لاحظ مصدر سياسي، عبر “الجمهورية”، وجه شبه بين الأجواء الحالية والاجواء التي سبقت سبقت الردّ الايراني على قصف القنصلية الايرانية في دمشق، حيث قد يكون المراد من الحراكات الجارية، إن صَحّ ما يقال عن رسائل متبادلة، هو محاولة اميركية لتمرير ردّ اسرائيلي مدروس على حادث مجدل شمس، من النوع القابل للاحتواء سريعاً، ولا يؤدي بشكل من الاشكال الى توسيع نطاق الحرب ووضع المنطقة على حافة حرب اقليمية. الا انّ العائق الاساس امام هذه المحاولة يتجلى في رفض ايران اولاً، التسليم باتهام حزب الله باستهداف مجدل شمس، وتبرئة “اسرائيل” من حادث تسبّب به أحد صواريخ القبة الحديدية. وثانياً، رفضها الانجرار الى خدعة تتسلل من خلفها محاولة اسرائيلية لاستعادة هيبة مكسورة امام المقاومة، تتيح لها فرض معادلة جديدة”.
وفي السياق ذاته، اشارت المعلومات الى أنّ الفرنسيين عبّروا عن قلق بالغ مما سمّوها “مخاطر كبرى”، وكانوا مُلحّين في التحذير من الانزلاق الى حرب واسعة تخرج عن السيطرة. ويبرز في هذا السياق الاتصال الذي جرى بالامس بين الرئيس الايراني مسعود بزشكيان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث اكد الرئيس الايراني انه “اذا هاجم الكيان الاسرائيلي لبنان، فسيرتكب خطأ كبيرا ستكون له عواقب وخيمة”، وعبّر عن “قلقه الشديد تجاه تصعيد التوترات جنوب لبنان”، وقال: “نحذّر من تبعات اي عدوان عليه”، مشيرا الى “أننا لن ندّخِر جهدا لإنهاء حرب غزة واستقرار المنطقة. ونأمل من الدول الأخرى تحمل مسؤولياتها”.
وفيما ركزت الإتصالات الأمميّة على ضبط النّفس والتزام الأطراف بمندرجات القرار 1701، دخلَ الروس على الخط ذاته عبر اتصالات بمستويات سياسية ورسمية، واللافت فيها التفهّم الكلي للموقف اللبناني. فيما كان للايرانيين حضور مباشر على خط التواصل، وأكدوا الوقوف الى جانب المقاومة في لبنان، في مواجهة أي خطوة اسرائيلية حمقاء.
يشار في هذا السياق إلى أن الخارجية الإيرانية أكدت بطلان الإدعاء الاسرائيلي حول تحميل حزب الله مسؤولية حادث مجدل شمس، وحذّرت من “تداعيات غير متوقعة لأي مغامرات جديدة من الكيان الصهيوني تجاه لبنان بذريعة حادث مجدل شمس”، معتبرة أنّ “أي خطوة حمقاء من جانب الكيان الصهيوني يمكن أن تؤدي الى توسيع رقعة الأزمة والحرب في المنطقة”.