لاحظت مصادر معنية، “أنّ هناك من كان يريد ان يحرج الرئيس سعد الحريري بالتأجيل ليخرجه فيعتذر عن المهمة، ولكن هذه المهمة فشلت مع استيعاب الحريري هذه المحاولة، بعدم التعليق والإصرار على تكليفه، ومع نضوج الاتصالات تتجّه الأمور الى الحسم يوم الخميس، إلّا في حال طرأت عوامل غير منظورة”. وقالت هذه المصادر لـ”الجمهورية”: “انّ التكليف لا يعني انّ طريق التأليف ستكون معبّدة وسهلة وسالكة، في ظلّ خلاف مستحكم بين وجهة نظر الحريري بتأليف حكومة من الاختصاصيين، طالباً من القوى السياسية ان ترتاح لفترة 6 اشهر، وبين هذه القوى المتمسّكة بوجهة نظرها لجهة تسمية الوزراء وربما الحقائب. ولكن الأكيد انّ الجميع سيكون خلال هذه المرحلة في انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأميركية، وبعدها يُبنى على الشيء مقتضاه”.
ولكن اوساطاً سياسية واسعة الاطلاع قالت لـ”الجمهورية”، انّه على بُعد أيام من الموعد الثاني للاستشارات، هناك احتمالان في شأن سيناريو الخميس المقبل:
ـ الاحتمال الأول، هو ان تحصل الاستشارات وان يتمّ تكليف الرئيس سعد الحريري بأكثرية الاصوات، بمعزل عن مآخذ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و”التيار الوطني الحر” على ترشيحه، وذلك انطلاقاً من فرضية انّ رئيس الجمهورية لا يستطيع أن يتحمّل تبعات تأجيل آخر، وسط تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، على أن ينتقل بعد ذلك الى خط الدفاع الثاني المتمثل في استحقاق التأليف، متسلحاً بتوقيعه الدستوري الالزامي، للجم اندفاعة الحريري وَتصويب قواعد تشكيل الحكومة وفق معايير قصر بعبدا.
ـ الاحتمال الثاني، هو ان يلجأ الرئيس عون الى إرجاء الاستشارات مرة أخرى، اذا وجد انّ اسباب تأجيلها لم تنتف بعد، خصوصاً لجهة ضعف الميثاقية المسيحية وعدم احترام وحدة المعايير في المقاربة الحكومية، على حساب المسيحيين عموماً والجهة الاوسع تمثيلاً لهم خصوصاً.