رغم تراجع القدرة الشرائية للمواطن اللبناني بشكل عام بعد الأزمة المالية، الّا انّ غالباً ما تبدو مظاهر الترف طاغية في الكثير من المناسبات والاحتفالات ومن خلال شراء السيارات الفخمة والحجوزات المكتملة للسفر الخارجي والحفلات والمطاعم. فمن أين له هذا؟ وما مصدر دخله؟
في السياق، أشارت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية”،الى انّ دولرة رواتب القطاع العام شكّلت عامل استقرار مادي للموظفين، علماً انّ رواتبهم زادت بنسبة تتراوح ما بين 30 الى 35%، أما العاملون في القطاع الخاص، فإنّ غالبيتهم يتقاضون رواتبهم بالدولار او بشكل جزئي، أو هم موظفو أمم متحدة وهؤلاء يُعدّون بالآلاف، او موظفو جمعيات اهلية ومدنية وngo… وهؤلاء يتقاضون رواتبهم بالدولار، ناهيك عن الأسر التي تردها الأموال من ذويها في الخارج، ويمكن ان يكون في الأسرة نفسها من يعمل في مؤسسات ngo، ومن يتلقّى راتباً بالدولار، وفي الوقت نفسه يتلقى مساعدة خارجية، من دون ان ننسى بعض الملايين التي أُعطيت للاساتذة وموظفي الادارة العامة، ناهيك عن المساعدات الدولارية التي يتلقّاها الجيش شهرياً…
ولفتت المصادر الى انّه إذا اعتبرنا انّ إنفاق الغني هو 157 مليون ليرة شهرياً اي نحو 1500 دولار للفرد، فهذا يعني انّ الأسرة المكونة من ثلاثة افراد قد يصل دخلها الى 4500 دولارشهرياً او حتى 5000 دولار شهرياً. وفي عملية حسابية صغيرة، فإنّ دخل الفرد في لبنان يصل الى 18 الف دولار سنوياً، وهو يعدّ من الأعلى في العالم نسبة إلى متوسطي الدخل او الاقل دخلاً، لأنّه وفق الامم المتحدة، فإنّ دخل الفرد المتوسط يتراوح ما بين 7 و 8 آلاف دولار إلى ما بين 12 و 13 الف دولار للفرد سنوياً. وللمقارنة، فقد سجّل متوسط دخل الفرد في لبنان نحو 10 آلاف دولار سنوياً ما بين الاعوام 2011 و 2015.
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت القوة الشرائية بالدولار لا تزال نفسها مثل ما قبل الأزمة ام ارتفعت؟ تقول المصادر: “إنّ القوة الشرائية بالدولار ارتفعت بحدّة بعد الازمة خصوصاً في العامين 2021 و 2022، لكن عندما تقّدمت زيادات الاسعار بالليرة وفق مؤشر الاسعار، وعندما تمّت دولرة الاسعار، بدأت القوة الشرائية تتراجع، حتى وصلنا اليوم لنكون اقرب الى دولار موازٍ لدولار ما قبل العام 2019”.
إلى ذلك، قدّرت الدراسة معدّل الفقر بين اللبنانيين في عكار 62%، يليها الشمال (52%)، والبقاع (26%)، وجبل لبنان (14%)، وبيروت (2%).