جنان جوان أبي راشد – خاص “المدى”
ملف تهريب وتخزين الدواء تابع… وصفاتُ أدوية السرطان المدعومة في مرمى التزوير من أجل تحقيق أرباحٍ ولو على حساب صحّة المرضى.
عمليات الاحتيال بلغت أقصى الحدود في لبنان، فكشَفَ عددٌ من الصيادلة في الايام القليلة الماضية عن وجود وصفات طبية موحّدة مزوّرة باسم أطباء لبنانيين، يتمّ التداول بها لشراء أدوية السرطان الباهظة الثمن والمدعومة من مصرف لبنان على دولار 1500 ليرة، بهدف تهريبها الى الخارج أو تخزينها والمتاجرة بها في وقت لاحق.
نقيب الاطباء شرف أبو شرف أعلن أن عدداً من الاطباء تفاجأ بعد مراجعته من عدد من الصيادلة عن تداول هكذا وصفات ممهورة بأختامِهم وإمضائهم وتحمِلُ أسماءَ مرضى مجهولين، في حين يتمّ من جهة ثانية عرضُ مبالغ ماليّة على البعض الآخر من الاطباء مقابل وصفات لمرضى سرطان غير معروفين من قبلهم، وأحيانا من خارج لبنان، وبحجج مختلفة.
وأوضح أبو شرف ل “المدى” أن دواء واحداً من أدوية الامراض السرطانية قد يصل سعره الى 5000 دولار أميركي، موضحاً أن الوصفات الطبية المستخدمة حالياً سهلة التزوير لأنه لم يتمّ اعتماد barcode لها كما كنّا قد طلبنا سابقاً من وزارة الصحة عند طباعتها كما قال نقيب الاطباء.
ولفت أبو شرف الى أن العملَ جارٍ للاعداد لمناقصة جديدة لطباعة نسخات من وصفة طبية موحّدة جديدة بدعم من مصرف لبنان وستصدر خلال 3 أسابيع، لكنّ شكلها سيكون أصغر، نظراً الى ارتفاع سعر الورق والطباعة ولعدم تكبيد أكلافها للأطباء أو المرضى، مطالباً مجدداً بضرورة احتوائها على barcode لتفادي تزويرها، وداعياً الى التعاون بين الاطراف المعنية من وزارة صحة ونقابتَي الاطباء والصيادلة لمراقبة تطبيق هذه الوصفة الطبية الموحّدة الجديدة، معلناً أنه في حال الاستمرار في تزوير الوصفات لأدوية السرطان الباهظة الثمن والمدعومة سيكبّد الدولة خسائر كبيرة جداً تصل الى ملايين الدولارات.
وأشار الى تجاوب نقيب الصيادلة غسان الأمين الذي أوعز الى الصيادلة بضرورة الاتصال بالأطباء الموجودة أسماؤهم على الوصفات الطبية الحالية للتأكد من صحّتها ومن هوية المرضى الذين يجب أن يستفيدوا منها.