الحشد العسكري الغربي والعربي: كيف نُبقي سيادة إسرائيل على السماء؟ (ابراهيم الأمين – الأخبار)

الإثنين ١٢ آب ٢٠٢٤

الحشد العسكري الغربي والعربي: كيف نُبقي سيادة إسرائيل على السماء؟ (ابراهيم الأمين – الأخبار)

أن تُلدغ من الجحر نفسه ألف مرة، أمر عادي بالنسبة إلى كثيرين ممن يتعاملون بدهشة مع المبادرات الأميركية لوقف الحرب على غزة. صحيح أن غالبية الناس تريد وقف الحرب، لكن أقلية تريد ذلك بأي ثمن. وهي أقلية موجودة على ضفّتَي الصراع. ذلك أن كلفة استمرار الحرب كبيرة جداً في مواجهة هدفها من جانبنا، تحرير الأرض من المستوطنين، وهدفها من الجانب الآخر، «تحرير» الأرض من الفلسطينيين.الغالبية الفاعلة في إسرائيل تريد الانتهاء من الحرب، لكن بعد تحقيق أهدافها. وعندما يخرج من يتحدّث عن غياب الأهداف الواضحة، يكون كاذباً، كونه أيضاً يسأل عن القدرة والكلفة، لكنه يعرف أن الهدف المُتفق عليه بين الإسرائيليين، شعباً وجيشاً ومؤسسات، هو دفع الفلسطينيين إلى الاستسلام. ومن يطلبون من بنيامين نتنياهو قبول الصفقة، إنما يطلبون فترة راحة قبل استئناف الحرب، ليس فقط ضد غزة، بل ضد كل أعداء إسرائيل.

نتنياهو ليس بطلاً مغواراً، لكنه يرى في وقف الحرب الآن تراجعاً وإشارة ضعف. وحجته أن إسرائيل قادرة على تحمّل الخسائر الحالية. وهو كان صريحاً في مقابلته مع «تايم» عندما قال إنه يخوض «حرباً وجودية». صحيح أنه أقرّ بأنها «مخاطرة»، لكنه أوضح فكرته: «سننجو إذا فزنا. وإذا لم نفز، فسيكون مستقبلنا في خطر عظيم». ليضيف: «إن الدمار له عواقب أكبر على أمن إسرائيل. وأنا أفضّل أن أحظى بتغطية إعلامية سيئة على أن أحظى بنعي جيد».

عقلية نتنياهو تنتج المزيد من حلقات الدم. ويبدو أن دماء غزة لم تعد كافية لتحقيق الهدف. وإسرائيل تريد حلقة دماء أوسع، وتسعى إلى جعل دماء غزة بقعة صغيرة يمكن القفز فوقها. وهذا ما يقف خلف القرار النوعي برفع سقف المواجهة مع محور المقاومة من خلال اغتيال إسماعيل هنية في إيران، وفؤاد شكر في بيروت.

في حالتنا الراهنة، يريد نتنياهو جرّ محور المقاومة إلى المواجهة المباشرة. ولندع جانباً كل الكلام الشعبوي، سواء الذي يصدر عن جمهور مؤيّد للمقاومة يتوقع تدميراً كاملاً للكيان، أو هلوسات جمهور إسرائيل بأن الحرب ستخلّص المنطقة من «الوباء الخميني»: عندما تريد إسرائيل جرّ كل محور المقاومة إلى الحرب الكبيرة، إنما تفعل ذلك بوعي يتصل بمصلحتها المركزية في حرب واسعة، لكنها لا تريد لهذه الحرب أن تكون معها وحدها، وهي حتى لا تريد أن يكون الأميركيون وحدهم حلفاءها في هذه الحرب، بل هي تريد إشهار التحالف العربي – الغربي الذي يرى في إيران ومحور المقاومة خطراً على مصالحه.

قد يكون هناك من يعتقد بأن إسرائيل غير قادرة على فرض أجندتها على الآخرين. وهذا البعض ينظر إلى الأمر من زاوية ضيقة للغاية، بل ببلاهة من يحصرون سبب اندفاعة نتنياهو بخشيته من الذهاب إلى السجن. لكن الواقع أن غالبية الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، أنتجت مع غالبية العرب، بقيادة مصر والسعودية، تحالفاً يوفّر الغطاء الذي يحتاج إليه مجانين إسرائيل لمواصلة سيركهم الدموي. وكل ما يفعله نتنياهو اليوم أنه احتفظ بالنرد بين يديه لثلاثة أشهر، حتى جاءته اللحظة المناسبة لرميه على الطاولة: لحظة الانقسام الأميركي الفعلي حول طريقة حكم العالم، ولحظة الشلل العربي حيال تحديات النمو والتبعية، ولحظة التقاعد الإلزامي لأوروبا بعدما تجاوزت منذ وقت طويل السنّ القانونية للعمل.

مجرد أن تقول أميركا، ومعها أوروبا و«عرب السعودية ومصر»، بأن ما حصل في بيروت وطهران لا يستوجب رداً فعلياً، وما تلاه من استنفار غير مسبوق لحماية الكيان، كان مقدّمة لتوضيح أن نتنياهو نجح في إلزام حلفائه المعلنين أو المستترين بإشهار مواقفهم. وعندها، لا يبقى معنى لكل «سعدنات» دول تابعة، مثل الإمارات والأردن، أو قبرص واليونان.
ما سبق، يمكن وضعه في خانة الاستعداد لمعركة غير معروفة الاتجاهات، لكنها معركة قاسية بحسب ما يتصرف العدو وحلفاؤه. هي معركة يمكن أن تنتج عنها حرب كبيرة، تتطلب قدرات نارية استثنائية لتحقيق النصر. لكن أساسها بات محصوراً في خصائص الدفاع عند الكيان.

في هذا السياق، يتصرف الأميركيون على أساس أن ما حصل في بيروت وطهران جزء من المعركة القائمة، وبالتالي، لا يستوجب رداً خارج إطار هذه المعركة. وعندما يقول الأميركيون هذا الكلام، فهم يقترحون على إيران وحزب الله رداً متواضعاً لحفظ ماء الوجه. ولذلك، أخرج الأميركيون أرنبهم الوحيد، فقرروا بث الروح في المفاوضات حول غزة. غير أنهم لم يقدّموا اقتراحاً يقود إلى وقف للحرب. وجل ما يسعون إليه هدنة مؤقتة، تقتصر على المرحلة الأولى، بحيث يُمنح الفلسطينيون ستة أسابيع لدفن شهدائهم، فيما يكون جيش الاحتلال قد أعاد تنظيم صفوفه لجولة جديدة من القتال، ضد غزة نفسها، وضد محور المقاومة أيضاً.

وهذا الاستحقاق يشكّل، بالنسبة إلى العدو، فرصة لإظهار قدرة إسرائيل على إلزام جميع الحلفاء بأن يهبّوا، دفعة واحدة، لمعالجة ثغرة بدأت بالبروز، ولم تكن في الحسبان سابقاً، تتعلق بسيادة إسرائيل على السماء في كل الشرق الأوسط. ولذلك، فإن ما نراه اليوم من استنفار دفاعي للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول عربية يتقدّمها الأردن، إنما يصب في خدمة الهدف نفسه، لأن الأمر لا يتعلق بالمُسيّرات التي أمكن لمحور المقاومة إيصالها إلى مواقع العدو في الفترة السابقة، بل يتعلق أكثر بإيجاد علاج دائم وفعّال لأصل التهديد. وهو علاج يتطلب ما هو أكبر من الجهد الدفاعي، ويأمل نتنياهو أن يكون الرد من جانب محور المقاومة كفيلاً بجعل الملف أولوية تتقدم على أي أولوية أخرى في الصراع القائم.

أمران لافتان حصلا خلال الساعات الـ 36 الماضية، يجب التوقف عندهما:
الأول: قول يؤاف غالانت إن ايران وحزب الله «يهددان إسرائيل بضربها بطرق لم يستخدماها سابقاً، ما سيدفعنا إلى الرد بطرق لم نستخدمها سابقاً. وعليهم أن يحذروا حتى لا نضطر إلى القيام بخطوات توقع ضرراً كبيراً، وترفع احتمال الحرب على عدة جبهات، وهو أمر لا نريده، ولكن من واجبنا الاستعداد له».

الثاني: إن حزب الله شنّ هجوماً نوعياً على مركز عسكري بالقرب من طبريا. وقال إن المُسيّرات الانقضاضية ضربت قاعدة محفاة ألون الواقعة جنوب غرب صفد. ورغم انشغال وسائل إعلام العدو بالسؤال عن عدد المُسيّرات، وصمت المتحدّث باسم جيش الاحتلال، إلا أن «القناة 14» العبرية قالت في وقت لاحق إن المُسيّرات «ضربت عدة أماكن، ممنوع الحديث عنها بأمر من الرقابة العسكرية».

وعلى ما يبدو، فإن الهدف الذي أصابته المُسيّرات يتصل بالقدرات الخاصة بسلاح الجو الإسرائيلي. صحيح أن المقاومة لم تستخدم أسلحة جديدة، إلا أن مجرد حصول ما حصل، أعاد إلى الواجهة التحدي المركزي عند جيش الاحتلال، والمتعلق بالسيادة على السماء.
وكون العدو يعرف جيداً أن أبرز ما يميزه عن حلفائه وأعدائه، موجود في سلاحه الجوي، وفي منظومات الدفاع الجوي لديه، إلا أنه بعد اختبار عشرة أشهر مع لبنان، ومع صواريخ «أنصار الله» والمقاومة العراقية في الجنوب والغرب، صار مضطراً لأن يتواضع قليلاً. ولذلك، فهو يركّز التعاون مع حلفائه من الغربيين والعرب على هذا القطاع دون غيره. وقد بات واضحاً أن كل ما استقدمه الأميركيون والأوروبيون إلى قواعدهم في الأردن وقبرص واليونان، والأسلحة المنصوبة على قطعهم البحرية المنتشرة قبالة سواحل لبنان وسوريا وفلسطين، إنما هدفه تأمين الدعم في مجال الدفاع الجوي لمواجهة هجمات يعتقدون بأنها ستتم عبر مُسيّرات أو صواريخ تُرسل من اليمن والعراق وإيران ولبنان، فيما الوجه الآخر لهذه المهمة هو توفير قواعد بديلة لسلاح الجو الإسرائيلي في حال تطورت المواجهة إلى ما هو أبعد من ضربة على هامش الحرب الدائرة الآن.

شارك الخبر

مباشر مباشر

07:52 am

والد إيلون ماسك يزور موسكو

07:18 am

موقف لبناني غير مسبوق

07:00 am

زيارة لودريان تأتي في إطار تقييم أداء المسؤولين اللّبنانيين

06:49 am

عناوين الصحف الصادرة اليوم

11:46 pm

سرقة فان على أوتوستراد زحلة… بعد اطلاق النار على صاحبه

11:44 pm

الجزيرة: انفجار عبوة ناسفة بآلية عسكرية إسرائيلية وسط مدينة جنين شمالي الضفة الغربية

11:37 pm

عملية تمشيط معادية بالرشاشات الثقيلة على بلدة عيتا الشعب

11:19 pm

في أول عيد أضحى بعد غيابه…صورة نادرة للسيد نصرالله في الحج!

11:01 pm

تكريما لأرواح شهداء البلدة…ازاحة الستارة عن تمثال للقديس شربل في جديدة مرجعيون

10:44 pm

البرلمان الإيراني: احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب لن تُرسل إلى الخارج تحت أي ظرف

10:19 pm

الخارجية الإيرانية: العقوبات الأميركية الجديدة غير قانونية وتأتي في إطار الضغوط الفاشلة وتنتهك القانون الدولي

10:04 pm

العثور على شاب جثة في منزله في خراج بلدة خريبة الجندي

09:53 pm

وزير الصحة يتابع حادثة الاعتداء على طبيب في مستشفى طرابلس

09:37 pm

شعبة المعلومات توقف 5 متورّطين في إشكال صبرا الذي أدى إلى وفاة شخصَين

09:24 pm

الجيش الاسرائيلي يعلن مقتل جنديين في معارك قطاع غزة

09:17 pm

السيناتور بيرني ساندرز: دعم واشنطن لحرب نتنياهو التجويعية ضد الشعب الفلسطيني أمر مريع بحد ذاته

09:08 pm

خبير عسكري أميركي: زيلينسكي فقد الإحساس بالواقع وبات خطرا على الغرب

09:01 pm

وزير خارجية أميركا ونظيره الفرنسي يؤكدان التزامهما بـ”منع إيران من تطوير أو امتلاك سلاح نووي”

08:53 pm

تفجير ذخائر غير منفجرة في منطقة بمهريه – عاليه مساء اليوم

08:44 pm

وفد من لجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية في بيروت: تعاون ورسائل سياسية ودعم مشروط

08:36 pm

جيش العدو يعلن تصفية قائد كتائب المجاهدين في غزة

08:25 pm

بطولة الطائرة : الشباب البترون 2 – 0 على طريق اللقب

08:19 pm

كتائب القسام: أوقعنا 6 جنود إسرائيليين قتلى وجرحى أمس بعد تفجير فتحة نفق جنوب شرقي مدينة خانيونس

08:16 pm

التحكم المروري: جريح بحالة حرجة نتيجة تدهور مركبة محلة حي الشعب بعلبك

08:12 pm

“اعلام العدو : الجيش الإسرائيلي ينفي أي محاولة لتحرير الأسير ماتان تسانغاوكر

07:48 pm

 ترامب: ماسك لا يحترم منصب الرئيس

07:47 pm

وزارة الإعلام تحذّر من أي تواصل مع العدو أو إعلامه

07:40 pm

مجموعة التفاوض الروسية: عملية استلام أوكرانيا الجثث وتبادل الأسرى لم تتم بسبب رفض كييف التواصل

07:35 pm

رولان غاروس: غوف تتفوّق على سابالينكا بعد مواجهة ماراثونية وتحرز لقبها الكبير الثاني

07:27 pm

التحكم المروري: حركة المرور كثيفة من النقاش باتجاه انطلياس وصولا الى الزلقا

07:18 pm

فانس: ماسك رجل أعمال مذهل وأتمنى عودته للصف لكن ولائي للرئيس

07:15 pm

وكالة الأنباء الألمانية: الشرطة تعلن أن شخصا صدم بسيارته حشدا من الناس في مدينة باساو جنوب ألمانيا

07:11 pm

أمير قطر يتلقّى اتصالاً من ماكرون

07:11 pm

اشتباك مسلح بين عائلتين يوقع 5 جرحى…وقوى الامن توقف المتورطين!

07:01 pm

الهند تشيد باتفاق التجارة مع بريطانيا

06:58 pm

نادي الأساطير في إيطاليا يختفي بعد 114 سنة من تأسيسه

06:55 pm

زيارة بابوية مرتقبة للأرجنتين العام المقبل

06:52 pm

الصين تبدي استعدادها لتصدير معادن أرضية نادرة إلى الاتحاد الأوروبي

06:44 pm

“يازا”: إنقلاب سيارة وسط اوتوستراد شكا بالقرب من جسر حامات اتجاه بيروت وزحمة سير خانقة في المحلة

06:41 pm

“واشنطن بوست”: مسؤولون كبار في البيت الأبيض يحاولون تهدئة التوترات بين ترامب وماسك