تشير أوساط سياسية لصحيفة «البناء» أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين يحمل مقترحات تفصيلية لحل النزاع على الحدود بين لبنان و»إسرائيل» وناقشها مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب خلال لقائهما في روما منذ أيام، بهدف نزع فتيل التوتر وضبط الحدود ومنع امتداد العمليات العسكرية الى حرب واسعة قد تكون مدمرة. ولفتت الأوساط الى أن الأميركيين يسعون بشكل جدّي الى لجم حكومة الحرب في «إسرائيل» ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشكل خاص، ويضغطون أيضاً على الحكومة اللبنانية للطلب من حزب الله وقف العمليات الهجومية ضد «إسرائيل» والابتعاد عن الحدود بضعة كيلومترات لنزع الذريعة من نتنياهو بشن عدوان كبير على الجنوب. مع الإشارة الى أن صحيفة «واشنطن بوست» نقلت عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم أن «خطر شن «إسرائيل» هجوماً على حزب الله لم يختفِ أبداً».
لكن مصادر في فريق المقاومة لفتت لـ«البناء» الى أن «الوضع في الجنوب بلغ مرحلة الخطر والأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات وقيادة المقاومة تأخذ في الحسبان أسوأ الخيارات والمقاومة في كافة تشكيلاتها ومستوياتها على أهبة الاستعداد على امتداد الجبهة لصد أي عدوان اسرائيليّ واسع على لبنان ولو أنها تستبعد قيام العدو بهذه الحماقة لأسباب عدة تتعلق بتشظي جبهته السياسية والمجتمعية والاقتصادية وتمزق جيشه في ميدان غزة واستنزاف قواه بفعل تعدّد جبهات المقاومة المنخرطة في الحرب، وأسباب أخرى تتعلّق بالحسابات الأميركية الانتخابية والمصالح في المنطقة وضغط الرأي العام الأميركي والغربي على حكوماته»، ولذلك تضع المصادر «رسائل التهديد الأميركية الأوروبية اليومية في إطار الحرب النفسية لتحصيل مكاسب عسكرية وأمنية وسياسية لـ«إسرائيل» بالطرق الدبلوماسية لم تستطع تحقيقها في الحرب العسكرية، وهذا ينطبق على زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى المنطقة للضغط على دولها وحركات المقاومة فيها لانتزاع مكاسب لـ«إسرائيل» تكون مخرجاً لانتهاء الحرب بما يحفظ هيبة الكيان وقوة ردعه وضمانات لأمنه على حساب حقوق الشعب الفلسطيني».
لكن المصادر لا تلغي احتمال انزلاق الوضع الى حرب كبيرة بحال أخطأت «إسرائيل» بالحسابات وأقدمت على المزيد من الاغتيالات لقيادات في المقاومة ما يدفع المقاومة للردّ بضرب أهداف أمنية واستراتيجية حساسة في قلب «تل أبيب» لا تستطيع تحملها فتبادر باستهداف المدنيين في لبنان ونذهب الى مستويات أعلى من الحرب.
ولفتت جهات مطلعة على الوضع الميداني لـ«البناء» إلى أن الحساب المفتوح مع الكيان الإسرائيلي لم يقفل وهناك دفعات جديدة من الردّ على اغتيال الشيخ صالح العاروري وضرب الضاحية الجنوبية واغتيال القائد في المقاومة وسام الطويل. مشدّدة على أن الاحتلال يعيش أسوأ أيامه في شمال فلسطين المحتلة حيث تسود حالة من الرعب والإرباك والاستنفار في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين الذين لا يزالون في بعض المستعمرات بانتظار رد المقاومة».