بعد الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع الذي ركز على ضرورة تأمين انعقاد جلسة الثقة “مهما كان الثمن”، عقد اجتماع أمني مشترك بين الجيش وقوى الأمن لتوزيع المهمات العسكرية، تحت عنوان وجوب عقد جلسة مجلس النواب وإعطاء الثقة للحكومة. للمرة الأولى يمكن الحديث عن إطار سياسي غطّى قرار الجيش، ليس من جانب المجلس الأعلى للدفاع وضغط أركان العهد فحسب، إنما نتيجة اقتناع قيادة الجيش بضرورة منح حكومة دياب الثقة، “لأن عدم انعقادها يعني الفوضى ودخول البلاد في المجهول”.
انعكاس هذا التطور لا ينحصر محلياً، لأن الأميركيين معنيّون أولاً وأخيراً بوضع الجيش والمساعدات التي تقدم إليه. فقد ذكرت معلومات موثوقة أنه، للمرة الأولى، ترسل اليرزة إشارة سيئة الى واشنطن، وقد وصل تنبيه الى المعنيين بأن الصدامات الموثقة والمشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام الدولية عكست مناخاً سيئاً في الدوائر الأميركية المعنية. فحتى الآن، كان الجيش لا يزال الرابط الوحيد الذي يعطي للمتحمّسين للبنان دافعاً للتدخل والضغط لعدم منع أي مساعدات عنه، وخصوصاً في ظل اللامبالاة الأميركية بالوضع اللبناني حالياً. إلا أن الرابط تهدّد أمس، ولا سيما أن أسلوب المواجهة استمر بعد وصول التنبيه، ما زاد من الإشارات السيئة.
المصدر: صحيفة الأخبار