تدعو مصادر مواكبة لعملية التأليف عبر صحيفة الديار، نواف سلام الى الخروج من الغموض الذي يتبعه حتى الان في اتصالات التاليف ومصارحة اللبنانيين بالحقائق. والسؤال: هل نضجت الطبخة بعد لقاءات سلام امس، وهل يحمل المسودة قريبا الى بعبدا؟ بعد الاجتماع مع الخليلين ظهر امس استكمالا للاجتماع الذي عقد بينهما مساء الاربعاء الماضي، والاجتماعان حسب المعلومات، سادهما الغموض غير البناء، وكشف عن الثقة المفقودة بين الطرفين، ولم يرد سلام بشكل واضح على السؤال المركزي: هل هناك فيتو اميركي اوروبي سعودي على مشاركة حزب الله في الحكومة؟ كما لم يتحدث سلام عن أي فيتو على إسناد وزارة المالية الى ياسين جابر، واقتصر الاجتماعان على العناوين العامة، «ان شاء الله خير»؟ والسؤال، على ماذا يراهن الرئيس المكلف وما هي الورقة المستورة التي يحتفظ بها؟ هل يعلن الحكومة بوجه الجميع بعد الاتصالات التي أجراها دون العودة الى شروط القوى السياسية، معتمدا على الدعم السعودي بالتزامن مع وصول يزيد بن فرحان الى بيروت خلال الأيام المقبلة والرهان على تدخله لتأمين الثقة واستيعاب الردود والتحفظات؟ هذه المعلومات ترددت في بيروت خلال الساعات الماضية مع توزيع معلومات من قبل المحيطين بسلام عن تبلغه قرارا خارجيا برفض اسناد وزارة الصحة الى حزب الله والتهديد بحجب المساعدات ورفض توقيع الاتفاقيات معه، بالإضافة إلى فيتو على الاسم المطروح؟ وهذا يشمل ايضا وزارة المالية بغض النظر عن الاسم، والجميع يعلم، انه تم التوافق على اسم وسطي مقبول من الرؤساء الثلاثة لتولي وزارة المالية، وله سيرة حسنة في الاوسط المالية والاقتصادية؟ ولذلك، فان المشكلة ليست بأسماء بل بشروط سياسية يحاول فرضها المجتمع الدولي بعد التطورات الميدانية الاخيرة. وحسب الاوساط نفسها، فان تهديدات رئيس القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعدم المشاركة في الحكومة في حال أسندت المالية الى الثنائي، هي تعبير عن قرار خارجي، حتى الموالون لنواف سلام من نواب تغييريين وقادة 17 تشرين، يمارسون ضغوطا عليه لعدم التراجع عن رفضه إعطاء المالية والصحة للثنائي. وفهم سلام ان هذا الفريق على تواصل دائم مع السفارة الاميركية في هذا الشان. كما نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين اميركيين انهم اتصلوا بمسؤولين لبنانيين وابلغوهم رفض واشنطن مشاركة حزب الله في الحكومة، كما ان لبنانيين مقريين من الإدارة الأميركية في واشنطن يعممون الرسائل السلبية عن الرفض الاميركي لمشاركة حزب الله في الحكومة وضرورة المجيء بكوادر شيعية مستقلة حتى عن الرئيس نبيه بري ومن التكنوقراط.
وحسب المصادر المواكبة، هنا تقع المشكلة الحقيقية التي تؤخر الولادة الحكومية حتى الان، وهي سياسية وليست تقنية؟ والسؤال الى سلام: هل ستنفذ ما رفضه سعد الحريري من تشكيل للحكومة دون حزب الله واصر على حماية البلد والوحدة الوطنية ومصارحة الجميع بعدم القدرة على مواجهة حزب الله، فدفع الثمن الغالي وخرج من الحكم وحصل ما حصل معه؟
هنا بيت القصيد، والباقي تفاصيل، وحسب المصادر المواكبة للاتصالات، ان اعلان الحكومة امر بسيط وسهل، واكبر عقدة يتم تجاوزها باتصال «خليوي»، كما حصل مع انتخاب عون وتكليف سلام. وتبقى المعضلة، من يجرؤ على تبني وتغطية قرار استبعاد الشيعة وعزلهم من اللعبة الداخلية؟ من يجرؤ على تسمية الوزراء الشيعة من خارج الثنائي؟ كيف سينعكس ذلك على الاوضاع في الجنوب والعلاقة بين الجيش والقوات الدولية والاهالي؟ «من له مصلحة في شيطنة جمهور الثنائي».