كتبت “الأخبار”: مع نجاة الرئيس السابق دونالد ترامب من محاولة اغتيال وانسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي، بدأ العالم ينظر إلى ترامب على أنه الرئيس المقبل للولايات المتحدة، وتزداد الخشية في بيروت التي بدأت القوى فيها تستذكر “العنف السياسي” الذي تعامل به ترامب مع لبنان خلال ولايته الرئاسية التي لا يتذكّر منها اللبنانيون سوى بأنها “فترة الحصار والعقوبات عليه وبداية انهياره وتدمير عهد الرئيس ميشال عون”. وبما أن المؤشرات حتى الآن توحي بفوز ترامب، فقد بدأ ذلك يرخي بظلاله على المشهد الداخلي المشغول بأسئلة عدة، ربطاً بالتطورات أهمها: كيف سيتعامل ترامب مع الساحة اللبنانية على المستويين السياسي والأمني؟ ومن هو الفريق الذي سيتولى الملف اللبناني؟ ما هو مصير عاموس هوكشتاين ومن سيكون خلفه؟
ويبرز هنا اسم المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا في عهد ترامب، جويل رايبرن الذي كانَ من أبرز المُنظّرين لفكرة خنق النظام في سوريا وفرط الدولة، ويجري التداول حالياً باسمه من بين عدد من الشخصيات المرشّحة لخلافة هوكشتين. ومعروف عن الرجل عداؤه الشديد لإيران وحزب الله. كذلك عادَ اسم ديفيد شينكر “مشغّل” الفريق “السيادي” في لبنان وبعض “التغييريين”، الذين بدأوا يروّجون لعودته ومستبشرين “خيراً” باعتبار أن هذه العودة ستكون لصالحهم.
وإذا كانَ من المبكر التيقّن بمن سيخلف هوكشتاين، فإن مصادر بارزة قالت إن “استبدال هوكشتاين هو السيناريو الأكثر رواجاً باعتباره كانَ مبعوثاً شخصياً للرئيس بايدن”، مستبعدة عودة شينكر مع التأكيد على أنه “بمعزل عن الاسم فإن جميع الشخصيات التي كانت محيطة بترامب، والتي يُحتمل أن تعود معه، معروفة بكرهها الشديد لإيران وحلفائها”، لذا فإن المسألة “ليست مرتبطة بأسماء الأشخاص بقدر ما هي مرتبطة بالسياسة العامة لهذا الفريق تجاه لبنان”.
ومع احتمال فوز ترامب تتقدّم فرضية الأسوأ والأمرّ واحتمال انتقال المواجهات الحالية في الجنوب إلى حرب أكبر، كون فريق الديمقراطيين في أميركا كانَ حريصاً على عدم حصول ذلك ربطاً بحسابات تتحكّم بها الانتخابات الرئاسية، فضلاً عن أن هوكشتاين كانت له حساباته الخاصة في الملف اللبناني وتتصل برغبته باستكمال ما يعتبره “إنجازاً” له. أما في حال وصول ترامب فإن سيناريو “الخنق السياسي والاقتصادي” وتوتير البلد أمنياً هو ما تتوقّعه أغلبية القوى السياسية، وجزء منها يراهن عليه متوهّماً أن ذلك سيضعف حزب الله، علماً أن التطورات في المنطقة منذ خروج ترامب من البيت الأبيض قد لا تتيح له ولإدارته استكمال السياسات التي بدآها سابقاً، ويمكن أن تقوّض رمالها المتحركة مشاريعهما التدميرية.