تتزايد رسائل التهديد الإسرائيلية ضد لبنان، وسط حديث وسائل إعلام الاحتلال عن مهلة إسرائيلية للبنان لوقف حزب الله عملياته العسكرية ضد كيان الاحتلال والابتعاد عن الحدود مسافة 7 كيلومتر، قبل أن تستخدم “إسرائيل” القوة العسكرية لفرض هذا الأمر. ويجري التداول ايضاً بأن جيش الاحتلال سحب أولوية من غزة لنقلها الى جبهة الشمال تحضيراً لتوسيع الحرب على الجنوب.
لكن خبراء عسكريون ومحللون استراتيجيون استبعدوا لـ”البناء” شن “إسرائيل” عدواناً واسعاً على لبنان لأسباب متعددة داخلية أميركية وداخلية “إسرائيلية” رغم وجود ظروف مؤاتية ودوافع لدى حكومة الحرب ورئيسها تحديداً مع التيار الديني المتشدد الذي يرفض وقف الحرب على غزة ويدعو لتوسيعه باتجاه لبنان. لكن قرار الحرب لا يتعلق بـ”إسرائيل” بمفردها بل يتطلب غطاء أميركياً غير متوافر حالياً بسبب انشغال الأميركيين بالانتخابات الرئاسيّة وبالحرب الأوكرانية – الروسية، والخشية من الاستدراج الى حرب برية ضد اليمن لمواجهة ضربات حركة أنصار الله والقوات اليمنية في البحر الأحمر، وكذلك الخوف من تداعيات الحرب الكبرى على المصالح والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط والخليج، وعلى مصير الكيان الإسرائيلي الذي سيكون أولى ضحايا هذه الحرب وهو نافذة أميركية على البحر المتوسط تخدم المصالح الحيوية الأميركية في المنطقة. لكن الخبراء يتوقعون تصعيداً إسرائيلياً اضافياً على الجنوب خلال الأيام المقبلة تحت سقف تفادي الانجرار الى حرب كبيرة مع حزب الله.