التباين الأميركي – الإسرائيلي.. مشروع قرار لوقف العملية على رفح

الخميس ٢٢ شباط ٢٠٢٤

التباين الأميركي – الإسرائيلي.. مشروع قرار لوقف العملية على رفح

الجمهورية –

لا بدّ من الاعتراف بتعقيدات الحرب في غزة، ليس من الناحية الإنسانية أولاً والعسكرية الميدانية وحسب، بل من الناحية السياسية، على مستوى العلاقات بين دول المنطقة في ما بينها، ودول المنطقة وإسرائيل، خصوصاً الدول التي باشرت التطبيع مثل الإمارات العربية والبحرين، والدول التي كانت على وشك ذلك وفي مقدّمتها المملكة العربية السعودية، وأتت حرب غزة لتعيد خلط الأوراق بين الخصوم الحلفاء، والحلفاء الخصوم، وأعادت دوراً كان غائباً لدول، كمصر، التي كانت وما زالت منهمكة بمشاكلها الداخلية، لا سيما الاقتصادية منها، أعادتها الى صدارة المشهد العربي كوسيط ومعني مباشر في الاتصالات والمفاوضات، خصوصاً لموقعها الاستراتيجي المتاخم للأزمة، ولوجود معبر رفح، الوحيد الذي يصل غزة بالعالم الخارجي، ورتّبت لها علاقات كانت معقّدة مع دول عربية وإسلامية مثل قطر وتركيا.

اقتحام رفح… واقعي أم تفاوضي
تعتبر مصادر الجيش الإسرائيلي لوكالة دولية، أنّ حرب رفح ستكون مختلفة عن الحرب في غزة لناحية العديد. أما عن سبب التأخّر في انطلاق العملية فيعزو المصدر السبب، لتفكيك 18 كتيبة من مجموع 25 كانت تشارك في الحرب على غزة، وأنّ العدد المتبقّي غير كافٍ لانطلاق العملية على رفح، بانتظار إعادة تشكيل كتائب جديدة من خلال استدعاء الاحتياط مجدداً، يُظهر ذلك حجم التناقض الواضح بين القيادات السياسية والعسكرية داخل إسرائيل، كما قال سابقاً نتنياهو عن الهجوم على رفح قبل بداية شهر رمضان، لتعود وتنفي القيادات العسكرية قدرتها على تنفيذ هذا الهجوم بهذا التاريخ. اذاً، حالة من الضياع تسود الأوساط السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية، وربما السبب الرئيسي وراء هذا الضياع عدم الحسم في الموقف الأميركي الذي يقف في وسط الميدان، فلا يقدّم الدعم الواضح والصريح لإسرائيل في قرارها التوغل في رفح، وفي نفس الوقت لا يثنيها بوضوح وصراحة ويدفع بها الى وقف العملية العسكرية في عموم غزة. الّا أنّ الضغوطات على الحكومة والحسابات السياسية الداخلية تجعل من القادة في إسرائيل حاسمين في إصرارهم على القيام بعملية عسكرية داخل رفح.

هذا ما أكّده وزير المالية الإسرائيلي «سموترتج» في الساعات الماضية، الذي عرض فكرة «الهجرة الطوعية للفلسطينيين»، وأيّده في موقفه هذا وزير الدفاع «غالنت» الذي أعرب في تصريح أخير له، عن اعجابه في سير ونتائج العملية العسكرية في غزة، وعن السيطرة على شمال القطاع وخان يونس «فوق الأرض وتحتها»، وسيستمر ذلك بحسب وزير الدفاع حتى القضاء النهائي على التواجد «الحكومي والعسكري» لحماس داخل القطاع.
اذاً، وسط كل هذه المعلومات والمعطيات يبدو أنّ الهجوم على رفح قرار نهائي لدى الحكومة والجيش الإسرائيلي، وان كان هناك تباين في التكتيك والتوقيت.

المفاجأة في مشروع القرار الأميركي
الاّ أنّ المفاجأة أتت هذه المرّة من واشنطن التي ما لبثت أن حاولت إيقاف مشروع قرار جزائري لوقف الحرب على غزة، حتى قامت هي بنفسها بتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن، ما يثبت باليقين انتقال العلاقة الأميركية- الإسرائيلية الحالية والظرفية من مرحلة التباين في وجهات النظر الى مرحلة فقدان الثقة. ونقول الحالية والظرفية كون العلاقة الأميركية- الإسرائيلية علاقة عضوية، وليست عادية تكتيكية. أي أنّ أي تباين أو خلاف أو اختلاف يكون ظرفياً مؤقتاً وعابراً، ولا يمكن أن يتعدّى هذا المستوى، وأنّ القرار الأميركي سيكون عدم وقف الدعم وإرسال الأسلحة لإسرائيل، بل العمل على إجبار إسرائيل على وقف الحرب والاكتفاء بما تمّ إنجازه حتى الآن، تفادياً لإغضاب اللوبي اليهودي من الإدارة الحالية عشية الانتخابات الإسرائيلية،

كما وعلت أصوات في الإعلام الإسرائيلي الذي نبّه من التمادي في تغافل القرارات الأممية، من محكمة العدل الدولية وصولاً الى الأمم المتحدة، الذي يؤكّد أمام الرأي العام نظرية إسرائيل كونها «دولة مجرمة» وما لهذا التوثيق من تأثير سلبي على صورة إسرائيل وحركة الهجرة اليها والاستثمارات الخارجية، خصوصاً في ظل الهجرة العكسية وتعثر الاقتصاد بسبب ظروف الحرب وضغط النزوح، وهنا تحديداً تكمن العلاقة الشائكة مع الملف اللبناني، لا سيما حركة الموفدين التي تركّز على مستقبل الجبهة مع لبنان وتموضع «حزب الله» ما بعد الحرب القائمة، ومصير عودة النازحين الى مستوطنات الجليل الأعلى في ظلّ النقمة الداخلية وتعثر الرغبة بالعودة وفقدان الثقة بالأمن والأمان.

أين أصبح هدف القضاء على «حماس»
بحسب المصادر الإسرائيلية، تفيد المعلومات، أنّ عدد القتلى من حركة «حماس» أثناء الحرب الأخيرة على غزة وصل الى عتبة 12 ألفاً، فيما مصادر قيادية للحركة في قطر، رداً على هذا السؤال، نفت أن يكون العدد وصل الى هذا الرقم، بل صرّحت بأنّ حجم خسائر «حماس» البشرية وصل الى 6 آلاف. حتى أنّ عدد إسرائيل أي الـ12 الفاً، هو يُعتبر ثلث حجم مقاتلي «حماس»، وذلك بحسب معلومات أو تقديرات الـCIA، التي تقدّر عدد المقاتلين في الحركة بـ40 ألفاً، مما يعني أنّ هدف إسرائيل بالقضاء على القدرة القتالية أو العسكرية لحماس بعيد المنال، وأنّ الدخول الى رفح لن يحقق الأهداف، ولن يوصل الى الهدفين الرئيسيين المعلنين من قِبل إسرائيل وهما، القضاء على «حماس» وتحرير الأسرى، خصوصاً أنّ الدعم لعملية رفح لن يكون غربياً بمستوى الدعم في المرحلة الأولى من الحرب على غزة، في ظل موقف أوروبي وأميركي واضح ضدّ السير قدماً في هذه العملية العسكرية في رفح، وتدفع باتجاه حل ثلاثي يقوم على وقف اطلاق النار وتحرير الرهائن والانتقال الى المباحثات السياسية وصولاً الى إبرام اتفاق حل الدولتين.

تبقى الأنظار شاخصة على الجبهة اللبنانية في ظل توسع نطاق الهجمات لناحية النوعية والجغرافيا. فبعد النبطية تأتي الضربات على الغازية، لتوحي بأنّ اسرائيل باتت تنظر شمالاً بعين التعويض عن التعثر على الجبهة الجنوبية في غزة لناحية بدء العملية على رفح أو عدمها. وتتساءل أوساط إقليمية فيما لو استمر هذا التعثر في القرار الإسرائيلي وسط تزايد الضغوطات الغربية، لا سيما الأميركية، بعد مشروع القرار المقدّم الى مجلس الأمن لوقف الحرب على غزة ورفح تحديداً، وفي ظل تمادي الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية على إسرائيل نتيجة النزوح الداخلي من الشمال، وكدلك في ظلّ استحالة إقناع «حزب الله» بالانسحاب من جنوب الليطاني لتغيير الواقع القائم على الحدود، باعتبار أنّ وجوده طبيعي في القرى الجنوبية، ولا مظاهر مسلحة علنية له في تلك المنطقة، وأنّ رجوعه عن الحدود غير وارد الحديث فيه، طالما الحرب قائمة، الّا أنّه غير وارد بالمطلق طالما أنّ هناك أراضي محتلة من ناحية وهناك جيش إسرائيلي على الحدود من الناحية المقابلة.

فهنا يكمن السؤال المحوري، هل ستكون إسرائيل أمام خيار العملية العسكرية في لبنان؟ وهل ستكون هذه العملية بغطاء أميركي أم أنّها لن تُقدم على هذه المغامرة التي قد تكون مكلفة جداً ومختلفة عن كافة الجبهات التي تخوضها إسرائيل، سواءً مع غزة أو في سوريا أو مع الحوثيين في البحر الأحمر؟

بايدن وخطاب لمّ الشمل الأميركي
بانتظار «خطاب الأمّة» الذي سيلقيه الرئيس بايدن قريباً من البيت الأبيض، الذي من الضروري أن يُظهر نوعاً من التحكّم في أحداث الشرق الأوسط قبل موعده، ليقدّم مادة واضحة للناخب العربي من جهة والناخب اليهودي من جهة أخرى، وقد يكون مشروع القرار المقدّم لمجلس الأمن يأتي في هذا السياق، تبقى الأحداث والتطورات في المنطقة تُقاس بالساعات وليس الأيام.

 

شارك الخبر

مباشر مباشر

02:17 pm

بوصعب يضع الرئيس عون في أجواء النقاش داخل اللجنة النيابية التي تتولى درس مشاريع قوانين الانتخاب ووجهات النظر حيالها

02:17 pm

ملك الأردن: الهجمات الإسرائيلية على إيران تهدّد بتصعيد خطير بالشرق الأوسط

02:00 pm

طائرة تابعة للخطوط السعودية تغيّر مسارها بعد تهديد بوجود قنبلة

01:57 pm

مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران أطلقت حتى الآن 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل

01:53 pm

المكتب العقاري المعاون في سراي عاليه سيستقبل المعاملات يوم الثلاثاء 24 حزيران بدلاً عن يوم الخميس 26 حزيران

01:51 pm

الكرملين: الوضع مقلق ويتجه نحو مزيد من التصعيد

01:44 pm

الملفّ الاقليمي بين الرئيسين الإماراتي والتركي

01:40 pm

رسامني تسلم رسالة من نظيره القطري تتضمن منحة قيمة لصالح وزارة الاشغال:ستسهم في رفع مستوى الخدمات وتعزيز قدرات قطاع النقل العام

01:36 pm

زاخاروفا: مجموعة السبع تعترف بتكبّدها خسائر بمليارات الدولارات بسبب العقوبات على روسيا

01:33 pm

وزارة الدفاع الإيرانية: تل أبيب لن تصمد أمام حرب طويلة مع طهران

01:29 pm

مشاة البحرية الروسية تتصدّى لمحاولة إنزال أوكرانية في خيرسون

01:28 pm

الرئيس سلام عرض الاوضاع مع النائب مراد

01:26 pm

طيران الشرق الأوسط: إلغاء رحلات الشركة إلى العراق ليوم

01:25 pm

السلطة القضائية الإيرانية: خامنئي لم يعلن حتى الآن حالة الحرب

01:25 pm

إعلام إسرائيلي: إستهداف شقة في طهران بإطار عملية إغتيال جديدة

01:21 pm

فيديو لمقر الموساد في تل ابيب بعد استهدافه بالصواريخ الايرانية

01:10 pm

“حماس”: لفرض آلية أممية آمنة ومستقلة لتوزيع المساعدات

01:05 pm

الشرطة الإيرانية: اعتقال عميل للموساد الإسرائيلي بتهمة إنتاج واختبار المواد المتفجرة بمدينة كرج غربي طهران

12:56 pm

بري استقبل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان والعلامة الشيخ يوسف دعموش

12:54 pm

تحرّكات في الكونغرس لمنع التدخّل الأميركي في الحرب

12:46 pm

وزير الدفاع الإسرائيلي محذرا خامنئي من مصير مشابه لصدام حسين: تذكروا ما حدث للدكتاتور في دولة مجاورة لإيران بعدما سلك هذا المسار ضد إسرائيل

12:45 pm

لجنة حقوق الإنسان النيابية رفعت لائحة بأسماء المرشحين للهيئة الوطنية للمخفيين والمفقودين قسرا

12:41 pm

الخارجية الكويتية لمواطنيها في ايران: تواصلوا معنا أو مع السفارة لتسهيل العودة

12:33 pm

إعلام إيراني: قيادة الأمن الإلكتروني تحظر استخدام المسؤولين وحراسهم لأجهزة متصلة بالإنترنت

12:24 pm

بوليتيكو عن ترامب: نتطلع لإذعان كامل من إيران

12:17 pm

الحرس الثوري الإيراني: استهداف مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية ومركز عمليات للموساد صباح اليوم

12:17 pm

إطلاق حملة لسحب الثقة من فون دير لاين في البرلمان الأوروبي

12:12 pm

اشتباه بحرق متعمّد لـ36 شاحنة في حوادث منفصلة ببرلين

12:08 pm

إسرائيل تبدأ نصب ملاجئ جاهزة بالمدن

12:07 pm

تحليق ثلاث مسيرات اسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية

12:03 pm

إسبانيا: على الاتحاد الأوروبي فرض حظر أسلحة على إسرائيل

11:57 am

هجوم سيبراني يعطل الخدمات الإلكترونية لبنك “سبه” الإيراني

11:51 am

كلية طب الأسنان في اللبنانية تتميّز في الاجتماع السنوي الإقليمي للكلية الدولية لاطباء الأسنان (ICD)

11:50 am

الصين تتّهم ترامب بـ”صبّ الزيت على النار”

11:44 am

يسرائيل هيوم عن الجيش الإسرائيلي: القوات الجوية اعترضت مسيرة اخترقت الأجواء من جهة الشرق

11:43 am

سفير إسرائيل في واشنطن: هناك مفاجآت هذا الأسبوع ضدّ إيران ستفوق عملية “البيجر” ضدّ “حزب الله”

11:40 am

«مجازر الجائعين» تتواصل..47 قتيلاً و200 جريح برصاص إسرائيلي في خان يونس

11:38 am

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: نواجه حربًا على مستقبلنا ومستقبل أبنائنا وإيران لا تزال قادرة على استهداف الجبهة الداخلية

11:37 am

أمين عام مجلس التعاون الخليجي يبحث مع غوتيريش جهود التهدئة في المنطقة

11:34 am

المطران الجديد على نيابة جونية البطريركية يحتفل بالذبيحة الالهية في 29 حزيران

الأكثر قراءة

بوصعب يضع الرئيس عون في أجواء النقاش داخل اللجنة النيابية التي تتولى درس مشاريع قوانين الانتخاب ووجهات النظر حيالها

بوصعب يضع الرئيس عون في أجواء النقاش داخل اللجنة النيابية التي تتولى درس مشاريع قوانين الانتخاب ووجهات النظر حيالها

ملك الأردن: الهجمات الإسرائيلية على إيران تهدّد بتصعيد خطير بالشرق الأوسط

ملك الأردن: الهجمات الإسرائيلية على إيران تهدّد بتصعيد خطير بالشرق الأوسط

طائرة تابعة للخطوط السعودية تغيّر مسارها بعد تهديد بوجود قنبلة

طائرة تابعة للخطوط السعودية تغيّر مسارها بعد تهديد بوجود قنبلة

مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران أطلقت حتى الآن 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل

مسؤول عسكري إسرائيلي: إيران أطلقت حتى الآن 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل

المكتب العقاري المعاون في سراي عاليه سيستقبل المعاملات يوم الثلاثاء 24 حزيران بدلاً عن يوم الخميس 26 حزيران

المكتب العقاري المعاون في سراي عاليه سيستقبل المعاملات يوم الثلاثاء 24 حزيران بدلاً عن يوم الخميس 26 حزيران

الكرملين: الوضع مقلق ويتجه نحو مزيد من التصعيد

الكرملين: الوضع مقلق ويتجه نحو مزيد من التصعيد

الملفّ الاقليمي بين الرئيسين الإماراتي والتركي

الملفّ الاقليمي بين الرئيسين الإماراتي والتركي

رسامني تسلم رسالة من نظيره القطري تتضمن منحة قيمة لصالح وزارة الاشغال:ستسهم في رفع مستوى الخدمات وتعزيز قدرات قطاع النقل العام

رسامني تسلم رسالة من نظيره القطري تتضمن منحة قيمة لصالح وزارة الاشغال:ستسهم في رفع مستوى الخدمات وتعزيز قدرات قطاع النقل العام

زاخاروفا: مجموعة السبع تعترف بتكبّدها خسائر بمليارات الدولارات بسبب العقوبات على روسيا

زاخاروفا: مجموعة السبع تعترف بتكبّدها خسائر بمليارات الدولارات بسبب العقوبات على روسيا

وزارة الدفاع الإيرانية: تل أبيب لن تصمد أمام حرب طويلة مع طهران

وزارة الدفاع الإيرانية: تل أبيب لن تصمد أمام حرب طويلة مع طهران