هذا ما جاء في التقرير الشهري لجمعية مصارف لبنان

الثلاثاء ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٤

هذا ما جاء في التقرير الشهري لجمعية مصارف لبنان

شهد القطاع المصرفي اللبناني في الآونة الأخيرة تطورات جديدة مع إدراج لبنان ضمن “اللائحة الرمادية” لمجموعة العمل المالي (FATF). رغم هذا الإدراج، أكد القطاع المصرفي اللبناني مرارًا التزامه بتطبيق جميع المعايير والأنظمة التي تفرضها FATF، وبالتالي، لا تتوقع المصارف أي تأثيرات مباشرة تهدد علاقاتها مع المصارف المراسلة الدولية. غير أن بعض التأثيرات غير المباشرة قد تبرز على المدى الطويل، وتتطلب تخطيطًا واستجابة ملائمة للتعامل معها بشكل فعّال.

أولاً: التزام المصارف اللبنانية بمعايير FATF
منذ سنوات، اتخذت المصارف اللبنانية خطوات جادة للامتثال للمعايير الدولية في مكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب ولوائح العقوبات الدولية، وذلك في إطار سياساتها للتعاون مع المؤسسات المالية الدولية. يشمل هذا الامتثال تبنّي الأنظمة الحديثة، وتطبيق السياسات الصارمة التي تفرض الرقابة والمتابعة على كافة العمليات المالية، بالإضافة إلى تدريب الموظفين في هذا المجال. وأكدت المصارف اللبنانية التزامها المستمر بتحديث وتطوير أنظمتها تماشياً مع تطور متطلبات FATF، وهذا يشمل اعتماد أحدث التقنيات لتسهيل عملية الالتزام التلقائي وتعزيز الشفافية.

ثانيًا: المحافظة على العلاقات مع المصارف المراسلة الدولية
بفضل تطبيقها للمعايير الدولية، نجحت المصارف اللبنانية في الحفاظ على علاقاتها الوثيقة مع المصارف المراسلة الأجنبية، والتي تعتبر شريانًا حيويًا لربط السوق اللبناني بالاقتصاد العالمي. هذه العلاقات هي نتيجة عقود من التعاون المستمر والالتزام الثابت بالقواعد والتشريعات الدولية. بالتالي، من غير المتوقع أن يكون لإدراج لبنان على “اللائحة الرمادية” تأثيراً مباشراً على هذه العلاقات، حيث تعي المصارف المراسلة مدى التزام المصارف اللبنانية بالإجراءات الوقائية المطلوبة. وقد أظهرت الاتصالات معها بأنها لا ترى أي مبرر لإنهاء التعاون مع القطاع المصرفي اللبناني أو الحدّ منه.

ثالثًا: تأثيرات اللائحة الرمادية: تأثيرات غير مباشرة على القطاع المصرفي
في حين أن إدراج لبنان على اللائحة الرمادية لا يشكل تهديدًا مباشرًا للقطاع المصرفي، إلا أن هناك تأثيرات غير مباشرة قد تظهر تدريجيًا، والتي قد تفرض بعض التحديات التي يتعين التعامل معها بعناية. يمكن تلخيص هذه التأثيرات كالتالي:

1- تزايد التدقيق من قبل المصارف المراسلة
قد يؤدي إدراج لبنان على اللائحة الرمادية إلى تزايد التدقيق من قبل بعض المصارف المراسلة في العمليات التي تقوم بها المصارف اللبنانية، وذلك للتأكد من عدم وجود أية مخالفات تتعلق بتبييض الأموال أو تمويل الإرهاب. هذا التدقيق الإضافي قد يزيد من الوقت الذي تحتاجه المصارف لإتمام بعض العمليات المالية، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على التكلفة التشغيلية ويتطلب جهداً متزايداً من قبل المصارف للحفاظ على سرعة وجودة خدماتها.

2- تراجع في جاذبية الاستثمار الأجنبي
قد يشكل إدراج لبنان ضمن اللائحة الرمادية عاملاً سلبياً لبعض المستثمرين الأجانب الذين يتطلعون للاستثمار في البلاد، إذ قد يُنظر إلى الإدراج على اللائحة الرمادية على أنه مؤشّر على وجود مخاطر إضافية. وقد يُحجم بعض المستثمرين الدوليين عن الاستثمار في السوق اللبناني، مما قد يضع مزيدًا من الضغوط لجهة إقناع المساهمين الأجانب في المصارف اللبنانية بالمشاركة في إعادة رسملتها في حال الحاجة إلى ذلك.

3- تأثيرات محتملة على التسهيلات المالية الدولية
على الرغم من عدم وجود تهديد مباشر للعلاقات مع المصارف المراسلة، إلا أن بعض المؤسسات المالية الدولية قد تنظر إلى إدراج لبنان على اللائحة الرمادية كتحدٍ إضافي، مما قد يؤدي إلى تغيير في الشروط أو الحد من بعض التسهيلات المالية الممنوحة. قد يشمل هذا التشديد في شروط الإقراض، أو فرض بعض الرسوم الإضافية على التحويلات الدولية، أو حتى إعادة تقييم المخاطر المالية المرتبطة بلبنان.

4- تأثيرات على تصنيف الائتمان الدولي
قد يتسبب إدراج لبنان على اللائحة الرمادية في مزيد من التأثير السلبي على تصنيفه الائتماني لدى المؤسسات المالية العالمية. مزيد من التصنيف الائتماني السلبي قد يجعل من الصعب على لبنان، سواءً كدولة أو كشركات، الحصول على قروض دولية بتكاليف معقولة. ومع أن هذه التداعيات قد لا تكون ملموسة فورًا، فإنها قد تشكل عقبة على المدى الطويل في حال عدم استجابة لبنان لمتطلبات شطب اسمه عن اللائحة الرمادية.

رابعًا: قدرة القطاع المصرفي اللبناني على مواجهة التحديات
رغم ما سبق، لا تزال المصارف اللبنانية واثقة من قدرتها على التعامل مع أي تأثيرات غير مباشرة قد تنشأ عن إدراج لبنان على اللائحة الرمادية. فقد أثبت القطاع المصرفي اللبناني قدرته على التكيف مع التحديات المختلفة منذ بداية الأزمة النظامية في لبنان، خاصة مع حرصه على تعزيز الشفافية، والمحافظة على الكفاءة التشغيلية، والالتزام بالتوجيهات الدولية.
ومن أجل تقليل التأثيرات غير المباشرة، تعمل المصارف اللبنانية حاليًا على تعزيز علاقتها مع الهيئات التنظيمية الدولية وزيادة التعاون مع المؤسسات المالية المراسلة. كما تسعى إلى إظهار شفافية إضافية في جميع عملياتها، وتطبيق أنظمة رقابة داخلية أكثر فعالية لضمان الالتزام التام بمعايير FATF.

في الخلاصة:
إن إدراج لبنان على اللائحة الرمادية لمجموعة العمل المالي FATF يفرض تحديات جديدة على القطاع المصرفي، ولكنه ليس تهديدًا مباشرًا لعملياته أو استمراريته. وبتطبيق المزيد من السياسات الوقائية، وتعزيز الشفافية، واستمرار التعاون مع المؤسسات الدولية، يمكن للمصارف اللبنانية احتواء أي تداعيات غير مباشرة والتكيف مع هذا الوضع الجديد بشكل جيد. هذا التأقلم سوف يؤكد على قدرة القطاع المصرفي على متابعة الصمود والتفاعل الإيجابي مع التحديات المختلفة التي يواجهها.

 

*بقلم الأمين العام لجمعية مصارف لبنان الدكتور فادي خلف

شارك الخبر

مباشر مباشر

08:44 am

دعوات لإيقاف حكمة برازيلية عن التحكيم.. والسبب؟!

08:41 am

هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي: حماس تطالب بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المحاور داخل قطاع غزة

08:40 am

زعيم المعارضة الإسرائيلية: من أجل المقاتلين وعائلاتهم والرهائن و”إسرائيل” يجب إنهاء هذه الحرب

08:38 am

3 ملاحظات إضافية حول الحادثة في بيت حانون التي قُتل فيها 5 جنود اسرائيليين

08:34 am

رسميًا.. برشلونة يحسم مستقبل حارس مرماه

08:30 am

لماذا ألغيت مباراة تحديد المركز الثالث في كأس العالم للأندية 2025؟

08:24 am

هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين: ترامب قد يلتقي نتنياهو مجدداً هذا الأسبوع إذا لزم الأمر

08:23 am

“نيكي” الياباني يرتفع مدعوماً بضعف الين

08:20 am

الذهب يستقر

08:15 am

تراجع أسعار النفط

08:13 am

“يديعوت أحرونوت”: رئيس “الدولة” “إسحاق هرتسوغ” علّق على الكارثة التي حصلت في بيت حانون قائلاً: هذا نبأ مؤلم

08:10 am

هاري وميغان يُقلّصان فريقهما مجددًا..

08:06 am

نتنياهو يتحدث عن قناة اتصال مع الشرع

08:03 am

أستراليا: أسد يهاجم إمرأة في حديقة للحيوان بولاية كوينز لاند

07:57 am

ما الذي يجب أن تعرفه عن فوائد ومخاطر “حمية مادونا” الغذائية؟

07:56 am

على أنقاض رفح.. خطة لكاتس لإقامة مخيم يؤوي 600 ألف فلسطيني

07:53 am

40 بالمئة من مواقع التراث المهددة موجودة في الشرق الأوسط

07:49 am

تحذير من انبعاثات بلازما شمسية كبيرة قد تؤثر على الأرض

07:47 am

“أمبري”: أرصفة خرسانية بميناء الحديدة اليمني تضررت جراء غارات إسرائيلية

07:45 am

“بلومبرغ”: الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض رسوم على السلع الأميركية

07:44 am

نتنياهو يعلّق على إمكانية قيام دولة فلسطينية.. ويحدد شرطاً

07:40 am

أميركا.. حصيلة ضحايا فيضانات تكساس تتخطى المئة قتيل

07:38 am

حرائق اللاذقية تلتهم الأخضر واليابس.. والأمم المتحدة تتدخل

07:33 am

نتنياهو يسلّم ترامب رسالة ترشيحه لجائزة “نوبل” للسلام

07:29 am

العدو يرتكب مجزرتين في البريج وخان يونس تستهدفان نازحين

07:24 am

الصيف لم ينتهِ واقتراح بتمديده تعويضاً عن خسائر الحرب

07:12 am

واشنطن تفتح “مساراً دبلوماسياً” لإعادة صياغة اتفاق وقف النار بين لبنان و”إسرائيل”

07:08 am

ماذا يعني نزع سلاح حزب الله؟ (نبيه البرجي – الديار)

07:02 am

لبنان ينجح “بشراء الوقت”.. ليونة أميركيّة ولا ضمانات

06:58 am

8 جرحى في 8 حوادث سير خلال 24 ساعة

06:55 am

ردّ لبناني “موزون” وليونة أميركية.. الكلمة للدبلوماسية مجدداً

06:54 am

مسار المفاوضات لن يكون على “البارد” بل على الحامي!

06:50 am

زيارة دريان إلى دمشق نقطة انطلاق لعلاقات سويّة بين البلدين (زياد سامي عيتاني – اللواء)

06:47 am

نافذة جديدة فتحت في الحوار بين لبنان والادارة الاميركية؟

06:44 am

اشارات متعددة ارسلتها زيارة المبعوث الأميركي.. ما هي؟

06:40 am

ماذا بعد تسلُّم برّاك الردّ اللبناني على ورقة المقترحات الاميركية؟

06:32 am

مسار تفاوضي جديد بعد تسليم “الردّ الرئاسي”..

06:25 am

سياسة ارتجالية لضبط سعر الصرف والتضخّم: مصرف لبنان «يعقّم» النقد (ماهر سلامة – الأخبار)

06:23 am

البنتاغون: ترامب يوجه بإرسال أسلحة دفاعية إضافية إلى أوكرانيا

06:17 am

كاتبة عدل باعت أراضي من دون علم أصحابها!