كشفت اوساط نيابية مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”الديار” ان الاخير في صدد دراسة المواقف النيابية والحزبية، وهو يستمزج الآراء والافكار ويجوجلها وينتظر استكمال الاتصالات، وهو حتى الساعة لم يحدد شكل الحوار او موعده، باستثناء انه مخصص للاستحقاق الرئاسي.
اما الملفت فهو ان معظم الكتل المسيحية رفضت هذه الدعوة واعتبرتها “لزوم ما لا يلزم”، فهل دفنت دعوة الرئيس بري في مهدها ام انها قابلة للحياة ولاحداث اي خرق في الساحة السياسية اللبنانية؟
أشارت مصادر مقربة من الوطني الحر إلى أن “لو كان بري جادا فعلا في اجراء طاولة الحوار لكان حضر دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار منذ شهرين، ولكن بري رفضها.”
بدورها، لم تبد القوات اللبنانية عبر رئيسها سمير جعجع رغبتها في تلبية الدعوة الى الحوار معطية الاولوية لانتخاب رئيس الجمهورية. وقالت مصادر القوات اللبنانية لـ”الديار” ان موقفها نابع من تمسكها بالدستور الذي ينص ان الانتخابات الرئاسية تتم وفق اليات دستورية ضمن البرلمان وليست مسألة حوارية.
وتساءلت “من قال ان هذا الحوار لن يتحول الى مسألة استعراضية اعلامية غير مجدية لا تؤدي الى نتيجة، خاصة ان كل الحوارات التي عقدت في لبنان لم يطبق منها اي شيء”. وتابعت المصادر القواتية انه “ما دام هذا الامر الذي ذكرناه لم يحسم فالحوار لن يؤدي الى اي نتيجة. اما نحن، القوات اللبنانية، فنؤيد اجراء حوارات جانبية ضمن جلسة انتخابية لرئاسة الجمهورية”.
كذلك، اعتبرت الكتائب ايضا ان دعوة بري للحوار هي لزوم ما لا يلزم، مشددة على ان الانتخابات الرئاسية هي الاهم الان ولا يعلو عليها اي قضية اخرى.
واللافت ان مصادر مقربة من بكركي ترفض اعطاء الاولوية لتأليف حكومة وتشدد على ان الاهمية اليوم لملء الفراغ الرئاسي، مشيرة الى ان اي محاولة التفاف على الموضوع يصب في خانة ضرب موقع المسيحيين الاول في الدولة اللبنانية.
من جهة اخرى، أكدت اوساط “المردة” و”الاشتراكي” ان الحوار مفيد في المبدأ وليس هناك من موانع لحضوره وفي انتظار توجيه بري للدعوة وتوقيتها وساعتئذ لكل حادث حديث.
في هذا الصدد، جددت أوساط قيادية في الحزب التقدّمي الاشتراكي لـ”الديار” التأكيد على موقف الحزب المرحّب دائما بالحوار، وذكّرت بالمسار الحواري الذي يسلكه رئيس الحزب وليد جنبلاط في كل الاتجاهات، معتبرة أنه من الطبيعي لحال الدعوة إلى حوار أن يكون التقدمي إيجابياً في هذا المجال، مع التشديد على ضرورة أن يتم وضع الأولويات الأساسية لأي نقاش ممكن ان يحصل، وهي كيفية إخراج لبنان من أزماته، بدءًا من ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق المعايير التي كان أعلنها رئيس الحزب، إلى ضرورة إقرار وتطبيق وتنفيذ الإصلاحات المطلوبة لوقف الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي.
وأكدت أوساط التقدّمي أن هذه الأولويات يجب العمل عليها بصرف النظر عما اذا تم عقد جلسات حوار أو لم تعقد، لأن هذه العناوين تشكل المخرج الوحيد المتاح مما يعيشه اللبنانيون من أعباء وهموم.