائي الشيعي الى المقاطعة او لتعطيل مسار تشكيل الحكومة. وفي هذا المجال، اكد المصدر الديبلوماسي العربي ان هناك ضمانات بعدم التصعيد السياسي في هذا التوقيت، حيث تعطى الاولوية لانطلاق العهد نحو اعادة بناء الدولة، على امل ان ياخذ المشهد العام شكلا واعدا قبل حلول الصيف المقبل.