أبدت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان، قلقها تجاه “وضع آلاف طالبي اللجوء من جنوب السودان العالقين منذ أشهر، في ظروف مروعة في مركز استقبال في إقليم غامبيلا بإثيوبيا، لا يتوفر فيه الحد الأدنى من الخدمات الأساسية وبالأخص المساعدات الغذائية”، معربة عن خشيتها من “تدهور الأوضاع أكثر من ذلك خلال الفصل الماطر المقبل”.
ولفتت الى أن “إثيوبيا تستضيف عددا كبيرا من طالبي اللجوء واللاجئين، ففي منطقة غامبيلا وحدها هناك أكثر من 337,000 لاجىء يعيشون في سبعة مخيمات. وقد تم منذ بضعة أشهر إيقاف تسجيل ونقل الواصلين حديثا تبعا لجائحة كوفيد-19 ومصاعب أخرى”.
وأوضحت المنظمة أنها “عالجت خلال شهري شباط وآذار 1233 طفلا يعانون من الإسهال المائي الحاد”، لافتة الى أن “طالبي اللجوء إذا لم يكونوا مسجلين فلن يحصلوا على خدمات أساسية كافية”.
وأكدت أن الناس لم يحصلوا على أي مساعدات غذائية منذ وصولهم إلى باغاك، ومع اقتراب الفصل الماطر الذي يبدأ في نهاية نيسان، سيتدهور الوضع أكثر بغياب أي حل، فقد حولت بعض زخات المطر المتفرقة التي هطلت حتى الآن بعض أجزاء المخيم إلى مستنقع. وحالما يبدأ المطر بالهطول المتواصل لن يعود بإمكان الناس النوم في العراء. كما أن عدة برك ماء آسن تجمعت في الموقع، ما يشكل بيئة مثالية لتكاثر البعوض”.
وقالت مديرة عمليات “أطباء بلا حدود” في إثيوبيا أودري فان دير شوت: “تعد الملاريا إحدى أكثر الحالات المرضية التي تصيب الأطفال دون سن الخامسة. ففي شباط وآذار، عالجنا 593 مريضا بالملاريا. ونتوقع أن ترتفع الأعداد مع بداية الفصل الماطر، وكذلك حالات الأمراض المنقولة بالماء كالإسهال المائي الحاد”.
أضافت: “في آذار، سجلت أربع حالات كوفيد-19 مؤكدة في مركز استقبال باغاك، فيمكن لهذا المرض وغيره من الأمراض المعدية أن ينتشر بسرعة في ظل ظروف العيش المكتظة بدون كمامات وبدون تدابير وقائية ملائمة. وقد يصبح الوضع أسوأ مع بداية الأمطار عندما يحتشد الجميع مع بعضهم تحت الأسقف القليلة المتوفرة”.
وتابعت: “يجب التعامل مع الوضع بشكل عاجل، وأن يسجل طالبو اللجوء دون تأخير، وتسريع عملية إنشاء مركز استقبال ملائم في موقع أكثر ملاءمة في المنطقة يقدم فيه الطعام والحماية والخدمات الأخرى. وحتى ذلك الحين، ندعو المنظمات الأخرى إلى تعزيز تقديم الخدمات الأساسية في باغاك”.
وذكر البيان بأن “أطباء بلا حدود بدأت أنشطة طبية في النقطة الصحية في باغاك في شباط 2021، وقد أجرت أكثر من 6,870 استشارة طبية بحلول نهاية آذار. ويعالج فريقها كلا من طالبي اللجوء وأفراد المجتمع المضيف. أما أكثر خمس حالات مرضية تصيب الأطفال دون سن الخامسة، فهي الإسهال المائي الحاد وعداوى المجرى التنفسي العلوي والسفلي والملاريا والتهابات العين”.
