تشير أوساط دبلوماسية أوروبية لصحيفة ”البناء” الى أن إسرائيل لن تقبل بالواقع العسكري الذي يفرضه حزب الله على الحدود وستقوم بعمل عسكري عاجلاً أم آجلاً للحفاظ على أمنها المفقود في الشمال وحلّ أزمة المهجرين وإعادة الوضع الى مستوطنات الشمال الى طبيعته قبل بدء المدارس في تشرين المقبل. وتوقّعت الأوساط جولات تصعيد إضافيّة في الجنوب بين “إسرائيل” وحزب الله، لكن من دون توسيع الحرب لوجود رغبة عند الطرفين بعدم الانجرار إليها لإدراك خطورتها وتداعياتها الكارثية على المنطقة.
إلا أن مصادر في المقاومة لفتت لـ”البناء” الى أن التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان ليست بجديدة، وهي بدأت منذ 8 تشرين الثاني الماضي، لكن المقاومة تأخذ أي تهديد على محمل الجدّ، وإن كانت تُدرجه في إطار الحرب النفسيّة على المقاومة وبيئتها وتطمين المستوطنين الإسرائيليين في الشمال. وأوضحت المصادر أن حزب الله وضع معادلات واضحة منذ بداية الحرب وعمل بموجبها ووضع لكل عدوان إسرائيليّ ردّه المناسب وطبق هذه المعادلات كل فترة الحرب، وهو لا يريد توسعة الحرب واستهداف المستوطنين والمنشآت الحيوية في كيان الاحتلال ويملك بنك معلومات وأهداف ومفاجآت كبيرة وحاسمة سيلجأ إليها تدريجياً فور ارتكاب العدو حماقة العدوان الشامل على لبنان. وشدّدت المصادر على أن لا حل لأزمة الأمن والأسرى في كيان الاحتلال سوى وقف العدوان على غزة وسوى ذلك لن يمنع حزب الله من الاستمرار بالعمليات العسكرية الإسنادية لغزة.
ووفق المصادر، فإن قيادة المقاومة باتت تملك معلومات وصوراً عن استهداف الوحدة 8200 في ضواحي تل أبيب رغم نفي العدو وهناك دلائل عدة على ذلك أبرزها غياب قائد الوحدة عن الظهور والتعتيم الإعلامي الإسرائيلي وفرض حظر جوي على المكان المستهدف، وبذلك تكون المقاومة قد حققت كامل أهدافها الأمنيّة والاستخباريّة والتكنولوجيّة والردعيّة والسياسيّة في هذا الرد.