إنعقدت اليوم ورشة عمل بدعوة من وزارة البيئة ومؤسسة “هانز زايدل” الالمانية في فندق راديسون بلو في فردان تحت عنوان “أية كوارث مناخية بعد قمة شرم الشيخ؟”، تحدث في جلستها الافتتاحية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال ناصر ياسين ومنسّق الورشة الصحافي البيئي حبيب معلوف وممثل مؤسسة هانز زايدل أنطوان غريّب وشارك فيها وفد من منظمة “الاسكوا” ضمّ مسؤول الموارد المائية وتغيّر المناخ طارق صادق والباحثة في سياسات تغيّر المناخ آية ابراهيم، رئيس حزب الخضر فادي ابي علام وعدد من المختصين والخبراء البيئيين ورؤساء بلديات ومهتمون بالشأن البيئي.
وذكّر وزير البيئة ناصر ياسينفي كلمته “كيف استبقت وزارة البيئة موضوع الحرائق وفكّرت بالوقاية باكراً”، وقال: “يجب التركيز قبل قمة المناخ على موضوع التكيّف وهناك ثلاثة محاور اساسية لتكون جزءاً من المناقشات اليوم وفي الاسابيع المقبلة ونحن في طريقنا إلى مؤتمر المناخ في دبي في الخريف، وهذه المحاور هي: التكيّف، التمويل وخلق رأي عام”.
وقال: “أولاً في موضوع التكيّف يجب أن نطوّر عملنا في 7 اتجاهات:
1- تعميق الربط بين المياه والطاقة والغذاء وضرورة حماية النُظم البيئية، وأستطرد أن وضع خطة للقمح لن يكفي اذا استمر النظام البيئي المرتبط بالانتاج الزراعي في تدهور واستمر التلوث في نهر الليطاني.
2- ادارة للغابات والمحميات والتنوع البيولوجي وما تتضمن الادارة من جوانب متعددة من فريق بشري وأنظمة، وقد تجنبنا كوارث العام الماضي من ناحية حرائق الغابات نتيجة جهد كبير على الارض مع مجموعات مدنية وجمعيات بيئية والدفاع المدني، والمستغرب أن لا ادارة للغابات في لبنان فيما المحميات الطبيعية لديها لجان وادارة، وعلينا أن نحمي غاباتنا ونزرع أكثر لنستوعب الكربون وهذا اساس تعاون حالياً وعمل مع البنك الدولي.
3- تحضير البنية التحتية للتغير المناخي وأحوال الطقس المتطرفة وهي متهالكة وخصوصاً في المدن الساحلية حيث تتركز الكثافة السكنية في بيروت وطرابلس وصيدا وصور ثم جونية وجبيل وغيرها. واللافت أنه لم يُستثمر بشكل جدي في البنى التحتية منذ عام 1998 وما رأيناه في جونية اخيراً خير مثال لما يمكن أن نراه في السنوات المقبلة.مع من يريد
4- بناء جهوزية النظام الصحي بكافة أقسامه لتداعيات التغير المناخي بدءاً من الوقاية والصحة الاولية حتى العلاج وقد تعلّمنا من تجربة “كورونا” لجهة الوقاية والرعاية الاولية.
5- وقف تدهور الاراضي الحاصل منذ عقود ومثلاً شركات الترابة عمرها من عمر لبنان، والانتقال إلى ادارة مستدامة للاراضي بدءاً من فوق من حماية قمم الجبال حتى مصبّات الانهر، ونواجه في هذا المجال شبكات مصالح هائلة مع من يريد بناء فيلا أو قصر على رأس الجبل بعد استمكلاك رؤوس الجبال عن غير حق.
6- بناء قدراتنا وجهوزيتنا للكوارث البيئية والتي ستزداد وتيرة وقوة في الاعوام المقبلة، لدينا هيئة ادارة الكوارث في رئاسة مجلس الوزراء تتمثل فيها الوزارات وهذا عمل ممتاز إنما علينا العمل أكثر وهنا بدأنا حواراً مع الجيش لتعزيز هذه القدرات لأن دور الجيش اساسي.
7- بناء المؤسسات الوطنية للرصد والمتابعة والنشر وخصوصاً بالتعاون بين الوزارات والجمعيات البيئية والجامعات والحركة البيئية”.
واضاف وزير البيئة: “ثانياً في موضوع التمويل نحن أكثر جاهزية للاستفادة من التمويل المناخي وفرص الصندوق الاخضر للمناخ، ولكن مازالنا في بداية الطريق. وقد وضعنا أولويات للسنوات المقبلة المرتبطة بالنقاط السبعة تتعلق بأحواض الانهار وقلنا إن اي مشروع لتحسين الواقع البيئي يجب أن يركّز على الاحواض المائية وادارتها بطريقة أفضل.
ثالثاً: في موضوع خلق رأي عام، هناك بعض الامور الايجابية من ناحية زيادة معلومات الناس حول التغيّر المناخي ولكن ينقصنا الكثير. وقد أضفنا بالامس مادة التعليم الاخضر واساسه تطوير المناهج لتشمل قضايا التغير المناخي، وهذه خطوة جيدة في مسار طويل”.
بعد ذلك، إنعقدت جلسات تناول الحصيلة الحقيقية لقمة شرم الشيخ وفجوة الانبعاثات واقتصاد المناخ بعد الكوارث، على أن تُختتم ورشة العمل يوم غد الخميس بإعلان التوصيات.