الانتخابات النيابيّة والبلديّة: التغييب المقصود (هيام القصيفي – الأخبار)

الأربعاء ٢١ نيسان ٢٠٢١

الانتخابات النيابيّة والبلديّة: التغييب المقصود (هيام القصيفي – الأخبار)

لا تتحدّث القوى السياسية عن الانتخابات النيابية أو البلدية. لا قانون الانتخاب ولا التحضير للانتخابات المقررة السنة المقبلة، على جدول الحركة السياسية التي كانت عادة تنطلق قبل سنة من موعد الاستحقاق الانتخابي

في مثل هذه الأيام، أي على أبواب الاستعداد لموسم الصيف الذي يسبق موعد الانتخابات النيابية، جرت العادة أن تعمل الأحزاب والقوى السياسية والمرشحون المفترضون على تهيئة المناطق والبلدات لموسم انتخابي حافل، بين زيارات مرشحين وحفلات انتخابية وخدمات شعبية وجولات مناطقية وتحضير البيئة الشعبية عبر شحن نفوس المحازبين والأنصار. حتى الآن، كل الكلام عن الانتخابات النيابية مجرد عبارات من سطر واحد ترد في البيانات السياسية. أما المظاهر الميدانية الحقيقية فتغيب عن المشهد السياسي، وتتقدم معركة رئاسة الجمهورية على ما عداها من استحقاقات، فيما تتصرف القوى السياسية وكأن ثمّة أرجحية لتأجيل الانتخابات النيابية وأيضاً البلدية (وحتى الانتخابات الفرعية). وكلتاهما كانتا تمثّلان تحدّياً شعبياً على مستوى تفعيل الزخم الحزبي وأيضاً المالي بطبيعة الحال، في موسم الماكينات الإعلامية والخدماتية وضخّ الأموال لشراء الأصوات. لكن الواضح أن قرار إجراء الانتخابات النيابية والبلدية المفترضة الصيف المقبل لا يزال «حلم ليلة صيف». والقوى السياسية لا تبدو في معظمها، (الكتائب والقوات اللبنانية تصرّان على الظهور بمظهر الرافض للتأجيل لأنهما تعتبران أن حظوظهما مرتفعة في تعزيز حصتهما النيابية) مستاءة من احتمالات التأجيل، وهي تطبق حرفياً أغنية شربل روحانا المعبّرة عن الواقع اللبناني «لشو التغيير» على طريقتها، علماً بأن هناك رهانات في غير محلّها على أن القدرة على التغيير الفعلي، وخصوصاً عند المسيحيين، قابلة للتطبيق في ظل التوازنات الحالية. ومن المبكر الكلام عن تغيير في المزاج المسيحي بالمطلق نتيجة أخطاء العهد، في مقابل رهان غير مضمون على احتمالات تحقيق تنظيمات وتجمعات ما يسمى «المجتمع المدني» أيّ تقدم فاعل بعد تجاربه غير المشجعة إثر تظاهرات 17 تشرين.ثمّة رهانات في غير محلّها على أنّ القدرة على التغيير الفعلي قابلة للتطبيق في ظلّ التوازنات الحالية

فالقانون الانتخابي لم يعد على الطاولة، كما كانت حاله قبل شهور قليلة، رغم أن أي طرح لتغييره سيجابَه مجدداً بمعارضة من القوى المسيحية، مقابل حفلة الابتزاز المتبادلة حوله وحول التمديد للمجلس النيابي. وبقدر ما تراجع الكلام عن تأليف الحكومة لمصلحة تقديم مشاهد البلبلة القضائية والمالية والحدود البحرية، انحسر أيضاً الكلام عن الاستحقاقين الانتخابيين، لدى الموالين والمعارضين والذين يشكّلون عصب التحرك الشعبي، كما الأزمة الاقتصادية الخانقة. تبدو المشكلات الاجتماعية المتفاقمة كأنها دخلت في صميم اليوميات اللبنانية، إذ لم تعد تمثّل أولوية لدى التيارات السياسية التي تغرق البلاد قصداً في ملفات جانبية، لا علاقة لها بحقيقة الانهيار القائم على كل المستويات، الذي كان يفترض أن يمثل أولوية لدى ناخبين يعيشون منذ سنة ونصف سنة، تحت وطأة سرقة أموالهم وانهيار عملتهم وفقدان مدّخراتهم. وهو الأمر الذي كان يفترض أن يشكّل منطلقاً للضغط لإجراء الانتخابات في موعدها، الأمر الذي لم تتعامل معه أيضاً بجديّة القوى الشبابية المستقلة أو التنظيمات التي يفترض بوصفها معارضة للسلطة الحالية أن ترفع لواء الضغط لإجراء الانتخابات البلدية والنيابية، على السواء، ولا سيما أن ثمة تجاهلاً تاماً لموضوع الانتخابات البلدية (وعدد من البلديات أصبح منحلّاً) التي شكّلت في بعض المحطات أول طرق التغيير ومظهراً من مظاهر نفوذ الأحزاب، رغم الطابع العائلي للتحالفات. فهذه الانتخابات بوصفها طريقاً أساسياً لإدارة الواقع المحلي البحت، تشكّل عادة أداة عمل أساسية لمجموعات شبابية، تحت تسميات مختلفة سياسية وإنمائية وبيئية تخوض العمل الميداني، في حين أن ما نشهده اليوم هو التغييب المقصود لهذه الانتخابات، وسط كلام عن تأجيلها تحت ذريعة تزامنها مع الانتخابات النيابية المرشحة لأن تطير أيضاً.

شكّل انهيار العملة اللبنانية بالنسبة الى القوى السياسية مناسبة أفضل لشراء الأصوات وتجييش الناخبين، وهو أمر يصبّ في مصلحة هذه القوى والشخصيات الثرية الطامحة في الانتخابات التي باتت قادرة على كسب الأصوات بأثمان بخسة. وهذا أمر أساسي في خوض الانتخابات المقبلة، وإعادة تجميع الناخبين في بوسطات انتخابية. لكن القضية لا تتعلّق حصراً بشراء الأصوات يوم الانتخابات، لأن العجز الكبير الحاصل، بات أكبر من أن يتمكن مرشحون من تغطيته من الآن بسبب شمول التدهور الاجتماعي والاقتصادي مجالات عدة. فبين فاتورة الاستشفاء المرتفعة الثمن وتحايل شركات التأمين، وبين فقدان الأدوية والمواد الغذائية، لم يعد في قدرة المرشحين تلبية الاحتياجات اليومية المعتادة لناخبيهم ولا حتى تلبية طلبات التوظيف والخدمات المعيشية.

كذلك، فإنّ انهيار البنى الأساسية للدولة، أفقد هؤلاء القدرة على تأمين الخدمات المعتادة عبر الوزارات المعنية. وإذا كانت أزمة كوورنا، اليوم، تقف حاجزاً بين النواب وناخبيهم وبين المرشحين وناخبيهم، فإن الحاجات الاجتماعية باتت بسبب الضائقة المالية أكثر حضوراً في «البرامج الانتخابية»، وهذا يشكّل عبئاً إضافياً، بعدما فقد هؤلاء كثيراً من المقدرات التي كانت موضوعة في خدمتهم من المؤسسات الرسمية، علماً بأن حملات الدعم الحزبية عبر المساعدات الإنسانية وتجييش المؤسسات والفاعليات الاغترابية قائمة على قدم وساق. تخشى الأحزاب أن تفلت الانتخابات، في لحظة ما، فتسعى إلى أن تكون قواعدها محميّة قدر الإمكان وقت الاستحقاق، علماً بأن هذه القواعد أثبتت أنها مطواعة لأحزابها في السرّاء والضرّاء.

شارك الخبر

مباشر مباشر

03:30 pm

بالصورة: المقاومة تزفّ شهيدًا من بلدة عيناثا

03:25 pm

بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس

03:13 pm

انتشار للشرطة الفرنسية بمحيط القنصلية الإيرانية بباريس

03:07 pm

وسائل اعلام العدو: إرتفاع عدد الإصابات في صفوف “الجيش الإسرائيلي” جراء الاشتباكات في طولكرم

02:59 pm

قوات العدو تقوم بعملية تمشيط بالأسلحة الرشاشة باتجاه منطقة الميسات في الوزاني

02:56 pm

قطر تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن باعتماد مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة

02:43 pm

بلينكن: نؤمن بإمكانية تحقيق إسرائيل أهدافها من دون هجوم رفح

02:38 pm

لقيت حتفها…بعد سقوطها من الطابق السادس في طرابلس

02:30 pm

تعديل قيمة الرسوم التي تستوفيها المديرية العامة للأمن العام

02:30 pm

الكاميرات تفضح فرحة ألونسو بمواجهة روما

02:08 pm

مدفعية العدو تقصف أطراف بلدة رميش

02:03 pm

شهيد وجريح جراء الغارة المعادية على بلدة عيتا الشعب

01:54 pm

لافروف: مستعدون للمفاوضات حول أوكرانيا

01:45 pm

غروسي: للامتناع عن ضرب المنشآت النووية في الشرق الأوسط

01:42 pm

ماكرون يستقبل ميقاتي في قصر الإليزيه

01:40 pm

وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني

01:32 pm

“الخارجية”: تطبيق قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية يفتح الباب للسلام والأمان

01:26 pm

المفتي قبلان: مجلس الأمن ليس إلا غرفة عمليات أميركية أطلسية

01:18 pm

جعجع: مسألة لجوء السوريين في لبنان هي خطر وجودي فعلي

12:56 pm

هيئة البث الإسرائيلية: الخطوط الجوية الألمانية والنمساوية والسويسرية تلغي رحلاتها إلى إسرائيل اليوم

12:49 pm

العلماء يحذرون: هذا الفيروس سيكون أكثر فتكًا من “كوفيد-19”

12:41 pm

باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأميركي

12:39 pm

معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!

12:06 pm

الياس بو صعب قيمة مضافة

12:06 pm

“الميدل ايست” تعدّل مواعيد رحلاتها من والى دبي

12:01 pm

رئيسي: نخوض حرب إرادات وإيران انتصرت فيها

11:46 am

مريضة بحاجة لبلاكيت دم من فئة +O او +A في مستشفى اوتيل ديو

11:41 am

رقم سلبي للأندية الإنجليزية في البطولات الأوروبية

11:37 am

روما: ندعو الجميع إلى توخي الحذر لتجنب أي تصعيد

11:35 am

الشيخ الخطيب: الحرب الصهيونية العالمية الوحشية على أهلنا في غزة لم تحقق أهدافها

11:32 am

الصين: نعارض كل الأعمال التي من شأنها تصعيد التوترات

11:24 am

مؤتمرٌ عن الذّكاء الإصطناعي في الجامعة الأنطونية الأب السّغبيني: أهداف المؤتمر تصب في تعزيز البحوث في مجال الذكاء الاصطناعيّ في الجامعة الأنطونيّة

11:17 am

مريض بحاجة لدم من فئة +A في مستشفى سيدة لبنان

11:08 am

احتمال هطول أمطار خفيفة وموحلة… كيف سيكون الطقس نهاية الأسبوع؟

11:06 am

فارس إسكندر يرد على المتنمرين: إيه، أخذتها أكبر مني…

11:04 am

عبداللهيان يحذّر “اسرائيل” من نيويورك!

10:49 am

زهران لـ”صوت المدى”: الخلاف واضح بين سفراء اللجنة الخماسية

10:45 am

قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان

10:33 am

غارة معادية تستهدف بلدة عيتا الشعب

10:15 am

سالم زهران لصوت المدى: حتى اللحظة لم يحسم بعد الطريقة التي نفذ بها الهجوم على ايران والمشهد اليوم يؤكد على نجاح الادارة الاميركية بضبط ايقاع الرد