نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة “الإندبندنت”، مقالاً بعنوان “معركة حلب تحرير بالنسبة للبعض، وكارثة بالنسبة للبعض الآخر”.
ويتحدث المقال، الذي كتبه ريتشارد هول، عن حالة الانقسام الكبرى في الازمة السورية التي تجسدت في مشاهد متناقضة ظهرت عقب استعادة القوات الحكومية السورية المدعومة بالطائرات الروسية سيطرتها على محيط حلب.
ويرى هول أن معركة حلب “تجسد الانقسام الهائل المهيمن على الحرب في سوريا”، فخلال الأسبوع الماضي، اضطرت آلاف العائلات للفرار من الهجمات والغارات الجوية التي استهدفت القرى والبلدات الواقعة في غربي حلب، مشيراً إلى أن هذا هو النزوح الثاني أو الثالث أو الرابع بالنسبة للكثير منهم “في رحلتهم للبحث عن مأوى، لكن دون جدوى”.
وتحدث المقال أيضا عن خروج حشود كبيرة من مؤيدي الحكومة إلى شوارع حلب “احتفالاً بهزيمة قوات المعارضة، وإعلان الجيش السوري تحقيقه انتصاراً استراتيجياً ورمزياً في معركة حلب الطويلة”.
ويتناول هول الخطاب المتلفز للرئيس السوري بشار الأسد، تعليقاً على الانتصار في حلب، الذي قال فيه “إننا نفرك أنوفهم في التراب كمقدمة للنصر الكامل، وقبل هزيمتهم الكاملة، عاجلاً أم آجلاً”.
ويستدرك الكاتب قائلا: “لكن ما اعتبره طرف تحريراً، كان بمثابة معركة الفناء بالنسبة للجانب الآخر”. ويضيف أن نحو 900 ألف شخص تشردوا منذ بداية كانون الأول بسبب الضربات والهجمات التي استهدفت ريف حلب الغربي ومحافظة إدلب المجاورة، وهذه “موجة النزوح الأكبر طيلة فترة الحرب”.
ويقول هول إن “معظم النازحين من الأطفال والنساء. وفي غياب مأوى بات معظمهم في العراء تحت برد قارس. بل أن نحو سبعة أطفال، منهم طفل لا يتجاوز عمره سبعة أشهر، ماتوا نتيجة البرد والأوضاع الكارثية في المخيمات”.