فتحت زيارة الموفد الأميركي توم برّاك إلى لبنان “نافذة الدبلوماسية” بعد أجواء متوترة سادت قبيل وصوله إلى بيروت لتسلم الرد اللبناني الرسمي على ورقة أميركية من ثلاث نقاط، أبرزها سياق يؤدي إلى نزع سلاح حزب الله، سبقه تصعيد إسرائيلي ميداني أوحى بأن لبنان أمام فرصة الموافقة عليها أو مواجهة المزيد من التصعيد.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ”الشرق الأوسط” إن برّاك الذي أشاد في تصريحاته بـ”الرد اللبناني المدروس” سيعمد إلى دراسة متأنية للرد اللبناني، ويرسل ملاحظاته بدوره عبر السفارة الأميركية في بيروت خلال أيام، على أن يعود إلى بيروت خلال أسبوعين إذا ما سارت الأمور كما هو مرسوم لها. وتبين أن الرد اللبناني أتى باسم رئيس الجمهورية ورئيسَي البرلمان نبيه بري والحكومة نواف سلام، خالياً من موقف حزب الله الذي لم يصل إلى لجنة الصياغة التي ألفها رئيس الجمهورية وتضم ممثلين عنه وعن بري وسلام. غير أن اللافت أن بري قدم لاحقاً ملاحظات منفصلة باسم “الثنائي الشيعي”؛ أي “أمل” التي يرأسها وحزب الله. وقالت مصادر بري لـ”الشرق الأوسط” إن رئيس البرلمان شدد على “تثبيت وقف إطلاق النار وضمان التزام إسرائيل به قبل أي شيء آخر”.
كما كان لافتاً في تصريحات الموفد الأميركي قوله إن اتفاق تشرين الثاني الذي أوقف إطلاق النار لم يكن فيه “ضامن أميركي”، متحدثاً عن فشل في آلياته، وعمل على “سد الثغرات فيه”، وهو ما أكده لاحقاً رئيس الحكومة اللبنانية الذي قال إن الموفد الأميركي حمل معه “ترتيبات لوقف الأعمال العدائية”.