في الخامس من تموز الجاري، خلص تقرير للمجلس الوطني للبحوث العلمية إلى أن ثلث الساحل اللبناني ملوّث وغير صالح للسباحة. وهي نتيجة “منطقية” لتوجيه عشرات محطات الصرف الصحي المياه المبتذلة إلى البحر مباشرةً. إلا أن الواقع أكثر خطورة، إذ أن مسؤولية هذا التلوث تقع أساساً على الأنهار التي تبيّن أن أكثر من 90 % من مياهها التي تصبّ في البحر ملوّثة، وتحتوي على جراثيم اكتسبت مناعة ضد عدد من الأدوية المضادة للالتهابات.
ووثّقت ورقة بحثية لفريق من مختبر ميكروبيولوجيا الغذاء في كلية الأغذية والعلوم الزراعية في الجامعة الأميركية في بيروت، برئاسة البروفيسور في العلوم الجرثومية والغذائية عصمت قاسم، اكتساب الجراثيم في البحر اللبناني مناعة ضدّ أدوية الالتهابات بما فيها الـ”كوليستين” الذي يُعطى للمرضى في حال فشل المُضادات الحيوية الأخرى في علاجهم.
قاسم أوضح بحسب “الأخبار” أن فريق البحث اطّلع على سلامة المياه في 14 نهراً (من أصل 16، ما يعني أن الدراسة شملت كل الأنهار غير الموسمية)، وتبيّن “أن 70 % من العينات غير مؤهلة للريّ و30 % غير مؤهلة للسباحة بسبب التلوّث بالبكتيريا البرازية. كما بيّنت فحوصات اكتساب البكتيريا مناعة ضد المُضادات الحيوية أن نسبة كبيرة من بكتيريا الـe.coli لديها القدرة على المُقاومة”، لافتاً إلى أن هذا البحث هو “الأوّل من نوعه، ويتخطّى نهر الليطاني ليشمل كل الأنهار”. أما الأخطر في الدراسة فهو أنّ نحو 46 % من عينات بكتيريا الـe.coli التي تم عزلها اكتسبت “مناعة” ضدّ عدد من المُضادات الحيوية (نحو 17 دواء مثلampicillin، cefepime، cefotaxime، cefalexin، cefixime، tetracycline والـamoxicillin ).
ولفت إلى أن الدراسة ركّزت على التلوث الجرثومي ولم تتناول التلوّث الكيميائي الذي يترافق مع التلوث بمياه الصرف، “ما يعني أن التلوث قد يكون حتى أوسع من الأرقام المذكورة”، محذّراً من “أننا نتّجه نحو كارثة صحية بيئية بامتياز ولا سيما في ظل غياب معامل تكرير مياه الصرف الصحي”.