قلّلت مصادر سياسية في فريق المقاومة لصحيفة “البناء” من أهمية التهديدات الاسرائيلية لكون حكومة الاحتلال وإن كانت تحمل نيات مبيتة وظروفاً موضوعية ودافعة للعدوان على لبنان، لكنها لا تستطيع من دون ضوء أخضر أميركي لكون القرار بالحرب على لبنان هو بيد الولايات المتحدة بالدرجة الأولى. وفي الدرجة الثانية يتعلق بالقدرة العسكرية الإسرائيلية بعد 3 أشهر ونصف من حرب الاستنزاف في غزة، وبالدرجة الثالثة أن “إسرائيل” لا تضمن الانتصار في الحرب في ظل قوة حزب الله الذي يستطيع افشال اهداف اي عدوان وتكبيد العدو خسائر فادحة قد لا يستطيع تحمّلها في ظل حالة الانهاك والاستنزاف الذي يعيشها حالياً.
وأوضح خبراء عسكريون لـ “البناء” أن سحب ألوية من النخبة في الجيش الاسرائيلي من غزة ونقلها الى لبنان والإعلان عن ذلك لا يعد مؤشراً على اقتراب “اسرائيل” من شن عدوان كبير على لبنان، مع الإشارة الى ان اضافة بعض الألوية على المئة ألف جندي وضابط الموجودة على طول الحدود لا يغير في المعادلة، لأن الحرب لا تقاس فقط بعدد الجنود وخاصة مع جيش كالجيش الإسرائيلي لا يقاتل بروح معنوية كبيرة كالتي يقاتل بها حزب الله أو حركة حماس. والدليل وفق الخبراء ان ألوية النخبة لم تغير المعادلة في غزة بل تكبّدت الخسائر وهزمت وها هي تنسحب تدريجياً من غزة. فكيف ستغير المعادلة في جنوب لبنان مع حزب الله؟ ولفت الخبراء الى ان حزب الله أعدّ للحرب الطويلة والكبيرة ولديه بنك أهداف واسع في كل “اسرائيل” ويستطيع الوصول الى أهداف حيوية وحساسة بالصواريخ الدقيقة التي يمتلك الآلاف منها. واستبعد الخبراء تحرك الجيش الاسرائيلي في عملية برية على الجنوب لأنه سيتكبد خسائر فادحة ستكون ضربة قاسية قد تدمّر الجيش الاسرائيلي بعد تعرضه لضربات كبيرة في ٧ تشرين وجولات القتال بعده.
لكن الخبراء يتخوفون من التصعيد الأخير في المنطقة لا سيما قصف المقاومة العراقية للقواعد الاميركية على الحدود السورية الأردنية والتهديدات الأميركية برد فعل قوي على إيران وحلفائها، الأمر الذي قد يستدرج ردود فعل متقابلة وتصعيداً إضافياً يأخذ الأمور الى حرب اقليمية تدخل فيها إيران وبطبيعة الحال حزب الله.