إعداد للقاء الشويفات الموسع : لجنة تحضيرية ومرحلة جديدة

وجدي العريضي – النهار

تشهد الساحة الداخلية موجة إصطفافات وتحولات، هي الأبرز منذ فترة طويلة، وخصوصاً أن ثمة مرحلة متغيرة عن الحال التي كانت سائدة في حقبة 2005 وما بعدها، حيث كان هناك فرز سياسي بين 14 و 8 آذار، وكل ذلك بات من الماضي، إذ ثمة أحلاف جديدة قد تشهدها الساحة المحلية، بدليل أن النائب السابق وليد جنبلاط بات اقرب الى فريق الممانعة، في موقفه من الحرب في الجنوب وصولاً إلى التنسيق بين الحزب التقدمي الإشتراكي و”حزب الله” في معظم مناطق الجبل والساحل وسواهم، وخلية الأزمة التي أنشئت بين الطرفين، ربطاً بالحرب الدائرة في الجنوب ومساعدة النازحين وسوى ذلك . والسؤال المطروح هل هذا التقارب الجديد سيتوسع وماذا عنه؟ وهل سيبقى جنبلاط في إطار هذه العلاقة أم يعود إلى مكان آخر؟ فامام ما يمر به البلد في هذه المرحلة وتحديداً حيال ما يجري في الجنوب تمايزت مواقف جنبلاط في دعمه لـ”حزب الله” ومطالبته بالرد على إسرائيل بعد اغتيال القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر ، ومن ثم زيارته إلى الضاحية الجنوبية لأول مرة منذ سنوات طويلة، وثمة من يشير إلى أن اللقاء بين الأمين العام لـ”حزب الله،” السيد حسن نصر الله وجنبلاط قد يصبح واردا اذا سنحت الظروف.

توازياً ، فالتقارب الجنبلاطي الارسلاني يشق طريقه بقوة منذ لقاء المصالحة اخيرا إذ كان هناك كلمة شاملة ووافية لرئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، التي تحدث فيها عن الممانعة، وكل ما يتصل بهذه العناوين بصلة، ليصعد جنبلاط إلى المنبر، وبثوان يتبنى كلمة أرسلان، و يغادر معه ليتناول العشاء إلى مائدته، وصولاً إلى أن جنبلاط وفق معلومات موثوقة، أوفد بعض نوابه للقاء رئيس الحزب الديمقراطي، للتمني عليه للمشاركة بانتخابات المجلس المذهبي الدرزي، إلا أن ارسلان، لاعتبارات عديدة، لم يشارك في هذا الاستحقاق الدرزي، والأمر عينه للوزير السابق وئام وهاب، الذي لم يرغب أو يشأ الدخول في الاصطفافات الراهنة، وله موقفه وحيثيته الخاصة تجاه ما يحدث على المستوى الدرزي أو سواه. وثمة معلومات ومعطيات عن لقاء كبير سيعقد في مدينة الشويفات تتويجاً لكل المصالحات، تشارك فيه قوى أساسية منها الثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل”، والحزب الديمقراطي اللبناني، ومن الطبيعي التقدمي الإشتراكي ، وذلك نتاج اجتماع عقد بين جنبلاط وأرسلان، الذي تمنى أن يحصل هذا اللقاء، ويكون تتويجاً لكل ما جرى في السنوات الماضية من احتواء لخلافات، وبالتالي يؤسس لمرحلة جديدة، وبارك جنبلاط هذه الخطوة مؤكداً أنه سيمشي بها، ولهذه الغاية ثمة لجنة تحضيرية تعمل على الاعداد للقاء الشويفات، دون أن يحدد موعده، لكنه سيعقد في وقت ليس ببعيد، فماذا عنه؟

مصادر متابعة ومواكبة لهذا اللقاء، تؤكد بأن هدفه إرساء المصالحة، لاسيما على الساحل، حيث حصلت أحداث مؤسفة منذ سنوات، وطويت هذه الصفحة، وإضافة إلى عودة العلاقة الجنبلاطية -الإرسلانية لما كانت عليه، وإن كان هناك تباينات حول هذا الملف وذاك، إلا أن ذلك لا يفسد في الود قضية، وخصوصاً ضرورة متابعة ومواكبة كل الشؤون والشجون الدرزية، من خلال موقف درزي موحد جامع، إلى ضرورة دعم المقاومة في هذه المرحلة، وهذا العنوان أساسي الذي قارب بين جنبلاط وأرسلان منذ لقاء المصالحة الأخير بينهما، والكلمة التي ألقاها رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، والتي دعمها جنبلاط وتبناها، ناهيك عن أن هناك أجواء تشي بأن المشاركة ستجمع “حزب الله” وحركة أمل، والحزب السوري القومي الاجتماعي ، والحزب الديمقراطي اللبناني، والإشتراكي، وحزب التوحيد العربي. وثمة مشاورات متوقعة مع جهات اخرى، حتى التي على تباين في بعض المواقف السياسية مع جنبلاط أو أرسلان ليكون اللقاء موسعا ، وستلقى كلمات لكل للمشاركين، وثمة سعي ليكون التمثيل ضمن الصف الأول، مما يعطيه رونقاً سياسياً ووزناً في هذه المرحلة.

أما هل يؤسس لتحالفات انتخابية بين المشاركين ؟ المصادر لا تستبعد ذلك، إنما الأمور مرهونة باوقاتها والحديث ليس انتخابياً بل سياسياً وتحصين الجبل في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والسعي المشترك من أجل أن يكون هناك خط بياني من فلسطين إلى الأردن وسوريا ولبنان درزياً ووطنياً وعربياً.

وأخيراً، تؤكد المصادر، بأن أكثر من لقاء حصل بين جنبلاط وارسلان، إلى زيارات موفدين للطرفين لم يفصح عنها، ما يعني أن الأمور أضحت بينهما “سمنة وعسل” على أن يكون لقاء الشويفات بمثابة المهرجان الأبرز، الذي سيؤسس لمرحلة جديدة على كل المستويات بين الثنائي من جهة، وجنبلاط وارسلان من جهة أخرى، إلى الأحزاب الأخرى.