كلت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى البقاع، والتي جال فيها على العديد من المعابر الحدودية، الحجر الأساس للشروع في ترسيم الحدود البرية مع سوريا، وضبط عمليات التهريب، ودعم الجيش اللبناني.
وفي خلال الجولة التي شملت المصنع وبعلبك وزحلة ورياق، شدد سلام على أن “المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وانتظام العمل فيها، يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعد ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية”.
مصادر السراي الحكومي كشفت لـ “نداء الوطن” أنّ اللجنة التي تمّ تشكيلها تنفيذاً للاتفاق الذي رعته السعودية بين لبنان وسوريا، ستبدأ اجتماعاتها قريباً جداً من أجل متابعة وضع الحدود بين البلدين وترسيمها.
من جهة أخرى، أشارت مصادر السراي إلى أنّ جولة سلام في البقاع تحمل أكثر من عنوان. الأول، الإشراف على كل الإجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الحدود ومنع عمليات التهريب ومكافحة المخدرات. الثاني، إعادة وضع البقاع على الخريطة الانمائية عبر سلسلة مشاريع في محافظتَي البقاع وبعلبك – الهرمل، تشمل إنشاء الهيئة الناظمة للقنب الهندي، من أجل تحويل هذه الزراعة لأهداف طبية واقتصادية.
أما العنوان الثالث، فهو إطلاق مشروع لمعالجة طريق ضهر البيدر وأزمة السير واستكمال وصلة الأوتوستراد العربي والاهتمام بتنظيف نهر الليطاني من التلوث.
وختمت المصادر بالإشارة إلى أنه وفي خلال التنقل بين المناطق، تفاعل الأهالي مع الجولة الرسمية. فسكان بلدة حام في بعلبك رددوا على مسمع سلام “نريد وجودكم بيننا”، وفي سراي بعلبك تهافت الأهالي لالتقاط الصور معه، معبرين عن فرحتهم بوجود الدولة في منطقتهم.
استعداد فرنسي لتسليم المزيد من الخرائط
وتأكيداً على جدية المساعي الفرنسية في رعاية ملف ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا والذي حضر بقوة في لقاء ماكرون – الشرع، تسلّم وزير الخارجية يوسف رجّي من السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، نسخة من وثائق وخرائط الأرشيف الفرنسيّ الخاص بالحدود اللبنانية – السورية. وأتى هذا التسليم بناء على طلب لبنان والوعد الذي قطعه الرئيس الفرنسيّ للرئيس عون، بتزويد لبنان بهذه الوثائق والخرائط التي ستساعده في عملية ترسيم حدوده البريّة مع سوريا.
مصادر دبلوماسية، أكدت لـ “نداء الوطن”، أن تسلم لبنان للوثائق والخرائط التي تساعد في ترسيم الحدود، تزامن مع تسليم الرئيس ماكرون الرئيس السوري للخرائط ذاتها. وعن أهمية هذه الخرائط، تلفت المصادر إلى أن اللجنة الفنية والتقنية هي التي تقرر مدى أهميتها والأهم أن السفير الفرنسي أبلغ الوزير رجي، استعداد بلاده لفتح الأرشيف لتزويد لبنان بأي خرائط إضافية أو حتى وثائق.