وأكد الحبر الأعظم أمام الحاضرين أنه ي”فكر في تنوع أصولهم، وفي التاريخ المجيد والمعاناة المريرة التي عاشتها أو ما تزال تعيشها العديد من جماعاتهم”. ولفت الى أنّ ” هناك العديد من الأخوة والأخوات الشرقيين، الذين أُجبروا على الفرار من أراضيهم الأصلية، بسبب الحرب والاضطهاد وعدم الاستقرار والفقر وهم يواجهون، لدى وصولهم إلى الغرب، خطر فقدان هويتهم الدينية بالإضافة إلى أوطانهم”. وقال: “هكذا، ومع مرور الأجيال، يُفقد إرث الكنائس الشرقية، الذي لا يُقدر بثمن”.
وشدّد البابا على “أهمية الحفاظ على الشرق المسيحي وتعزيزه، لاسيما في الشتات”. واضاف: الكنيسة بحاجة إليكم. كم هو عظيم الإسهام الذي يمكن للشرق المسيحي أن يقدمه لنا اليوم”.
وتابع البابا: “من أكثر منكم يمكن أن يغني كلمات الرجاء في هاوية العنف؟ من أكثر منكم، أنتم الذين تعرفون عن كثب أهوال الحرب، لدرجة أن البابا فرنسيس دعا كنائسكم “كنائس استشهاد”؟ من الأرض المقدسة إلى أوكرانيا، من لبنان إلى سوريا، من الشرق الأوسط إلى تيغراي والقوقاز، كم من العنف! وإزاء كل هذا الرعب، والمجازر التي حصدت أرواح العديد من الشباب، والتي يجب أن تثير الغضب، لأنه باسم الغزو العسكري يموت الأشخاص، يبرز نداءٌ: ليس نداء البابا، بل نداء المسيح الذي يكرر: “السلام معكم!”، ويقول: “أودعكم السلام، أعطيكم سلامي. ليس كما يعطيه العالم، أنا أعطيكم إياه”. لنصلّ من أجل هذا السلام، الذي هو مصالحة وغفران وشجاعةُ طيّ الصفحة والبدء من جديد”.
وأعلن البابا أنه” لكي ينتشر هذا السلام، سأبذلُ كل جهد ممكن. والكرسي الرسولي جاهز لكي يلتقي الأعداء وينظروا إلى أعين بعضهم البعض، حتى يُعاد الأمل إلى الشعوب وتعاد إليها الكرامة التي تستحقها، كرامة السلام”. وأكد أن “الشعوب تريد السلام وإني أقول لقادة الشعوب، من صميم القلب: دعونا نلتقي، نتحاور ونتفاوض! الحرب ليست حتمية إطلاقاً، يمكن للأسلحة، لا بل يجب، أن تصمت لأنها لا تحل المشاكل بل تزيدها؛ لأن التاريخ سيتذكر من يزرعون السلام، لا من يحصدون الضحايا؛ لأن الآخرين ليسوا أعداء بل هم بشر قبل كل شيء: ليسوا أشراراً علينا أن نكرههم، بل هم أشخاص يجب أن نتحدث معهم”.
وشدّد البابا على أن الكنيسة لن تتعب “من التكرار: لتصمت الأسلحة”، وقال:”أود أن أشكر الله على أولئك الذين ينسجون خطط سلام، وسط الصمت والصلاة والتضحية؛ و(أشكر) المسيحيين – الشرقيين واللاتين – الذين يثابرون ويقاومون في أراضيهم، خاصة في الشرق الأوسط، وهم أقوى من مغريات التخلي عنها. لا بد أن يُعطى المسيحيون الفرصة، ليس فقط بالكلام، من أجل البقاء في أراضيهم مع جميع الحقوق اللازمة لوجود آمن. أرجوكم! ليتم الالتزام في هذا الاتجاه”!