استضافت جامعة الروح القدس – الكسليك حدثًا بارزًا بعنوان: “الابتكار بلا حدود – قوة نقل التكنولوجيا”، نظّمه مكتب نقل التكنولوجيا في الجامعة، وجمع نخبة من القادة الصناعيين، والخبراء القانونيين، وصنّاع السياسات، والباحثين الأكاديميين، بهدف ترسيخ ثقافة الابتكار وتعزيز بيئة البحث والتطوير في لبنان.
الأب هاشم
استُهلّت فعاليات الحدث بكلمة ترحيبية لعريفة الحفل ميراي رزق، ثم تحدث رئيس الجامعة الأب طلال هاشم، الذي أكّد التزام الجامعة بتحويل المعرفة إلى حلول واقعية، مشددًا على أن “نقل التكنولوجيا ليس مجرد حماية للابتكارات، بل هو عقلية ودعوة إلى العمل، تمكّن الجامعات من أن تكون محرّكات للنمو والتحوّل المجتمعي”. وأضاف: “إنه وسيلتنا لخدمة الصالح العام وتعزيز القدرة على الصمود في وجه الأزمات”.
البروفسورة ريحانا
من جهتها، رحّبت مديرة مكتب نقل التكنولوجيا في الجامعة البروفسورة ساندي ريحانا بالحضور. ثم قدّمت عرضًا لأبرز إنجازات المكتب خلال عامين فقط، شملت: أكثر من 16 إفصاحًا اختراعيًا، وتقديم خمس طلبات براءة اختراع أميركية، وتنفيذ أكثر من 30 تقييماً تقنيًا وتجاريًا. وأكدت أن “ما نقوم به ليس مجرد مسار عمل، بل هو حركة مستمرة. إنه التزام بجعل الابتكار مضادًا للهشاشة، وشاملًا، ويقوم على أسس أخلاقية”.
جلسات نقاش غنيّة بالخبرات والرؤى
تضمّن الحدث ثلاث جلسات حوارية سلطت الضوء على مختلف أبعاد نقل التكنولوجيا، فتناولت الجلسة الأولى الركائز الأساسية لنجاح نقل التكنولوجيا من وجهات نظر أكاديمية وتنظيمية وتمويلية. أدارت هذه الجلسة البروفسورة ريحانا، وشارك فيها كل من الدكتورة مي أوار عمّار (الجامعة الأميركية في بيروت)، والدكتور وسام العميل (وزارة الاقتصاد والتجارة)، والأستاذ جاد زغيب (البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية). وشددت النقاشات على الركائز الثلاث لنقل تكنولوجيا فعّال: التميّز الأكاديمي، وتناسق السياسات، وضمان التمويل المستدام.
أما الجلسة الثانية فناقشت الأبعاد القانونية والأخلاقية لحماية الملكية الفكرية في سياق التحوّل الرقمي العالمي. وشهدت مداخلة لافتة من الأستاذ أسامة الرحباني الذي حذّر من مخاطر الذكاء الاصطناعي غير المنظّم، داعيًا إلى ضرورة وضع أطر أخلاقية واضحة. كما قدّم كل من الأستاذين شارل الأشقر وسهير ندّه إرشادات عملية لحماية الملكية الفكرية. أدار الجلسة الأستاذ إلياس إبراهيم.
واحتفت الجلسة الثالثة بشراكات ناجحة بين القطاع الصناعي والجامعات، شارك فيها مسؤولون تنفيذيون ومديرون من شركات مثل MultiLane، وApgar، وPhoenix، وClinGroup، وSecondHouse، وAtria Solutions، وXpert4، وسلّطوا الضوء على أهمية الإرشاد المهني، والبحوث التطبيقية، وبرامج الدكتوراه الصناعية. وعلّقت مديرة الجلسة الدكتورة ميراي مكاري قائلة: “تُثبت هذه الشراكات أن الابتكار اللبناني لا يزال ينبض رغم التحديات”.
منصّة للابتكار والتواصل
اختُتم الحدث بعروض ابتكارية سريعة قدّمها مخترعون من الجامعة، استغرقت كلٌّ منها ثلاث دقائق، تلاها معرض تفاعلي وكوكتيل للتواصل، جمع بين الأكاديميين والصناعيين والمستثمرين، في مساحة تهدف إلى تحويل الأفكار المحلية إلى تأثير عالمي.
وقد شكّل هذا الحدث محطة مفصلية في تطوير منظومة الابتكار الوطنية، مؤكّدًا الدور الريادي المتنامي لجامعة الروح القدس – الكسليك كمركز وطني وإقليمي لنقل التكنولوجيا وتسويق