خاص المدى جنان جوان أبي راشد
لحوم الأبقار بالاسعار المدعومة باتت نادرة في لبنان خلال الفترة الاخيرة وخصوصاً خلال شهر رمضان المبارك. وقد ضاعت المسؤولية بين وزارة الاقتصاد وتجار المواشي والمسالخ واللّحامين، وأسعار الخضار نار أيضا خلال شهر الشهر الفضيل.
يقول بعض اللّحامين إن هناك سعراً مدعوماً للّحوم الحمراء وسعراً نصف مدعوم وسعراً غير مدعوم. مصطلحات نسمعها يومياً مع استمرار أزمتَي الدولار ودعم المواد الغذائية.
وفي صور مثلا فُقدت لحوم الابقار من الأسواق خلال الساعات الماضية، وتطلّب الامرُ اتصالات سياسية لتأمينها عبر اعادة العمل بمسلخ المدينة!
اسباب ارتفاع سعر لحم الأبقار والمعالجات
تفيد المعلومات ل “المدى” بأن هناك نقصاً وتأخيراً في استيراد اللحوم حالياً تزامناً مع زيادة في الطلب عليها خلال شهر رمضان المبارك، في حين سُجل خللٌ كبير في آلية الاستيراد المتبعة والمتفق عليها بين وزارة الاقتصاد وتجار المواشي ما ادى الى بيع كميات من اللحوم بأسعار غير مدعومة وفي السوق السوداء.
وبحسب المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابو حيدر فإن هناك جشعاً لدى “البعض” في ما يتعلق ببيع “كل السلع المدعومة.”
وتحدث ابو حيدر ل”المدى” عن عدم تطبيق تجار المواشي واللّحامين آلية الدعم المعتمدة حالياً، مشيراً الى آلية جديدة اتفق عليها أخيراً بين وزير الاقتصاد راوول نعمة ومستوردي المواشي والذين يقومون بالذبح في المسالخ (المعَيّشين)، آملا أن يتمّ اتباعها ابتداء من يوم غد الاثنين.
ويعلن ابو حيدر ان العمل جار حالياً لتنظيم عملية الاستيراد الجديدة وانجاحها، موضحاً أن الكميات التي ستُسلَّم ستكون محدودة للّحامين الذين عليهم البيع مباشرة الى المستهلكين والالتزام بالسعر المدعوم الذي تحدّده وزارة الاقتصاد على أن لا يتجاوز ال 45 ألف ليرة لكيلو لحم الأبقار.
وأعلن أن لا آلية حالياً لاستيراد لحم الغنم فكل الشحنات الواصلة الى لبنان حالياً هي من لحوم الابقار التي هي أولية في الوقت الراهن، في حين أن لحم الغنم يصنّف على أنه “luxe” نوعاً ما في هذه الظروف لكنه موجود في الاسواق.
وألمح المدير العام لوزارة الاقتصاد بأن تربية المواشي للتجارة والذبح في الداخل معدومة تقريباً، وبالتالي فإن بيع اللحوم بأسعار تفوق السعر المدعوم هو تحايل على المستهلك، وقال: “كل لحوم المواشي التي تُباع لدى اللّحامين في البلد يفترض أن تكون مدعومة لأن كل المواشي مستوردة ولم نلحظ بيعاً للمواشي للذبح من داخل لبنان الى اللّحامين”.
اما عن الآلية الجديدة، فهي تنصّ على أن على المستورد أن يسلّم اللحامين المواشي مذبوحة وليست حيّة وبالسعر المدعوم، لتفادي أن تتمّ المتاجرة بجزء من المواشي في السوق السوداء بعد بيع قسم منها فقط للمستهلك بالسعر المدعوم، على غرار ما كان يحصل في الفترة السابقة.
أسعار الخضار نار!
أما عن أسعار الخضار فهي نار أيضا خلال شهر رمضان المبارك، ما هي الاسباب؟
المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابو حيدر يؤكد ل”المدى” أن هناك جشعاً لدى تجار الخضار بالمفرق ولدى التجار في محال السوبرماركت، موضحاً أن أسواق الجملة هي تحت اشراف وزارة الزراعة. ويشير الى ما وصفها بالسلسلة كي تصل الخضار من المزارع الى المستهلك، لافتاً الى أن عدم توفّر الدعم بالكامل للاسمدة والادوية الزراعية والشتول لكل المزارعين يؤدي ايضا الى ارتفاع كبير في اسعار الخضار، ولكن ليس الى الحدّ الذي وصلت اليه الاسعار في الايام القليلة الماضية فقد كانت عشوائية، معتبراً أن هامش الربح في بعض محال الخضار غير مقبول، وقد تم تسطير العديد من محاضر الضبط في هذا الاطار.
ويعلن ابو حيدر عن تنسيق مستمر بين وزارتَي الاقتصاد والزراعة لمحاولة دعم المزارعين بالاسمدة والشتول والادوية والمبيدات وضبط اسعار الخضار التي كانت ترتفع خلال شهر رمضان المبارك، ولكن ليس الى هذه الحدود غير المنطقية التي وصلت اليها أخيراً.